أصبح يقينا أن إسرائيل تفلت من العقاب في كل مرة ترتكب فيها جرائم إبادة ضد الفلسطينيين ،فعلى الرغم من اختلاف رؤى المحللين القانونيين والسياسيين إلا أن اليقين واحد.
بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص إسرائيلي، منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية منذ 30 أفريل المنقضي ، قرب السياج الأمني الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، 108 شهيد فلسطيني ،بينهم61 قتلوا أمس بعد مراسيم تدشين سفارة الولايات المتحدة بالقدس ، فيما أصيب الآلاف بجروح متفاوتة الخطورة.
جاء ذلك في بيان أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بجنيف أمس ووقعت عليه 20 منظمة دولية .
ووفق المرصد، فإن 300 شخصاً، من مجمل المصابين يعاني من جراح خطيرة
وقال المرصد إن المتظاهرين لم يشكّلوا أي خطر حقيقي على الجيش الإسرائيلي المتمركز في الجانب الآخر من السياج .
وأوضح المرصد أن الجيش الإسرائيلي استخدم الرصاص المتفجّر، والقوة المفرطة، والغاز المدمع المكون من مواد تسبب التهابات وتشنّجات مزمنة ، خلال عملية قمعه للمتظاهرين .
وارتكب الجيش الإسرائيلي أمس مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، حيث استشهد 561 شخصاً وجرح أكثر من 2200 آخرين، بالرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ويحيون الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية .
ورداً على خطوة نقل السفارة الأمريكية للقدس والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل على حدود قطاع غزة، أعلنت تركيا أعلنت تركيا الحداد الوطني لمدة 3 أيام، واستدعاء سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، ودعوة منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ الجمعة المقبل . كما أعلنت جنوب إفريقيا استدعاء سفيرها في تل ابيب “حتى إشعار آخر” على خلفية المجزرة الإسرائيلية.
الحقوقي مصطفى بوشاشي :
الشكوى ضد إسرائيل لن تجد صدى
كشف الحقوقي والنائب السابق بالبرلمان مصطفى بوشاشي أنه يمكن رفع الدعوى القضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد القادة السياسيين والعسكريين الاسرائليين المسؤولين عن عمليات القتل العشوائي وابادة الشعب الفلسطيني،وذلك بتقديم ملف كامل بكل الجرائم للنائب العام بالمحكمة.
وأن السلطة الفلسطينية هي المخولة قانونيا بتحريك هذه الدعوى،ولها أن تختار محاميها كما تشاء. وصنف الحقوقي مصطفى بوشاشي جرائم إسرائيل بجرائم الإبادة التي يعاقب عليها القانون الدولي مثلها مثل جرائم الحرب ،التي نصت عليها اتفاقيات جنيف المتعلقة بالنزاعات المسلحة.
و أضاف المتحدث أن الواقع لا يجاري القانون،اذ يكشف أن العقوبات الدولية لا تتحقق عندما يتعلق الأمر باسرائيل،كما أن التعاون الدولي لتطبيق الاتفاقيات الدولية غيرممكن،بفعل وقوف عدد كبير من الدول إلى جانب اسرئيل.
كما انه ومن الناحية القانونية لا يمكن إشراك إسرائيل في محاكمات المحكمة الدولية لأنها ليست عضوا فيها .
مروان عابد مسؤول حركة فتح الفلسطينية بالجزائر
إسرائيل ستفلت مرة أخرى من العقاب
تأسف مسؤول حركة فتح الفلسطينية بالجزائر مروان عابد عن الظلم والإبادة الذين يتعرض لهما الشعب الفلسطيني ،و دافع عن حق الفلسطينيين في طلب لجان تحقيق لإثبات هذه الانتهاكات ،خاصة بعد مقتل أطفال قصر في أحداث أمس التي رافقت تدشين السفارة الأمريكية بالقدس. وانتقد المتحدث المجتمع الدولي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية جانبية، فمنذ ارتكاب مجزرة جنين في 2014 ضد الفلسطينيين، وإيفاد لجنة تحقيق أممية ،تم إجهاض كل المبادرات في مواصلة القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية .
و قال المتحدث أن الفلسطينيين يعلمون يقينا أن إسرائيل ستفلت هذه المرة أيضا من العقاب بعد مقتل 61 فلسطينيا في أعقاب افتتاح سفارة للولايات المتحدة بالقدس،و أن هذه الأخيرة قد أمضت صكا على بياض للإسرائيليين .
و أضاف مروان عابد أن الفلسطينيين يعلمون بالتواطؤ الدولي ضد قضيتهم لكنهم يواصلون يقينا ،بنصرة قضيتهم يوما ما ،لذلك فإنهم لن يتراجعوا أمام تقديم القضية أمام محكمة الجنايات الدولية إذا أتيحت لهم الفرصة.
عامر رخيلة محلل سياسي
لن يقف العرب موقفا مشرفا والاحتكام الدولي يكيل بمكالين
انتقد المحلل السياسي رخيلة عامر موقف العرب من قضية القدس ،واعتبره موقفا غير مشرف .وأضاف أن الاجتماع الذي دعت إليه الجامعة العربية،وحراك بعض الشخصيات في الأمم المتحدة لن يؤول الى شيئ يذكر،فالجامعة العربية نفسها تعاني من صراعات وانقسامات بعدما سيطر عليها الجناح الخليجي الذي صار مؤثرا على صناعة القرارات .
أما عن محكمة الجنايات الدولية ،فمنذ مرحلة الحرب العالمية الثانية ،وهي تنتهج سياسة الكيل بمكيالين، ومسايرة دول الحلفاء،الذين هم في الأصل حلفاء لإسرائيل .
وظهر توجهها في قضية الجزائر التي طالبت بالتحقيق في التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر، التي تعادل أضعاف قنبلة هيروشيما وناكازاكي.
لكن المحكمة رفضت الدعوى بحجج واهية، دفاعا عن فرنسا التي تعد عضوا في المحكمة،لذلك فلن يكون للفلسطينيين حق في إسماع أصواتهم بهذه الهيئة الدولية.
و أضاف خبير العلاقات الدولية، أن الموقف الوحيد المشرف والثابت دائما هو موقف الفلسطينيين الذين يدفعون أرواحهم لأجل نصرة القدس ،في ظل تكتم عربي وتأمر ظاهر.
رفيقة معريش