تتجه الجزائر لإعادة فتح ممثليتها الدبلوماسية في ليبيا، بعد سلسلة من اللقاءات التي أجرتها أطراف جزائرية وليبية لتجسيد هذا المسعى، الذي تبحث عليه حكومة الوفاق الوطني في طرابلس للتأكيد على تحسن الوضع الأمني في البلد، رغم أن كل المعطيات على الأرض تظهر العكس.
أفادت صحفية ” العربي الجديد ” الصادرة في لندن، أن الجزائر تستعد لإعادة فتح سفارتها في الجارة ليبيا ” بعد إتمام ترتيبات أمنية تخص تأمين محيط السفارة الجزائرية في طرابلس والاتفاق مع حكومة الوفاق الليبية التي يقودها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.
وذكر ذات المصدر بأن الحكومة الجزائرية أوفدت في وقت سابق فريقا تقنيا متخصصاً في أمن المنشآت الدبلوماسية لمعاينة مبنى السفارة الجزائرية والإشراف على وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لاستقبال الفريق الدبلوماسي الجزائري الذي سيعمل في السفارة. وأشارت المصادر إلى أن ” البعثة الدبلوماسية ستقتصر في البداية على فريق مصغّر يعمل على تأمين المصالح الجزائرية والتنسيق السياسي المباشر مع الحكومة الليبية بشأن الجهود الجزائرية للمساعدة في تنفيذ خطوات عملية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا “.
وأبرزت ذات المصادر الدبلوماسية أنه تم في ديسمبر الماضي، خلال اجتماع جمع فائز السراج الذي كان يزور الجزائر، مع الوزير الأول أحمد أويحيى، الاتفاق على “ترتيبات لإعادة فتح الممثلية الدبلوماسية الجزائرية في طرابلس، بطلب من الطرف الليبي الذي يعتبر أن عودة سفارات دول الجوار سيساهم في دعم جهود حل الأزمة الليبية “، إضافة إلى الاتفاق على ” إرسال لجنة تعاون مشتركة تعقد اجتماعها هذا العام، ويمكن أن يُعقد ذلك في حدود شهر ديسمبر المقبل، بعدما كان آخر اجتماع للجنة المشتركة قد جرى في ديسمبر 2010 بين حكومتي البلدين “.
وقامت الجزائر في ماي 2014، بإغلاق سفارتها وقنصليتها العامة في طرابلس بشكل “مؤقت” بسبب “وجود تهديد حقيقي وداهم” على دبلوماسييها كما أعلنت آنذاك وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية في بيان لها. وقررت الجزائر إغلاق سفارتها وقنصليتها العامة في العاصمة الليبية طرابلس، بشكل “مؤقت” بسبب “وجود تهديد حقيقي وداهم” على دبلوماسييها كما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، لكن السفارة بقيت مغلقة لمدة أربع سنوات رغم ارتباط الجزائر بعلاقات جيدة مع حكومة الوفاق الليبية.
وجاء في بيان الخارجية ” إثر وصول معلومات مؤكدة بوجود تهديد حقيقي وداهم يستهدف دبلوماسيينا وأعواننا القنصليين، اتخذ قرار غلق سفارتنا وقنصليتنا العامة في ليبيا كتدبير وقائي ومستعجل، بالتنسيق مع السلطات الليبية “. وشدد البيان ذاته على ” الطابع المؤقت لهذا الإجراء الذي أملته الظروف الأمنية الصعبة “.
إسلام.ك