أنهت الجزائر أمس، ثلاثة أيام من الحداد الوطني الذي أعلنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إثر الفاجعة التي ألمت بالجزائريين في الأربعاء الأسود، بسقوط الطائرة العسكرية قرب مطار بوفاريك، بالبليدة، وهي الحصيلة التي انتهت إلى 257 ضحية من جنود الجيش الوطني الشعبي وعائلاتهم.
عاشت الجزائر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها أجواء حزن رهيبة لم تعهدها منذ سنوات، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث وصفها البعض بأنها فاجعة لم تذقها الجزائر منذ أيام التسعينات حيث كان الحزن يخيم يوميا على الشعب الجزائري في العشرية السوداء، وبعد سماع خبر سقوط الطائرة العسكرية التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي من صنف ” إليوشين 78 ” الروسية صبيحة الأربعاء، مع بداية انبلاج الصبح، بعد دقيقة من إقلاعها من مطار بوفاريك العسكري، متوجهة نحو وهران ثم بشار وتندوف في الجنوب الغربي للجزائر، ومع توالي المعلومات حول الضحايا التي كانت تعج بهم مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى القنوات الفضائية الوطنية والدولية التي نقلت الخبر المهول على صدر نشرات أخبارها، سقط كابوس مظلم على الجزائريين كلهم، ليس فقط عائلات الضحايا من الجنود وذويهم، بل كل الشعب الجزائري الذي لم يستوعب حجم الكارثة، لكن في الأخير كانت جملة قصيرة ترن على الأسماع، وهي أبلغ من كل كلام وتحمل كلمتين إثنتين : ” إنه قضاء الله وقدره ” لا بد من الإيمان به.
ثلاثة أيام، حزنت فيه كل فعاليات البلاد، من أحزاب سياسية التي علقت نشاطاتها إلى غاية اليوم، ونكست أعلامها مثلها مثل المؤسسات العمومية والوزارات والمدارس، وتقاسم الحزن كان شعبيا كعادة الجزائريين الذين يقدمون أروع الأمثلة في التلاحم والتضامن فيما بينهم عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية الكبرى.
كما قامت مساجد الجمهورية عبر 48 ولاية وزواياها امتثالا لتعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بتأدية صلاة الغائب على أرواح الضحايا الـ 257، في الوقت الذي افتتح فيه مسجد كتشاوة لصلاة أول جمعة فيه، تزامنت مع تأدية صلاة الغائب على ضحايا الطائرة المنكوبة، حيث حضر وزراء حكومة أحمد أويحيى ووالي العاصمة عبد القادر زوخ.
كما أقيمت بالمسجد الكبير لباريس، صلاة الغائب بعد تأدية صلاة الجمعة ترحما على أرواح ضحايا تحطم الطائرة العسكرية الأربعاء ببوفاريك. وأشار بيان المسجد الكبير بباريس، في وقت سابق إلى أن ” المسجد الكبير لباريس و فيدرالية مساجده, ينضمون بحزن شديد، إلى حداد الشعب الجزائري إثر أسوء فاجعة جوية ألمت بالجزائر عبر تاريخها، أمس الأربعاء بجنوب الجزائر العاصمة، والتي أسفرت عن هلاك 257 شخصا من أفراد طاقم الطائرة ومسافرين مدنيين وعسكريين” معلنا عن تأدية صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة “، وأضاف عميد المسجد دليل بوبكر الموقع على البيان يقول : ” إننا نتقاسم الحزن والحداد مع عائلات الضحايا التي نقدم لها تعازينا العميقة جراء هذا الحادث المأساوي الرهيب “.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / تمت تأدية صلاة الغائب على أرواح ضحايا الطائرة العسكرية:
الجزائر تعيش حدادا وطنيا رهيبا
الجزائر تعيش حدادا وطنيا رهيبا
تمت تأدية صلاة الغائب على أرواح ضحايا الطائرة العسكرية:
الوسومmain_post