كذب وزير الخارجية عبد القادر مساهل في حوار لصحيفة “لوموند” الفرنسية وجود الإرهابي المالي إياد غالي بالجزائر،وهو الإرهابي الذي شن الجيش الفرنسي غارة على الحدود مع الجزائر من أجله.
وقال وزير الخارجية “إياد غالي غير موجود في الجزائر، أسألوا الماليين والفرنسيين”.
و جاء رد مساهل موافقا لعقيدة الجزائر التي ترفض كل أشكال إيواء الإرهابيين خاصة وأنها تدين منذ سنوات طويلة كل أشكال دعم وإسناد الإرهابيين آو دفع الفدية.
وكانت قوات ” بَرْخان ” الفرنسية المنتشرة في شمال مالي، قد شنت عملية عسكرية منذ فترة قصيرة للقضاء على جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، التي يتزعمها “اياد اغ غالي” قُتل خلالها “مالك وانسيت “وهو أحد المقربين من زعيم الجماعة المصنف كأحد اخطر الإرهابيين المطلوبين في مالي من القوات الأمنية الفرنسية والمالية.
وكان السفير السابق نيكولا نورمان الذي قاد الدبلوماسية الفرنسية في مالي من عام 2002 إلى عام 2006 ،قد وصف “غالي ” في حوار مطول مع جريدة “لوروبليكان” المالية منذ فترة أنه “إنه غير قابل للاسترداد للأسف ، لقد قتل الكثير من الناس، أصبح إرهابياً من عام 2012 ، وهو قاطع طرق متعدد الأبعاد ، وهو من النوع الهجين الذي يجمع على نحو غير مناسب بين الجريمة وقطع الطريق والاتجار والأموال والطموح والسلطة الدين” .
وحذر مساهل من ارتفاع حجم المخاطر بالساحل الإفريقي ،حيث يتزايد نشاطات الجماعات الإرهابية على اختلاف ولائها، وقال ذات المتحدث أن “منطقة الساحل هي الأكثر قبولا لاستقبال هؤلاء بالنظر لضعف التواجد المؤسساتي فيها”.
ولم يعد خفيا على العالم أن المنطقة جنوب الصحراء باتت منطقة توتر بالغة المخاطر ، بعد احتماء جماعات إرهابية كثيرة بها ،لما توفره طبيعة المنطقة الصحراوية الصعبة التضاريس، من صعوبة الاختراق وتوغل الأجهزة النظامية المالية أو الأجنبية المرابطة بالمنطقة،إضافة إلى اشتراك عدة دول فيها وصعوبة التحكم في مساحتها المترامية الأطراف.
واستثمرت الجماعات الإرهابية في فقر السكان ،و المنطقة التي تفتقر إلى كل أشكال التنمية،مما شجع على سهولة التجنيد ضمن الجماعات الارهابية مقابل الدعم المادي.
وتدعم الجزائر منذ سنوات طويلة، ضرورة بعث التنمية في المناطق التي تشهد نشاطا إرهابيا كشمال مالي لمنع التحاق السكان المحليين بالارهابيين ،وتجنيب الحلول العسكرية للقضاء على النشاطات الإرهابية.
وتدافع عن مقاربة الحلول السلمية بين الأطراف المتنازعة في كل بلاد العالم ،وتدعم في آن واحد الدعم اللوجيستي ضد الإرهاب .و تتبنى الجزائر عقيدة عسكرية بدستورها وتنص على “منع خروج أي جندي جزائري للقتال خارج حدود البلاد “.
ويبدوان هذه العقيدة قد جلبت للجزائر متاعب كثيرة على الصعيد الإقليمي بحجة الإحجام عن المشاركة في محاربة الإرهاب، إذ رفضت الجزائر المشاركة بعاصفة الحزم ضد الحوثيين باليمن، ما عرض علاقاتها مع المملكة السعودية إلى التوتر، كما رفضت المشاركة عسكريا بليبيا على الرغم من المساعي المصرية، مثلما رفضت الانخراط بالقوة العسكرية العربية المشتركة التي أقرتها الجامعة العربية العام 2015.
وترفض الجزائر الانضمام إلى مجموعة “5 ساحل” المكونة من جيوش دول “مالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد”، والتي أوعزت باريس لتشكيلها بوصول الرئيس إمانويل ماكرون إلى الرئاسة العام المنقضي.
وعرج وزير الخارجية عبد القادر مساهل في حديثه لصحيفة لوموند الفرنسية على صحة الرئيس بوتفليقة مؤكدا أن الرئيس حاضرا جدا وكان له موعد للقاء شعبه يوم الاثنين المنقضي وأنه هو من سيقرر إن كان يسترشح لعهدة خامسة والشعب هو من سيختار”.
وأضاف مساهل متحدثا عن الوضع في سوريا وليبيا أن الجزائر تتابع باهتمام الوضع في كلا البلدين الشقيقين وأنه قد تمت مناقشة الملف السوري مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي ومع شركاء آخرين.
وقال المسؤول الأول في الخارجية “لطالما اعتقدنا أن المشكلة التي تواجه سوريا يجب تسويتها ضمن الإطار السوري “،وفي هذه الحالة ، يجب إيجاد الحل في إطار الحوار ، واحترام سيادة الشعوب والدول ، دون تدخل من أي مصدر.
و استشهد مساهل بما يجري في ليبيا التي لا تزال تعاني من مشكلة التدخلات في الشؤون الداخلية، وأضاف المتحدث أن عملية جمع الفرقاء وإنجاح الحوار قد أحبط بسبب العديد من الأجندات التي لا تسمح لإرادة الشعب الليبي بالنجاح وفقاً للإستراتيجية التي وضعتها الأمم المتحدة.
و أشار مساهل أن الحل يجب أن يأتي من حوار بين الليبيين. هذا البلد لديه مهارات كافية لذلك.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / عبد القادر مساهل متحدثا لصحيفة لوموند الفرنسية:
الجزائر تنفي وجود إياد أغ غالي على أراضيها
الجزائر تنفي وجود إياد أغ غالي على أراضيها