فكرة التوافق الوطني التي طرحها رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري خلال المؤتمر الإستثنائي الذي عقدته الحركة أيام 10 و 11 و 12 ماي الفارط دون الكشف عن خطوطها العريضة قررت حركة البناء الوطني أن تكون السباقة لتجسيدها بشروعها بداية من أول أمس في عقد سلسلة من المشاورات مع الأحزاب السياسية و البداية كانت مع الأفالان لتتبعها قائمة أخرى من الأحزاب في المستقبل القريب أمام عديد علامات الإستفهام التي تطرح عن لجوء البناء لتجسيد فكرة طرحتها حمس هذه الأخيرة التي تسعى لضم الأولى لصفوفها بعد قول رئيسها بن قرينة بعد تنصيبه على رأس حركة البناء على أن العودة للحركة الأم يعد من أولوياته فهل عدلت هذه الأخيرة عن مشروع الوحدة بخطوتها هذه ؟
كشف المكلف بالإعلام لحركة البناء الوطني عبد العزيز منصور ل ” الجزائر ” في تصريح ل “الجزائر” أن مشروع الوحدة مع حمس شيئ والمتوقفة على ما ستفضي له المشاورات واللقاءات الثنائية والمبادرة للتوافق الوطني شيئ آخر مفندا بالمرة سرقة الفكرة سيما وأن السعي للتوافق هو من تدعوا لها كافة الأحزاب السياسية و ليس حكرا على جهة أو حزب معين وذكر:” لقاءنا مع حزب جبهة التحرير الوطني وأمينها العام جمال ولد عباس يندرج في إطار مبادرة ” التوافق الوطني” التي أطلقناه و نعمد لعقد جولة مشاورات مع كافة الأحزاب السياسية دون إقصاء لأي تيار سيما وأن هدف هذه الأخيرة هو الوصول لتوافق بين الأحزاب السياسية و الالتقاء جميعا لمناقشة شؤون البلاد والخروج بحلول لها بعيدا عن سياسة الحل في يدي لأن ذلك سوف لن يزيد الأمور إلا تعقيدا ” و تابع :” الجزائر اليوم في وضعية أزمة و في مواجهة العديد من التحديات على مختلف الأصعدة يضاف لها الوضع الأمني في دول الجوار و الذي هو بحاجة لحصانة داخلية و تقوية للجبهة الاجتماعية”
وأبرز منصور على أن مبادرة التوافق الوطني هي تطوير لفلسفة الجدار الوطني التي أطلقتها الحركة قبل سنتين ببناء توافق مع الأحزاب السياسية فيما يتعلق بوضعية البلاد و قال :” حركة البناء ليست من الأحزاب المعارضة بل تنتهج الوسطية حتى في مبادرتها و التي لو قورنت ما سابقاتها فإنها ستلقى الدعم من طرف الأحزاب و على رأسهم حزبي الأغلبية حزب جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي بحيث كشف على أن اللقاء الأول الذي كان مساء الأحد مع الأفالان سيكون متبوعا بلقاء مع غريمه الأرندي سيحدد تاريخها قريبا على أن تشمل الجولة الأولى أحزاب الموالاة وبعدها المعارضة.
وأفاد ذات المتحدث على أن اللقاء مع حزب الأفالان كان إيجابيا و أنه كانت هناك نقاط تلاقي ونوايا حسنة من هذا الأخيرة على قبول المبادرة وبخاصة بقرار الأمين العام جمال ولد عباس بتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الأمر و دراسته والتحاور حوله
وردا على أن مبادرة التوافق الوطني سيكون مآله الفشل كسابقاتها قال :” والله المبادرات التي طرحت في السابق على الساحة السياسية حملت معها أسباب الفشل وغلق باب التشاور من مبادرة الإجماع الوطني لحزب جبهة القوى الاشتراكية وكذا مبادرة المجلس التأسيسي لحزب العمال بجمع مليون و نصف توقيع لها فمن غير المعقول أن نتوافق بإلغاء كل شيء و إعادة بنائه فالأمر ستنجح بسياسية عفا عما سلف وفتح صفحة جديدة و المضي قدما و التوافق أسهل من الإجماع “.
يرى عدد من المراقبين والمتابعين للشأن السياسي بان استقبال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الدكتور جمال ولد عباس لعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني بعد طلب الأخير للمقابلة بمقر الحزب العتيد تعني في طياتها الكثير من المعاني والرسائل السياسية.
هذا و استقبل الأمين العام لحزب الأفالان جمال ولد عباس مساء أول أمس وفد من حركة البناء الوطني بحيث كان وفد الأفلان مكونا من أعضاء المكتب السياسي أحمد بومهدي سعيد بن دعيدة والوزير الأسبق محمد جلاب، ومحمد زبيري رئيس كتلة الافلان بمجلس الأمة و رابح زبار مقرر لجنة صياغة إحصاء منجزات الرئيس .
زينب بن عزوز
هل طوت مشروع الوحدة؟:
الوسومmain_post