أفاد الدكتور علي حسن الخولاني أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر3 أن الأمم المتحدة وعبر إملاءات أمريكية تحركت من أجل وقف ” معركة الحديدة ” لأسباب إنسانية، ودعت إلى” الدخول في مفاوضات بعد الانتصارات التي حققتها قوات المقاومة اليمنية على ميليشيات الحوثي “، مشيرا إلى تقدم نوعي للقوات اليمنية في محور صعدة معقل المسلحين الحوثيين.
- نزع سلاح الميليشيات الحوثية أساس الدخول في المفاوضات
اعتبر الدكتور علي الخولاني في لقاء مع ” الجزائر” أن الدخول في المفاوضات لا بد أن تكون بنزع سلاح الميليشيات الحوثية، واصفا المفاوضات من دون هذه الشروط بـ ” العبثية “، وتابع الدكتور اليمني يقول أن نزع السلاح لا بد أن يشمل جميع الميليشيات لأن إيقاف المعركة بدون ضمانات دولية بنزع سلاح الحوثيين هو ” خطوة لإعطائهم نفسا جديدا لاستعادة قدراتهم التي فقدوا منها الكثير “، واستطرد المتحدث قائلا ” بل هي إشارة للحوثيين لاستمرار قتلهم وتجويعهم وتركيعهم للشعب اليمني وإرهابهم لهذا الشعب بحجة الصمود في وجه ما يسمى بالعدوان “. وأكد الخولاني أن جميع الميليشيات لا بد أن ” تقدم تنازلات لأجل أن لا تموت أعداد إضافية من الشعب اليمني بحجة ما يسمى بالعدوان “.
وأفاد الدكتور علي الخولاني أن موظفي الدولة ” بدون رواتب ” ومن أراد راتبه تقول له الميليشيات الحوثية ” اذهب إلى جبهة القتال “، وقدم الخولاني معلومات مرعبة عن الأفعال التي تقوم بها جماعة الحوثي على الأرض، حيث قال ” الحوثيون يلزمون كل إطارات الدولة بقراءة ملازم حسين الحوثي الشقيق الأكبر لعبد الله الحوثي وهي ملازم تكرس الطائفية وتكرس لتعاليم الكهنوت ومناهضة لكل قيم الحداثة “.
وتابع الدكتور المحلل السياسي اليمني يقول ” لا أخفيك أن الحركة الحوثية هي نظير لحركة داعش فالجميع يريد أن يحكم باسم الدين كما أن عبد الملك الحوثي يريد تكريس نظام ولاية الفقيه في اليمن وهو ما يرفضه الشعب اليمني الذي يتوق لنظام مدني يكون فيه الجميع متساوون في الحقوق والواجبات “.
وقدم الدكتور اليمني المقيم بالجزائر صورة مرعبة عن الأوضاع في اليمن، حيث أوضح أن الحرب الدائرة في البلد منذ سنوات قسمت البلد إلى ” دويلات ” وهي كالتالي ” دويلة في مأرب والجوف يقودها الإخوان المسلمون (حزب الإصلاح) ودويلة في صنعاء ( ميليشيات الحوثي ) ودويلة في عدن خاضعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وليس هناك وجود للشرعية المعترف بها دوليا إلا وجود صوري وهناك دولة في حضرموت يقودها البعض من فصائل الحراك الجنوبي ودويلة في تعز يتقاسم إدارتها الإخوان المسلمون المدعومون من قطر والسلفيين المناهضين لهم، إضافة إلى تواجد التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش “. وأفاد الخولاني أن جميع هذه الدويلات كما وصفها تملك ” جيوش أو ميليشيات تابعة لها ولديها ارتباطات خارجية موزعة بين السعودية والإمارات وقطر وإيران “.
وأبرز المتحدث أن جميع القوى السياسية المرتبطة بهذه ” الدويلات ” ” حصلت فيها انشقاقات من بينها الحركة الحوثية حيث أن هناك اتهامات لمحمد الحوثي قائد ما يسمى باللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين بتصفية رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للميليشيات الحوثية صالح الصماد وهناك أيضا اغتيالات متبادلة داخل أجنحة هذه الحركة الكهنوتية “.
كما أشار الدكتور علي الخولاني إلى أن هناك عودة للتحالف بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح الإخواني، حيث قال بهذا الخصوص ” هناك إشارات للتحالف من جديد بين الفريقين العقائديين المتناقضين في الفكر تجسيدا للمصلحة السياسية على حساب دم الشعب اليمني “.
- تيار صالح.. قوة سياسية من قلب المؤتمر الشعبي
قال الدكتور علي الخولاني أنه بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح ” فقد الحوثيون الغطاء السياسي والحاضنة الشعبية التي كان يوفرها تحالفهم مع المؤتمر الشعبي العام “، ووصف التحالف الذي كان بين الطرفين بأنه ” تحالف أكد عليه الرئيس الراحل صالح أكثر من مرة بأنه جاء تحت ظروف معينة ومفروضة للدفاع على اليمن “. كما أفاد الخولاني أن الحوثيين ” كانوا يريدون منذ البداية التخلص من الرئيس علي عبد الله صالح “، واستدل المتحدث بآخر خطاب متلفز اطلع عليه، كان قد ألقاه الرئيس الراحل على قناة ” اليمن اليوم ” حيث تحدث فيه عن أسباب دعوته لإقامة انتفاضة ضد الحوثيين حيث تكلم عن ضرورة تنحيتهم وكذلك عن دوره في القضية الفلسطينية.
وأشار الخولاني إلى ” تحركات قام بها ضباط محسوبون على الرئيس صالح منهم قائد حراسته وابن أخيه طارق محمد عبد الله صالح بالتكتل في إطار ما يسمى ” حراس الجمهورية ” المدعمة من قبل الإمارات العربية المتحدة وانضم إلى حراس الجمهورية قوات النخبة التهامية مشكلة أساسا من الزرانيق وقوة أخرى انضمت لهم ” العمالقة ” ومتكونة من مقاتلين من المحافظات الجنوبية اليمنية وهذه المكونات الثلاثة اندمجت في إطار المقاومة الوطنية بدعم فني ولوجيستي من الإمارات وقد حققت هذه القوات تقدما كبيرا في الساحل الغربي ودخلت إلى المطار في محافظة الحديدة وأصبح الميناء قاب قوسين أو أدنى من الصمود “. وهو الميناء الذي يدخل عبره -حسب المتحدث- ” السلاح والصواريخ من قبل إيران للحوثيين هذا ما كشف عليه شهود عيان وكذلك تقارير دولية “.
- الولايات المتحدة وحلفاؤها يستثمرون في الأزمة اليمنية
أفاد المحلل السياسي اليمني الدكتور علي الخولاني أن الولايات المتحدة الأمريكية متبوعة ببريطانيا ” هي من ضغطت على الأمم المتحدة من أجل إيقاف معركة الحديدة بحجة الوضع الإنساني متناسية أن جميع المحافظات اليمنية وخاصة المتواجدة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية تعاني من الجوع والفقر والمرض وأزمة إنسانية تعتبر الأكبر في التاريخ المعاصر “.
ويعتقد الدكتور الخولاني أنه من الواضح أن ” الولايات المتحدة تريد بقاء الحوثي في اليمن من أجل ابتزاز دول الخليج، إذ أن بريطانيا ضغطت بأكبر قوة على الإمارات من أجل إيقاف دعمها لقوات المقاومة الوطنية المناهضة لميليشيات الحوثيين فكان رد الإمارات هو أنها لا تستطيع الضغط على قوات المقاومة الوطنية “، ويضيف المتحدث ” الملاحظ البسيط يرى أن استمرار وجود الحوثي والمواقف الأمريكية والبريطانية والفرنسية اتجاه الحفاظ على بقاءه بحجة الجانب الإنساني فيه مصلحة لشركات السلاح التي تستثمر في الأزمة اليمنية “.
وفي الأخير طالب الدكتور علي الخولاني بضرورة إيمان اليمنيين بأن الحل يكمن في ” الذهاب نحو صناديق الاقتراع لاختيار قيادة البلد “، كما قال أنه من الضروري ” توفر إرادة سياسية وطنية تعمل على إحلال السلم والمصالحة وذلك من خلال نزع السلاح من أيدي الميليشيات والدخول في مفاوضات برعاية إقليمية أو دولية “، كما حذر الخولاني المملكة العربية السعودية والامارات العربية من بقاء الوضع في اليمن على ما هو عليه، حيث أنه ” يشكل مصدر خطر أيضا على بلدان الخليج “.
كما شدّد المتحدث على وجود استغلال للوضع من طرف شركات السلاح الدولية، ولذلك دعا الدكتور الخولاني إلى العمل على ” إيقاف الحرب في اليمن وإخراج الشعب اليمني من الأزمة الإنسانية الحاصلة “.
إسلام.ك