دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد لضبط الفتوى ووضع حد للعشوائية التي طلتها من بعض الدخلاء مبرزا أن الفتوى مسؤولية وينبغي أن يكون متعاطيها ذا مستوى وليس من الذين ينحرفون ذات اليمين وذات الشمال.
وقال غلام الله لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى جريدة الشعب أمس :”هناك فوضى في الفتاوي من كثرة المفتين عبر الشاشات الإعلامية وكل واحد مسؤول على فتواه فالنسبة لي لما يأتي شخص ويستفتيني في أمر أوجهه للمجلس العلمي التابع لولاية لأن هذه الأخيرة هي المسؤولة عن ذلك ولا أحد يحل محل هذه الأخيرة فهي مسؤولية كبيرة المسؤول الأول فيها هو وزير الشؤون الدينية والأوقاف ” وتابع :”إذا كان هناك تلاعب في الفتاوي وعشوائية فهذا لا يليق بنا ”
واتهم غلام الله في سياق منفصل مع أتباع التيار المدخلي بالتطرف واصفا منهج المدخليين بـاليهودي لأنه لا يقبل مبدأ التعايش مع الآخر وقال: “المدخلية كانت سببا في اشتعال نار الفتنة في عديد الدول الإسلامية، مثلما كانت سببا في مأساة العشرية السوداء في الجزائر. لا يمكن لربيع المدخلي أن يعلمنا ديننا وأنا متأكد بان جده كان أميا لا يكتب ولا يقرأ”.
المصالحة الوطنية ميثاق لا مثيل له في التاريخ
وفي سياق منفصل ربما أن المرافعة لإنجازات الرئيس ليست حكرا على أحزاب الموالاة ولا الطاقم الحكومي الذي كثف من زياراته للولايات بخطاب التذكير بإنجازات الرئيس طيلة العشرين سنة الماضية لينضم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لذلك بدفاعه أمس المستميت عن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقال :” الجزائر تنعم اليوم في التعايش و أمن و استقرار بفضل المصالحة الوطنية وسمعت رئيس الجمهورية يقول سابقا ” أن الإنسان لديه كرامة و مهما كان معتديا وإذا كان مخطئا نعمل على إرجاعه للصفوف “وقال :” المبادرة التي بادرت لها الجزائر بجعل يوم 16 ماي يوم للتعايش و تبنيه من طرف الأمم المتحدة فكرته مستمدة من ميثاق السلم و المصالحة الوطنية التي جاء بها رئيس الجمهورية سنة 1999 والقائمة على فكرة فلسفية تتعلق بحياة وكرامة الإنسان زكاه الشعب بالإجماع لطي صفحة العشرية السوداء وسنوات من الاقتتال والدمار”
وتابع :” المصالحة الوطنية لا مثيل لها في التاريخ فالجزائر سعت لتسوية الخلاف بين الفرقاء في إفريقيا ة خارجها فتاريخ الجزائر حافل بالإنجازات الخارجية والتي لها علاقة بتصدير تجربة المصالحة الوطنية للدول الأخرى .”
مسألة حذف التربية الإسلامية والسور القرآنية نقاش عقيم
وعرج المسؤول الأول على المجلس الإسلامي الأعلى على الضجة التي صنعتها مادة التربية الإسلامية وحذف بعض سور القرآن بالنسبة للطور الابتدائي بالتأكيد على أن هذا جدل عقيم تقوده جهات تريد ضرب المرجعية الدينية الجزائرية ونشر الفتنة وخلق الفوضى فقط و تفريق وحدة الجزائريين وتشتيت وحدتهم والرغبة في إلهائهم عن أمور أهم
وقال:” إلغاء مادة التربية الإسلامية من البرنامج هو نقاش يراد منه التشويش لا طائل منه ومحاولة إلغاء التربية الإسلامية من المقررات يخرج بنا عن النهج السليم الذي يقره الدستور الذي ينص على أن الإسلام دين الدولة وأضاف :”لسنا مستعدين للتخلي عن الدين” و أضاف:”هذه المسائل تثارفي كل مرة من قبل جهات أهدافها معروفة ولكن محاولاتهم في كل مرة تسقط في الماء لأن الشعب متمسك بمرجعية و دينه الإسلامي”.
الجزائر ليست محصنة من التطرف
وأبرز في سياق منفصل على أن الجزائر غير محصنة من التطرف و الذي أوصل بلدان أخرى للخراب ذاقت منه الجزائر سابقا و تبقى معرضة له وأن الرادع لذلك إنما بالتفاف الشعب الجزائري حول مرجعيته والتكثيف من عملية التحسيس والتوعية بأن الحفاظ على المرجعية الدينية إنما هو حفاظ على أمن واستقرار البلاد وقال :”لا يوجد مجتمع محصن من التطرف إلا إذا التزم بالرشد و التف حول مرجعيته التي هي أساس أمن واستقرار البلاد “و أردف :”أحداث فتنة في غرداية والتي أشعلها الصراع بين الإباضيين والمالكيين و كادت تؤدي إلى فتنة كبرى في المنطقة كان مخططا لها و كان هناك عملاء في أزقة الولاية عملاء للصهيونية والمخابرات الإسرائيلية و الذين كانوا يريدون ضرب استقرار البلاد بخلق صراع طائفي “.
في سياق حديثه عن مواقيت الإفطار والإمساك في شهر رمضان دعا غلام الله الأئمة الى الالتزام بالمواقيت المحددة من قبل وزارة الشؤون الدينية باعتبارها مواقيت مبنية على رؤيا علمية و ليست مجرد افتراضات وعدم إتباع بعض التيارات التي قادت البلاد للهاوية سابقا.
زينب بن عزوز