قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أن حزبه بدأ في إجراء الاتصالات مع عدة جهات بخصوص المبادرة المتعلقة بالدعوة إلى التوافق مع السلطة ومع الأطياف السياسية الأخرى، وقال إنه يستبعد أن يكون رئيس الجمهورية قد اتخذ قرارا بالترشح لعهدة خامسة، وأن صمت السلطة إلى حد الآن عن الرئاسيات دليل على وجود “أزمة داخلها”، واعتبر أن العودة إلى قانون مالية تكميلي 2018 يعكس اضطرابا في المنظومة الاقتصادية للبلاد، ودعا من جانب آخر الشيخ فركوس والدعاة الآخرين إلى التفرغ للدعوة والفكر بدلا من الدخول في صراعات “عقيمة” لا فائدة منها سوى التفرقة.
عاد مقري، أمس، خلال تنشيطه فوروم جريدة “الحوار”، إلى الحديث عن مبادرة حزبه المتعلقة بالدعوة إلى توافق وطني بين كل التشكيلات السياسية والسلطة، معتبرا انه في ظرف كالذي تعيشه الجزائر من أزمة داخلية و جو إقليمي ودولي مضطرب فلا يوجد من حل آخر لحماية البلاد سوى الذهاب إلى توافق وطني والتوجه نحو المستقبل معا و”عفا الله عما سلف”، موضحا أن القصد من “عفا الله عما سلف” في رده لسؤال إن كان بمعنى عدم محاسبة من ارتكبوا الفساد ونهبوا المال العام، بأن “لا يكون صلب الحديث والمناقشات تقتصر في تصفية الحسابات لأن هذا سوف لن يفيد بشي، لكن “يجب ترك العدالة تأخذ مجراها في التحقيقات، وجدد التأكيد أن حزبه حاليا يسعى لتحقيق هذا التوافق ، وقد بدا في إجراء الاتصالات مع العديد من الأطراف لكنه رفض ذكرها احتراما لقوانين الحزب، و قال أن الحزب دوره تقديم أفكار وليس لعب دور وسيط، مشيرا إلى أن الحركة ستدخل في جولة اتصالات أخرى قريبا.
“لا أعتقد أن الرئيس لديه استعداد للترشح للرئاسيات”
و في رده عن سؤال حول صمت السلطة الى حد اليوم عن الرئاسات وعدم تقديمها مرشح الى الان، يرى مقري أن هذا الوضع يعبر عن “انغلاق الأفق ووجود ازمة، لان الدول الديمقراطية – يقول مقري- تبدا الكلام و النقاشات عن الرئاسيات قبل موعدها بمدة طويلة قد تكون عامين، لكن وضعنا هنا نحن مختلف، و أضاف انه بالنسبة للجزائر يوجد طرفان السلطة و المعارضة، و المعارضة قد تتخوف من “التورط” كون الأفق غير واضحة بالنسبة للسلطة، اما بالنسبة للسلطة فلا اعتقد”يضيف- ان يكون هناك قرار لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، و اعتقد ان حتى عندهم-يقصد السلطة- الصورة غير واضحة، فليس من السهولة على الرئيس الذهاب إلى عهدة خامسة، فلا اعتقد ان لديه استعداد لذلك ، فصاحب القرار حذر في التعامل مع المستقبل لان كل المؤشرات تعبر عن وجود ازمة في كل المجالات وهذا ما قد يجعل الرئيس غير مستعد لعهدة جديدة” معتبر ان الحل دائما يكمن في التوافق الوطني.
“قانون المالية التكميلي 2018 يعكس اضطراب المنظومة الاقتصادية”
و في رده عن سؤال عن لجوء الحكومة الى قانون مالية تكميلي بعد 3 سنوات من عدم اللجوء اليه، قال مقري ان هذا يدل على إضراب في المنظومة الاقتصادية، وأعطى دلالات على بعض الاختلال كنسبة النمو الذي توقع قانون المالية 2018 ان تصل الى 3 بالمائة، غير انه في الواقع بلغت فقط 1.7 بالمائة، اضافة الى تراجع الايردات تراجع الانتاج و تزايد في الاستهلاك، كلها عوامل تدفع الحكومة الى اللجوء الى قانون مالية تكميلي.
“على فركوس والدعاة التفرغ للدعوة والفكر لا الصراعات العقيمة”
و قال مقري في رده عن سؤال حول رايه في الصراعات التي تحدث بين مشايخ الدعوة التي طفت مؤخرا و على راسهم الشيخ فركوس و الردود التي تلتها، انها”خسارة كبيرة حين يدخل اهل الفكر في صراع عقيم”، و قال ان” دخول النخبة في مثل هكذا صراعات لا فائدة منها سوى تكفير الاخر و خلق التفرقة فهو انحطاط” ودعا هؤلاء الى الاهتمام بمعالي الأمور والتفقه، وتطوير العلم والمعرفة والبحث عن الحلول لمشاكلنا وأضاف ان المداخلة هم مخابرات متواجدون في كافة انحاء العلم وغرضهم هو محاربة التيار الوسطي المعتدل .
“لن نتخلى عن الطابع الدعوي ولسنا حركة النهضة التونسية”
و بخصوص الخطاب السياسي للحزب و إن كان سيتغير بعد المؤتمر الأخير، رد مقري بالقول ان الخطاب هو اداة معركة، و ادة عمل سياسي، فاحيانا يرتفع و احيانا “يسخن” و احيانا ينخفض، ودلك حسب الظرف و الحدث، مؤكدا من جانب اخر ان الحركة لن تتخلى عن طابعها الدعوي وانها ليس كحركة النهضة التونسية التي انشغلت بالسياسية و تركت الطابع الدعوي.
“نعتز بالسياسة الخارجية ونحن ضد غلق الحدود مع المغرب”
قال مقري ان هناك مساحات التقاء بين حزبه و بين السياسية الخارجية الرسمية، و قال اننا كحزب معارض لا يعني اننا نعارض كل ما يأتي من السلطة، نعارض فقط ما يعارض البرنامج السياسي للحركة، أضاف ان الحركة تعتز بالسياسة الخارجية ومواقفها، غير ان هناك بعض المواقف التي تبقى تتحفظ عليها مغلق الحدود مع المغرب، رغم ان هذا الاخير يريد خلق مشاكل للجزائر وهو الخاسر الاكبر لان اي عدم استقرار في الجزائر سيعني عدم استقرار في المغرب و في كل شمال إفريقيا وفي كل منطقة الساحل، و قال انه لولا موقف الجزائر من الأزمة الليبية ومساهمتها في إيجاد حل سلمي ل”ضاعت ليبيا”، مؤكدا ان استقرار الجزائر يعادل استقرار للمنطقة بأكملها.
رزيقة.خ