رجح محللون سياسيون وأمنيون في حديثهم مع “الجزائر” إمكانية تخفيض التمثيل الدبلوماسي المغربي في الجزائر أو طرد سفيرها، على خلفية الاتهامات التي طالتها من طرف المخزن، والتي جاء فيها أن الجزائر تدعم إيران عن طريق حزب الله اللبناني لمساندة جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية.
المراقب الدولي السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام أحمد كروش: المغرب لعب ورقته الأخيرة مع الجزائر وقطع العلاقات بات ضرورة
أفاد المراقب الدولي السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام أحمد كروش أن المغرب لعب ورقته الأخيرة مع الجزائر، خاصة وأنه أقحمها في مسألة تتعلق بدعم إيران والتي تعتبرها دول الخليج إرهابية، وحزب الله اللبناني الذي صنفته أمريكا أيضا إرهابيا، وهي رسالة ضمنية من المخزن إلى العالم فحواها أن الجزائر تدعم الإرهاب، وان البوليساريو “منظمة إرهابية”. وأكد كروش أن اتهامات المغرب باطلة ولا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن قطع العلاقات بات ضرورة حتمية لان أخطاء المخزن بلغت السقف، كما اعتبرها محاولة استلطاف لدول الخليج وأمريكا حتى تبقى الأراضي الصحراوية تحت السيطرة المغربية. كما أضاف ” المغرب فقد صوابه، ويعيش ” هستيريا ” في خطوة شاذة وبائسة، للبحث عن مخرج لازمته السياسية والدبلوماسية في ما يتعلق بفرض سيادته المزعومة على إقليم الصحراء الغربية”.
المحلل السياسي عبد العالي رزاقي: المغرب وضع نفسه في مأزق سياسي ودبلوماسي
أكد المحلل السياسي عبد العالي رزاقي ان اتهامات الخارجية المغربية للجزائر، ستضع المخزن في مأزق سياسي ودبلوماسي أكثر تعقيدا لن تجد له الرباط مخرجا. وقال ” إن الرباط حسب الأعراف الدبلوماسية، لا يحق لها إقحام الجزائر أو أي دولة أخرى في سياسات بعيدة عنها، فلو كان المغرب كما يدعي أن لديه معلومات تفيد أن سفارة إيران بالجزائر ساعدت حزب الله على تدريب عناصر من جيش البوليزاريو، فكان عليه أن يوجه اللوم إلى الخارجية الإيرانية دون إقحام الجزائر في الموضوع، لأن هذه الأخيرة ليست خصما في مثل هذه القضية، وهذا يدل على مدى تخبط الدبلوماسية المغربية على الصعيد الدولي.”
كما أضاف ان خفض التمثيلية الدبلوماسية المغربية في الجزائر او غلق السفارة هو الحل الأنسب لردع اتهامات المغرب وهجوماته المتكررة على الجزائر. للإشارة، كانت الجزائر قد أعربت الأربعاء عن رفضها للتصريحات غير المؤسسة كليا التي أدلى بها وزير الشؤون الخارجية المغربي بمناسبة الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإيران والتي تقحم بشكل غير مباشر الجزائر، حسب ما أكده الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي شريف.
وقد أعلن المغرب الثلاثاء الماضي قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران متهما طهران وحليفها اللبناني جماعة حزب الله بدعم جبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر.