كثرتداول كلمة التوافق السياسي و “التوافق الوطني ” على لسان أحزاب المعارضة في الأونة الأخيرة غير أن الجديد هذه المرة أن البحث عن التوافق يأتي قبل ما يقارب السنة على إستحقاقات 2019 بعد حققت هذه الأخيرة هذا المسعى بعد إستحقاقات 2014 و إنضوت بمختلف تياراتها ومشاربها تحت غطاء تنسيقية التغيير ليتحول المسمى بعدها لتنسيقية الانتقال الديمقراطي وتمخض عنها وثيقة مزافران التي رسمت الخطوط العريضة لنهج المعارضة ليصطدم هذا التكتل الكبير بمحطة تشريعيات 2017 وتوقع ورقة وفاته ليعود اليوم الحديث عن التوافق السياسي والوطني للواجهة مرة أخرى بدعوة من كل حزب ذلك على حدى وأن تكون السلطة طرفا أساسيا فيه.
فحديث المعارضة في السابق عن التوافق ترجمته في السابق عديد المبادرات من تنسيقية الإنتقال الديمقراطي في السابق و التي أصبحا ماضيا و كذا مبادرة الإجماع الوطني التي لا يزال حزب جبهة القوى الإشتراكية متمسكا بها رغم جملة الإنتقادات الموجهة لها بوصفها بالورقة البيضاء بمسمى الإجماع و غياب خارطة طريق واضحة للمضي فيها لتتبعها و التي قررت هذه الأخيرة أن تخرجها من طابعها السياسي بالبحث عن توافق لها بين الأحزاب السياسية إلى ملعب الشعب ليحتضنها ليسير حزب العمال هو الآخر وبعد فشل مبادرته السابقة ليطلق أخرى بجمع مليون و نصف مليون توقيع من الشعب لمطالبة الرئيس بتأسيس المجلس التأسيسي وهو الأمر الذي أحدث ضجة قبل أشهر قليلة غير أن الحزب ربما ركنها جانبا ولن تتطرق إليها الأمينة العامة للحزب خلال الندوات الأخيرة التي عقدتها لتلقى مصير قريناتها من المبادرات لتطرح حركة مجتمع السلم هي الأخرى مبادرة بعنوان التوافق الوطني التي تضمنها شعار المؤتمر السابع للحركة وجدد رئيس الحركة عبد الرزاق مقري التأكيد عليها خلال الندوة الصحفية التي عقدها مؤخرا بأن حمس ستسعى لتوافق وطني بين كافة الأطراف السياسية بما فيها السلطة وأنه لا توافق دون هذه الأخيرة.
واعتبرت بعض الأحزاب السياسية أن الحديث عن التوافق السياسي والوطني إنما يكون بحوار بينها وبين السلطة والتي هي فاعل أساسي سيما بعد أن أثبتت التجارب السابقة على أن غيابها هو إعلان فشل المبادرة مستبعدة فكرة تكرار سيناريو مزافران و تكتل المعارضة بحيث أكد الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي أن الحديث عن التوافق السياسي و الوطني اليوم هو ضرورة وينبغي أن يتجاوز التجارب السابقة بفتح حوار بين الجميع أحزاب و مجتمع مدني لحل الأزمة التي تتخبط فيها البلاد وقال :” التوافق الذي نبحث عنه ينبغي أن يكون بين السلطة و المعارضة والمجتمع المدني.”
المحلل السياسي سفيان صخري :
حديث المعارضة عن التوافق اليوم إنما هو للتموقع في المرحلة المقبلة
واعتبر المحلل السياسي سفيان صخري على أن حديث المعارضة اليوم عن التوافق السياسي أو الوطني إنما هو بحث عن التموقع أكثرمنه رغبة في تجسيد التوافق في حد ذاته و إخراج البلاد من حالة الأزمة التي تتخبط فيه بدليل وجود أحزاب ترغب اليوم في أن يكون لها قدم في السلطة .
وقال صخري في تصريح ل ” الجزائر أمس :” ينبغي الإعتراف على أنه و في الفترة الحالية و بعد تشريعيات10 ماي 2017 فقدت هذه الأخيرة بريقها و ركنت جانبا مشروعها التاريخي الذي يعد بمثابة إنجاز أن تنضو أحزاب بمختلف المشارب و التيارات تحت غطاء واحد بمسمى تنسيقية التغيير و الإنتقال الديمقراطي وكذا هيئة التشاور والمتابعة ليغرد اليوم كل واحد على هواه ووفق المصلحة الحزبية و انتقلت من المعارضة الموحدة إلى المعارضات المبعثرة الباحثة كل واحد منها عن مصلحته الضيقة حتى أنه من الصعب الحديث عن إحياء فكرة توافق فيما بينها سيما بعد التراشقات والملاسنات التي جرت بين بعض أعضائها ” و تابع :” اعتقد أنه من الصعب إحياء توافق بين المعارضة سيما في ظل مطالبة الجميع بالتوافق من باب الحوار مع الجميع و بمشاركة السلطة بعيدا عن فكرة التحالفات ة التكتلات السابقة “.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / المحللون أدرجوه في خانة الرغبة في التموقع :
المعارضة تبحث عن “توافق سياسي” قبل رئاسيات 2019
المعارضة تبحث عن “توافق سياسي” قبل رئاسيات 2019
المحللون أدرجوه في خانة الرغبة في التموقع :
الوسومmain_post