أبرق الرئيس بوتفليقة رسالة تهنئة إلى ملك المغرب محمد السادس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وتأتي هذه الرسالة في وقت تعرف فيه العلاقات بين البلدين أزمة حادة، إثر الادعاءات التي يواصل في ترويجها نظام الجارة الغربية في حق الجزائر بعد قرار قطعه العلاقات مع إيران.
بعث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في أول أيام الشهر الفضيل، رسالة تهنئة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وأعرب بوتفليقة، في الرسالة، عن أحر التهاني وأبلغ التمنيات للملك وللأسرة الملكية، بدوام الصحة والسعادة والهناء، وللشعب المغربي بالمزيد من التقدم والنماء والازدهار تحت القيادة الحكيمة، وأضاف ” أسأل الله أن يجعل هذه المناسبة المباركة فاتحة خير ويمن وبركة علينا جميعا وعلى الأمتين العربية والإسلامية قاطبة ويعيدها عليهما وهما تنعمان بالسلم والأمن “.
وليست هذه المرة الأولى التي يتوجه فيها الرئيس بوتفليقة برسائل إيجابية في تجاه تطبيع العلاقات مع الجارة المغرب، في ظل الأزمة المتفاقمة والحرب الكلامية بين الطرفين، التي تقودها الحكومة المغربية بعد قطعها للعلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومحاولة إقحامها الجزائر بصورة مباشرة في نزاع ترفض الجزائر إدخالها فيه.
وكان الرئيس بوتفليقة قد وجه رسالة بمناسبة ” إحياء اليوم العالمي للعيش معا في سلام ” المصادف لـ 16 ماي من كل سنة، وجاء فيها بأن ” تعامل الجزائر مع جيرانها وكافة شركائها قائم على مبادئ السلم والتعايش والتعاون وحسن الجوار “، وتابع بوتفليقة ” الجزائر كانت دوما من رواد الدعوة إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات وترقية ثقافة السلم، فأسهمت بذلك إسهاما مشهودا في جعل المجتمع الدولي يقف أكثر فأكثر في وجه دعاة الصراع والتفرقة بين شعوب المعمورة “.
وفي سياق ذلك، أعلنت الجزائر رسميا عن دعمها لملف ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2026 أمام ملفي كل من الولايات المتحدة وكندا، وتم السماح للاعب الدولي ونجم منتخب الثمانينات لخضر بلومي بالترويج للملف المغربي، رغم كل المشاكل العالقة بين البلدين.
كما قام الرئيس بوتفليقة في خرجته الأخيرة بتدشين مقر للزاوية البلقايدية الهبرية بالجزائر العاصمة، وهي تتبع الطريقة الصوفية البلقايدية المتفرعة من الطريقة الدرقاوية التي تأسست في القرن التاسع عشر ميلادي ولها أتباع في المغرب كذلك.
وتتزامن رسائل الرئيس بوتفليقة الموجهة للجارة المغرب في ظل توتر سياسي بين الجانبين، انطلقت شرارته مع موجة التصعيد التي تشنها الرباط تجاه الجزائر بسبب مزاعم مغربية عن دعم إيراني لجبهة البوليساريو عن طريق عناصر من حزب الله اللبناني فوق التراب الجزائري.
وللرد على هذه المزاعم، لم تلجأ الجزائر إلى سياسة متطرفة تضع مستقبل البلدين والشعبين الشقيقين على كف عفريت وإنما اختارت طريق الدبلوماسية من خلال استدعاء السفير المغربي لإبلاغه احتجاجها على هذه التصريحات، ورغم ذلك تواصل السلطات في الرباط ممارسة سياسة تصعيدية تمثلها تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة، التي يتهم فيها الجزائر باحتضان لقاءات بين قيادات حزب الله والبوليسايو، رغم نفي كل الأطراف المعنية بهذه الاتهامات جملة وتفصيلا ما جاء في كلام الوزير، وعدم تقديم المملكة لأدلة حقيقية عن اتهاماتها.
إسلام.ك
في وقت تفضل المملكة "سياسة الهجوم":
الوسومmain_post