ذكر رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم بشأن مناهج الجيل الثاني للتربية الوطنية أن الجمعية قد أدت دورها في هذه المسالة، نافيا أن تكون قد بالغت في ذلك مثلما اعتبره مسؤولون في السلطة، والذين اتصلوا بالجمعية ودعوها إلى تخفيف الضغط على الموضوع، موضحا أن الجمعية ليس لها مشكل مع الوزيرة بن غبريط، أو أي شخص آخر في وزارة التربية الوطنية، موضحا بأن هناك خلل في البرنامج المطبق بقطاع التربية الوطنية على العموم، وبأن جمعيته قدمت لوزارة التربية الوطنية كتابا كاملا بالأخطاء الموجودة بمناهج التربية، مفيدا “يجب تغيير الجواد الذي خسر في سباق معين، وربما تنجح وزيرة التربية الوطنية بن غبريط في تسيير قطاع آخر”. كما أوضح قسوم بخصوص تدريس اللغة الأمازيغية في البلد، بأن الواقع يؤكد وجود أمازيغيات عديدة، مشددا على ضرورة وضعها في يد الأكاديميين ونزعها من يد السياسيين.
وبخصوص موقفها من الرئاسيات المقبلة قال قسوم إن الجمعية ليس لها طابع سياسي ولن تقوم بحملة لمساندة مترشح معين للرئاسيات، معتبرا من جهة أخرى أن تواجد الأقليات بالجزائر سلاح ذو حدين، وقال بخصوص الجدل القائم حول ما نشره مؤخرا الشيخ فركوس أن الجمعية لا تعيب عليه اتجاهه الديني، بل توقيت الفتوى المتزامن مع تشتت الأمة الإسلامية.
وأوضح قسوم، أمس، لدى نزوله ضيفا على فوروم جريدة “الصوت الآخر”، حول موقف الجمعية من دعوات الأحزاب السياسية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لعهدة خامسة، بأن الجمعية لن تقوم بحملة انتخابية ولن تساند مرشحا معينا، بل ستترك الحرية لكل عضو منها على حدا في اتخاذ موقفه، حيث سيكون مسؤولا أمام الله بتزكية أي مرشح، و أضاف بأن جمعيته ليس لها الطابع السياسي، ولن تتدخل أبدا سياسيا، مضيفا بأن من يترشح منها، يطلب منه الاستقالة من الجمعية.
نعيب على فركوس توقيت فتواه
وبخصوص الانتقادات التي وجهتها الجمعية ضد الشيخ فركوس، اثر أرائه الأخيرة التي أحدثت جدلا واسعا، أوضح قسوم، بأن هناك ثلاث مآخذ عليه ، مشيرا بأن الجمعية لا تعيب على فركوس شيخ المدخلية السلفية اتجاهه الديني، بل تعيب عليه توقيت الفتوى المتزامن مع تشتت الأمة الإسلامية، أين كان عليه المساهمة في لم الشمل عوض التصريحات التي تزيد التفرقة بين أبنائها-يقول رئيس جمعية العلماء – كما أنها تعيب عليه إنزال قضايا الفقه التي يتناولها الباحثون وعلماء الدين الكبار إلى جماهير الرأي العام، وما قد يخلفه ذلك من تدبير غير سليم أو يجانب الدقة، مفيدا: “خاطب الناس على قدر عقولهم”.
وأضاف نفس المتحدث بأن الجمعية تعيب عليه أيضا إلزامه للجميع بانتهاج اتجاه واحد، معتبرا بأن المذهبية قوة للمسلمين وليس ضعفا لها، مثمنا تصويب فركوس لفتواها، مستطردا يقول بأن جمعية العلماء لا تكفر أهل القبلة أبدا، وهي تقر بوجود اختلاف يجب أن يحكمه أدب الاختلاف حسبه.
وأكد قسوم من جهة أخرى، بأن المرجعية الدينية بالجزائر هي السنية طبعا، مضيفا بأن الجزائريين مالكيون وإباضيون، وبأن الأشاعرة من مذهب السنة أيضا، أما بخصوص الصوفية فاعتبر هذه الفئة من المؤمنين الأتقياء، مبرزا بأن الزوايا والإخوان المسلمين تمارس نوعا من السياسة، سيما الإخوان الذين وصفهم بأنهم اجتهاد تحت الغطاء السياسي.
وعن موضوع الاقليات بالجزائر فقال رئيس الجمعية انه سلاح ذو حدين، فتواجد الجنسيات الأجنبية باختلاف عقائدها من الصينيين أو الهنود أو الشيعة للعمل، ومن أجل تجسيد المشاريع الاقتصادية وتشييد المباني أمر عادي، موضحا بأنه لا يزعج فيهم عدم اعتناقهم للمرجعية الدينية الجزائرية انما ما يزعج هو محاولة ترويجهم لمختلف عقائدهم بالجزائر، وكذا عدم احترام سلوكاتهم اليومية لمبادئ الدين الذين يعتنقه الجزائريون، على غرار الأكل والشرب جهرا في رمضان أثناء صيام الجزائريين، واصفا المتابعات القضائية في حق بعض الأقليات الدينية بأنها في غير محلها.
رزيقة.خ