أمضت 300 شخصية في فرنسا بيانا نشرته صحيفة “لو باريزيان” أمس ضد “معاداة السامية الجديدة” ،الذي اتهم فيه المسلمون بالتطرف ودعت الشخصيات الفرنسية علماء الإسلام أن يعلنوا الآيات القرآنية التي تدعو للقتل ولتعذيب اليهود والمسيحيين والملحدين، ملغاة.
ويدعو أصحاب العريضة مسلمي فرنسا لإنارة الطريق نحو هذا التعديل في القرآن الكريم عن طريق التعديلات التي عرفها الإنجيل الذي شهد إلغاء المعاداة الكاثوليكية للسامية من قبل الفاتيكان.
وتضمن البيان: “نطلب أن تصبح مكافحة هذا الإخفاق الديمقراطي الذي تمثله معاداة السامية قضية وطنية قبل فوات الأوان، وقبل ألا تعود فرنسا، فرنسا ”
وذكر البيان “في تاريخنا الحديث قتل أحد عشر يهوديا – تعرض بعضهم للتعذيب- لأنهم يهود، بأيدي إسلاميين متطرفين” ووقعت البيان شخصيات سياسية يمينية ويسارية بينها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي وزعيم اليمين لوران فوكييه ورئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس ورئيس بلدية باريس الاشتراكي السابق برتران دولانو، وفنانون بينهم المغني شارل أزنافور والممثل جيرار ديبارديو، ومثقفون ومسؤولون دينيون يهود ومسلمون وكاثوليك .
ويشير موقعو البيان بذلك إلى عدة جرائم قتل لمواطنين يهود بفرنسا، منذ سنة 2006، بسبب الانتماء الديني. وقال البيان إن “الفرنسيين اليهود معرضون لخطر مهاجمتهم أكثر بـ25 مرة من مواطنيهم المسلمين ”
وتابع موقعو البيان أن “عشرة بالمئة من مواطني منطقة إيل دو فرانس اليهود -أي حوالى خمسين ألف شخص- اضطروا للانتقال (إلى مناطق أخرى) لأنهم لم يعودوا في أمان في بعض الأحياء ولأن أولادهم لم يعودوا قادرين على الذهاب إلى مدرسة الجمهورية، معتبرين ذلك تطهيرا عرقيا بلا ضجيج.
ويتوافق البيان مع رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وضع أسس تنظيم الإسلام في فرنسا هذا العام.
وكان ماكرون قد أعلن أنه سيواصل التشاور مع مفكرين وباحثين جامعيين وممثلي جميع الأديان، مضيفا أنه يأمل بأن ينجح في “وضع أسس تنظيم الإسلام الفرنسي” خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتريد منظمات وشخصيات فرنسية صنع إسلام على مقاس فرنسا وتعديل نصوص القرآن على نحو مشابه للتعديل الذي تم على آيات الإنجيل، حيث تم حذف مقاطع من كلام النبي عيسى المتعلقة بلعنة اليهود بموافقة الكنيسة.
وبدأت هواجس فرنسا تجاه الإسلام منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما وصل المهاجرون من مستعمرات فرنسية سابقة للعمل بشكل مؤقت، لكن سرعان ما استقروا وشكلوا جالية هامة، واضطرت الدولة إلى وضع خطط في محاولة لإدارة دمج المسلمين.
ويبلغ عدد المسلمين في فرنسا حوالي 6 ملايين نسمة، أي 8 في المائة من السكان، وتصاعد الجدل حول مصيرهم بعد تزايد الهجمات الإرهابية على يد مواطنين فرنسيين من أصول مغاربية تم استغلالهم ضمن تنظيمات إرهابية متطرفة .
وترفض فرنسا الاعتراف بانتمائهم للجمهورية الفرنسية، وتربط ذلك بانتمائهم لأصول مسلمة.
رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم:
الأجدى أن يعدل الفرنسيون القوانين المصفقة للعنصرية والاحتلال
استنكر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم محتوى البيان الداعي لإلغاء آيات من القران الكريم .واعتبر قسوم أن مثل هذه التصريحات لا تستحق أن يجاب عنها، وأنها تطاول معلن على كلام الله .
وأضاف أن هذه الشخصيات مدعوة إلى التعرف على الإسلام الذي لا يعادي دينا ولا عرقا ،فبعض أحكام القتل في الإسلام جاءت في إطار الدفاع عن النفس ولم يبح الإسلام دماء اليهود ولا النصارى بل على العكس من ذلك تدعو آيات صريحة إلى حسن المعاملة.
ودعا المتحدث الشخصيات الموقعة على البيان ومن بينها ساركوزي أن تلتفت إلى تعديل بعض القوانين العنصرية المصفقة للتمييز بين الأعراق في فرنسا، وقوانين تمجيد الاحتلال التي يزخر بها ماضي فرنسا الاستعماري.
الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني:
عودة أفكار الهندي “سلمان رشدي” الداعية لخلق قرآن جديد
دعا الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أصحاب البيان أن يوجهوا كلامهم إلى خالق هذه الأحكام الدينية رب العزة.
فلو كانت الآيات القرآنية من صنيع البشر لتيسر فهم هذه المطالب ،ولأنها من صنيع إله مقتدر فيتعذر على علماء المسلمين ذلك لأنهم من البشر. واستنكر المتحدث مثل هذه الأفكار التي تحمل في فحواها أفكار المفكر الهندي سلمان رشدي الذي دعا قبل سنوات طويلة الى صنع قرآن جديد تنزع منه الآيات التي “تخوف ” البشر.
وأضاف ابو جرة سلطاني أن الأجدى على الموقعين على هذا البيان أن يدلونا على الآيات التي تدعو إلى قتل اليهود والنصارى والملحدين. وأن بعض الآيات تدعو إلى محاربة من يحارب المسلمين والرد على من يعتدي على حرمتهم وأمنهم وعرضهم.
فالقتال في فلسطين ليس بسبب دين الإسرائيليين بل لأنهم غزاة في ارض غيرهم. ودعا الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم “حمس”، إلى الاطلاع على القرآن وفهم معانيه،لأنه أورد الحديث عن النبي عيسى مريم بنت عمران وموسى أكثر ما ذكره الإنجيل والتلموذ.
رئيس المرصد الفرنسي لمكافحة الإسلاموفوبيا :
سنحارب كل من يتطاول على القرآن
ندد رئيس المرصد الفرنسي لمكافحة الاسلاموفوبيا، عبد الله زكري، بالإعلان الذي وقعته مجموعة من الشخصيات السياسية والثقافية الفرنسية للمطالبة بمراجعة بعض الآيات القرآنية.
وأضاف عبد الله زكري في تصريح لوسائل إعلام محلية امس قائلا: “نحن وقفنا ضد الإرهاب وشاركنا في مظاهرات ضد الإرهاب، لكن ليس ليأتونا اليوم بمطلب تغيير القرآن.
“سنحارب أي مسؤول سياسي سواء كان في الحكم أو خارج الحكم يطلب منا هذا الشيئ”.
داعيا أصحاب الإعلان إلى إعادة النظر في نظرتهم إلى القرآن قائلا “هم يخرجون آيات من القرآن عن سياقها ثم يفسرونها على أنها تحرض على كراهية اليهود… لقد قلت لصحفي فرنسي نشيدكم الوطني فيه تحريض على العنف، أكنسوا أمام بابكم أولا ….”.
رفيقة معريش