تعيش حركة مجتمع السلم أجواء مشحونة ومتوترة مع اقتراب موعد المؤتمر السابع، فسرتها الرسالة المشفرة التي بعث بها رئيسها السابق عبد المجيد مناصرة، حيث حذر أعضاء وقيادات حمس من أن تتحول اختلافاتهم حول الأفكار والسياسات والمواقف والقيادات إلى ضغينة، تفرق شمل “أبناء الشيخ نحناح”.
وقبله، غرد الرئيس السابق للحركة، أبو جرة سلطاني قائلا أن الحديث عن الصفقات ثقافة دخيلة على سمتنا التربوي، والمروجون لهكذا ممارسات لا يعرفون الأسس التي قامت عليها هذه الحركة ولا معادن رجالها الذين لا يباعون ولا يشترون، مطالبا أبناء حمس برفع سقف النقاش.
وقد فسر أعضاء حمس ونوابها في حديثهم مع ” الجزائر” ما ورد بأنها مخاوف من عودة الانشقاق بعد جهود كبيرة للم الشمل، فيما اعتبرها آخرون نصيحة يراد بها وضع الوحدة فوق كل الاعتبارات وقبول ما سيخرج به المؤتمر بكل صدر رحب.
الرئيس السابق عبد المجيد مناصرة:
قدمت نصيحة لأبناء الحركة فحواها التمسك بالوحدة
صرح الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة أن ما نشره على حسابه الخاص مجرد نصيحة لأبناء الحركة وقياداتها، فحواها التمسك بالوحدة ووضعها فوق كل اعتبار، رغم الاختلاف في الأفكار والسياسات والمواقف والقيادات، محذرا من أن تنتقل هذه الاختلافات من العقول الى القلوب ومن الاجتماع إلى الوحدة، فيما تحاشى الكشف عما إذا كان يرغب في رئاسة حمس.
وقال انه لا مناص عن بقاء الوحدة وأبناء الحركة مجتمعين، خاصة وان الوحدة جاءت استجابةٌ لواجب شرعي ومقصد إسلامي كبير، وهي اجتماع شمل إطارات تربت على يد الشيخ نحناح ذات كفاءة عالية، متدربة ومتمرسة فرقت بينها السنوات ، مؤكدا أن هذه الوحدة قد صارت حقيقة ولا يمكن أن يهددها شيء.
القيادي نعمان لعور:
الإقصاء والانشقاق لن يفيد القيادات ولا الحركة الأم
يرى النائب السابق عن حركة مجتمع السلم والقيادي نعمان لعور ان الإقصاء والانشقاق يفيد القيادات ولا الحركة الأم، مستبعدا عودة الخلافات بين أبناء الحركة.
وأردف بالقول إن حمس انتقلت من مرحلة الوحدة الانتقالية إلى مرحلة الديمقراطية، كما أن المؤتمر الذي سيعقد ماي المقبل ديمقراطي محض، تعمل القيادة على أن تكون العملية شفافة والقواعد واضحة.
وأشار أن التنافسية أمر طبيعي سيميز المؤتمر قصد نيل قيادة الحركة، متمنيا ان لا يهمش أي إطار لان الإقصاء لن يفيد أحدا، خاصة وان حركة مجتمع السلم تمثل عنصرا أساسيا من المشهد السياسي الجزائري، لا يمكن تجاوزها.
النائب أحمد شريفي:
الانقسام لم يعد موجودا وما وقع لن يتكرر
من جانبه، أفاد النائب عن الحركة بالمجلس الشعبي الوطني احمد شريفي، انه من الطبيعي أن يكون هناك تجاذب واختلاف حول الأشخاص محل القيادة، مشيرا أن مناصرة أراد بنصيحته تنبيه القيادات والأعضاء وتذكيرهم بالانشقاق الذي حدث بالحركة سنة 2008.
وقال شريفي أن الانقسام لم يعد موجودا، كما ان ما وقع سابقا لا يمكن العودة إليه، مشيرا أن الاختلاف الحالي بين القيادات يكمن في الرؤية السياسية للأحداث لا غير.
وعبر النائب عن أمله في عودة أبناء حمس إلى أحضانها ممن غادروها بالقول “إن حركة مجتمع السلم مفتوحة لكل أبنائها الذين غادروها سابقا تحت أي ظرف”.
وللإشارة، فقد تم الإبقاء على دورة مجلس الشورى مفتوحة، بالنظر لكون اللجنة التحضيرية كانت تشتغل ضمن ضغط زمني كبير، وأن تقارير الندوات الولائية التي ناقشت أوراق المؤتمر لم تصل جميعها، بسبب أن بعض الولايات لم ترسل التقارير، ما جعل اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر يتعذر عليها إعدادها، كما تناول المجلس المجتمع قبل أزيد من أسبوع 03 أوراق ويتعلق الأمر بلائحة نسب المندوبين في المؤتمر الاستثنائي السابع، ولائحة انتخاب المندوبين في المؤتمر في البلديات والولايات، المؤسسات، ولائحة النظام الداخلي للمؤتمر.
للتذكير، فقد عرفت حركة مجتمع السلم العديد من الخلافات السياسية بين قادتها عقب وفاة مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح عام 2003، انتهى عام 2008 خلال المؤتمر الرابع للحركة بإعلان ميلاد بجبهة التغيير، والتي قادها الوزير السابق عبد المجيد مناصرة، قبل أن ينسحب منها عدد من قادتها ليؤسسوا حركة البناء الوطني.
وقد قادت حركة مجتمع السلم حوارا مع جبهة التغيير انتهى بإعلان هذه الأخيرة الاندماج العام الماضي، أين تولى عبد المجيد مناصرة رئاستها لمدة انتقالية دامت ستة أشهر، قبل أن تعود الرئاسة لعبد الرزاق مقّري.
نسرين محفوف