استغربت نقابات التربية نشر وزارة التربية الوطنية مشروعها الجديدة الخاص بإصلاح المدرسة، مؤكدة أنها لم تدعى لأي استشارة بخصوص هذا المشروع، وحملت النقابات، الوزارة مسؤولية هذه الإصلاحات أمام الشعب، و التي لم يتم أخد رأي جميع الفاعلين و الشركاء الاجتماعيين فيها.
و قالت النقابات أنها “لا تعلم” شيئا و لم تطلع على “النموذج البديل” الذي تسعى وزارة التربية الوطنية إلى اعتماده لإصلاح المدرسة الجزائرية، و التي قالت انه ” ثمرة استشارة واسعة، هدفه كسب تحديات الجودة في إطار إستراتيجية طويلة الأمد تمتد من 2016 إلى 2030 وترتكز على التحوير البيداغوجي و الحوكمة واحترافية الموظفين عن طريق التكوين”، و اعتبرت نقابات التربية انه لا يمكن اعتماد مشروع قبل اطلاع جميع الفاعلين في القطاع، و أخد اقتراحاتهم بعين الاعتبار.
و في هذا الصدد قال رئيس نقابة الكنابيست مسعودة بوديبة أمس في تصريح ل”الجزائر”، أن نقابته لم يتم استدعاؤها ضمن هذه “الاستشارات الواسعة” التي أفضت إلى “النموذج البديل”، و قال انه من المفروض و قبل صدور أي مشروع، أن تطلع الجهات التي تمت استشارتها على المشروع قبل اعتماده بالصورة النهائية، و أضاف أن “الكنابيست” ترفض تبني شيء لم تطلع على صيغته النهائية، و قال انه سيتم الاطلاع على نص “النموذج البديل” و تقديم الرأي حوله، و أشار إلى إحدى النقاط التي شملها “النموذج البديل” والمتمثلة في ميثاق أخلاقيات المهنة، و قال انه لا يمكن الاعتماد على ميثاق غير ملزم و لم توقع عليه جميع النقابات، في بناء إستراتيجية وطنية لعقد من الزمن.
من جانبه قال إيدير عاشور، الناطق الرسمي لمجلس أساتذة الثانويات “الكلا”، انه بالنسبة لنقابته، فما كانت تنتظره هو فتح استشارة حول التعليم الثانوي و إعادة إصلاح المنظومة التربوية، مشيرا إلى انه ومنذ استشارات 2015، لم تكن هناك أي استشارة بعدها إلى حد الآن، نافيا في السياق ذاته أن يكون “الكلا” قد شارك في “الاستشارة الواسعة” التي خلصت إلى “النموذج البديل” لإصلاح المدرسة، و قال انه لم لا يعلم شيئا عنه .
من جهته، قال الصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين، انه لم يطلع بعد على “النموذج البديل” و لم يتم إعلام الاتحاد للمشاركة في المشاورات التي أطلقت من اجل اعتماده.
هذا وكانت الوزارة قد أعلنت حسب ما نقلته أول أمس وكالة الإنباء الجزائرية عن “النموذج البديل” الذي تسعى إلى اعتماده لإصلاح المدرسة الجزائرية، و التي قالت انه ” ثمرة استشارة واسعة”، حيث نشرت وزارة مجموعة وثائق توضح ركائز السياسة التربوية الجديدة، وتتضمن “الإطار الاستراتيجي للمدرسة الجزائرية وتحديات الجودة 2016-2030″، “توجيهات أساسية للبرامج المدرسية للابتدائي والمتوسط” و”ميثاق أخلاقيات قطاع التربية الوطنية”.
رزيقة.خ