بات واضحا أن المناخ السياسي في الجزائر صار مقبلا على صيف ساخن، بدأت ترتفع حرارته منذ توقيف حاوية الكوكايين بميناء وهران في 29 ماي المنقضي.وتهدد مجريات التحقيق في القضية بكشف مزيد من الرؤوس الثقيلة على شاكلة اللواء السابق عبد الغني هامل المسؤول الأول عن جهاز الشرطة، وتعويضه بمصطفى لهبيري المسؤول السابق بالحماية المدنية، وامتد القرار ليطيح برأس الرجل الثاني في هذا الجهاز الحساس، بالنظر لموقعه، وهو المراقب نور الدين براشدي، الذي كان يرأس أمن العاصمة، وهو أحد المقربين من اللواء المقال. تلاها إنهاء مهام المسؤول الأول عن جهاز الدرك اللواء مناد نوبة وتنصيب اللواء الغالي بلقصير خلفا له وإنهاء مهام اللواء مقداد بن زيان مدير المستخدمين بوزارة الدفاع الوطني واستدعاء محمد الصالح بن بيشة مدير الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع خلفا له. و صادفت هذه المرحلة ،عيد الاستقلال والشباب الموافق للخامس من جويلية، حيث تمت ترقية 32 جنرالا جديدا في المؤسسة العسكرية.
ومثلما تعرف الأجهزة الأمنية حركة من التغييرات يترقب متابعون للوضع أن تمس هذه الحركة الجهاز الحكومي أيضا وحسب الأنباء المتداولة فان الاسماء المرشحة للرحيل تخص وزراء مخضرمين تقلدوا مناصب وزارية عديدة سيتم استدعاءهم إلى مهام أخرى. وأفادت ذات المصادر أن سلك الولاة أيضا سيعرف حركة تغييرات واسعة تكون فيها إعادة توزيع حسب الكفاءات، وخلق ولايات منتدبة جديدة، سيكلف ولاة جدد بإدارتها، بينما سيمنح بعض الولاة حقائب وزارية. كما يرتقب أيضا أن تهب رياح التغيير لتمس قطاع الجمارك وقطاع السكن ،وحسب المصادر فإن الرئيس بوتفليقة يراهن على هذا القطاع الأخير لا تمام برنامجه. وتباينت آراء المتابعين عن المغزى من هذه التعديلات، اذ اعتبرها البعض تعديلات دورية تحدث كل سنة بينما وصفها متابعون آخرون بالاستثنائية لارتباطها بقضية الكوكايين التي وضعت السلطة في موقع حرج، وقال آخرون انها تتضمن في طياتها الاستعداد للانتخابات القادمة التي ينتظر أن تكون في 2019 .
عبد العالي رزاقي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر
قصية الكوكايين أخلطت الأوراق والتعديلات لا تزال مجرد تأويلات
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور عبد العالي رزاقي إن الساحة السياسية بالجزائر تشهد فوضى عارمة في السلطة وأحزاب الموالاة وحتى أحزاب المعارضة منذ الإعلان عن قضية الكوكايين في ميناء وهران يوم 29 ماي المنقضي . ولا تزال لم تتضح الرؤية للجميع ويبدو كل شيء غامضا والسلطة مرتبكة في إحداث التغيير. وعن عزل اللواء الهامل و مناد نوبة إضافة إلى التعديلات التي مست مؤسسة الجيش فهي تصنف في إطار الترقيات وتقليد المناصب. أما الحديث عن التعديلات في الحكومة والولاة والجمارك والسكن فلا تزال مجرد تخمينات إعلامية وحسابات تخص المحللين السياسيين.
رئيس حزب “جيل جديد” جيلالي سفيان
قضية الكوكايين على علاقة مباشرة بكل التغييرات
قال رئيس حزب “جيل جديد” جيلالي سفيان أن قضية الكوكايين على علاقة مباشرة بكل ما يحدث في أعلى هرم في السلطة. وأضاف المتحدث أن القضية فجرت ثغرة ظهرت في الأجهزة الأمنية ويبدو أن العملية برمتها مرتبطة بالترتيب لانتخابات 2019 وربما بحرب بين الزمر المتصارعة. واستبعد المتحدث أن تكون التعديلات والترقيات وحتى التغييرات المرتقبة عادية بل هي استثنائية لارتباطها الظرفي القريب بالانتخابات وتزامنها مع قضية الكوكايين التي تهدد بإسقاط رؤوس كبيرة من السلطة. و أضاف المتحدث أن القضية تنذر بمرحلة ساخنة ستشهدها الجزائر مستقبلا.
رفيقة معريش