الأحد , نوفمبر 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الترويج لوجهات خارجية بقلب المدن الساحلية يضرب السياحة الوطنية:
تحويلات المغتربين من العملة الصعبة “الأضعف” في العالم

الترويج لوجهات خارجية بقلب المدن الساحلية يضرب السياحة الوطنية:
تحويلات المغتربين من العملة الصعبة “الأضعف” في العالم

لا تتعد التحويلات المالية لأفراد الجالية الجزائرية الموزعين عبر العالم 2.1 مليار دولار، في الوقت الذي تحول فيه أفراد الجاليات الأخرى من مختلف الدول مئات الملايير من الدولارات لبلدانها الأصلية، كما يتراجع عدد الوافدين سواء من أبناء الجالية أو السياح، لأسباب عدة وفي مقدمتها أسعار التذاكر الباهضة نحو الجزائر، و سوء الخدمات السياحية، و نقص المرافق، و غياب ثقافة الاستقبال و الإيواء، إضافة إلى عامل آخر، وهو غياب الترويج للمناطق السياحية التي تزخر بها البلاد من قبل الوكالات السياحية، و الإعلام وحتى أحيانا السلطات المحلية، و التي غالبا ما تروج لوجهات خارج الوطن على حساب السياحة الداخلية.
و في هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي حميد علوان في تصريح ل”الجزائر”، انه و بالنظر للأرقام الرسمية عن عدد الجزائريين المغتربين، فالجزائريين اكبر الجاليات مقارنة بدول الجوار كالمغرب و تونس و دول عربية أخرى، حيث أن عددهم في فرنسا لوحدها يفوق 5.5 مليون مغترب، أما في جميع أنحاء العالم فيقترب من 7 مليون جزائري، و إذا ما قارنها عددهم بعدد المغاربة المغتربين في كل أنحاء العالم فلا يتجاوز 4.6 مليون شخص، في حين أن تحويلات الجزائريين المغتربين من العملة الصعبة للجزائر فلا يتعدى 2.1 مليار دولار، في الوقت الذي يحول فيه المغاربة ما يزيد عن 7 مليار دولار، و اللبنانيين المغتربين ما قيمته 20 مليار دولار – كلها حسب إحصائيات 2016-، و ارجع الخبير الاقتصادي ضعف تحويلات الجزائريين إلى تعاملاتهم خارج البنوك الرسمية و لجوءهم للسوق السوداء نتيجة الفارق الكبير في السعر عند التحويل، و قال أن الجزائر تحتل المرتبة الأخيرة في العالم من حيث هذا النوع من التحويلات.
و يرى الخبير الاقتصادي أن وجود العديد من العراقيل و غياب التحفيزات و الامتيازات لهذه الفئة من أبناء الوطن، اثر بشكل سلبي على مرد وديتها، و قال أن عدد الوافدين من أبناء الجالية إلى ارض الوطن في تناقص مستمر، و الأسباب عديدة و في مقدمتها ارتفاع أسعار التذاكر نحو الجزائر سواء عبر الجو أو البحر، وهو عامل ينفر المغتربين، بالإضافة إلى سوء الخدمات السياحية و الاستقبال و الإيواء، و أشار في هذا الصدد أن عدد معتبر من المغتربين الجزائريين لا يقصدون الجزائر في عطلهم الصيفية بل يتوجهون إما نحو المغرب أو تونس لقضاء وقت اكبر في حين أن مكوثهم بالجزائر يكون لأيام قليلة لرؤية الأهل كواجب يفرض نفسه اتجاه عائلاتهم وليس كسياحة، و قال أن مناخ السياحة و الاستثمار في الجزائر غير مشجع بالنسبة للجالية بسبب غياب التحفيزات و الامتيازات التي عادة ما تمنحها البلدان لأبناء جاليتها بالخارج للاستثمار في بلدانهم الأصلية، و أضاف أن اغلب المغتربين يعاملون في الجزائر كغرباء فلا امتيازات تخص استقبالهم و لا سكنات خاصة بهم و لا تسهيلات لإقامة مشاريع، ولا حتى تسهيلات لمنح أبنائهم وذويهم التأشيرات لدخول الوطن، وهو ما كانت قد رفعته النائب أميرة سليم في مراسلة لوزارة الشؤون الخارجية بعد تلقيها العديد من الشكاوي من المواطنين المغتربين بسبب البيروقراطية التي يواجهونها من اجل الحصول على التأشيرة.

وكالات سياحية، مدن سياحية، وإعلام يروج لوجهات خارج الوطن
تتحمل العديد من الأطراف المسؤولية في تراجع عدد السياح ونفور أبناء الجالية من القدوم إلى وطنهم إلام و تفضيلهم وجهات أخرى، فقد طغت في السنوات الأخيرة ظاهرة”الترويج للسياحة لدى الغير دون الوطن”، فنجد في الجزائر و على عكس الدول الأخرى، العديد من الوكالات السياحية و بعض وسائل الإعلام تبث إعلانات ترويجية للسياحة بالخارج، في المقابل تغيب عنها ثقافة الترويج للسياحة الوطنية، فحسب ما صرح به وزير السياحة السابق، فأن 95 بالمائة من إشهار الوكالات السياحية تروج لوجهات خارج الجزائر، و الأخطر أن هناك بعض الولايات السياحية التي تشتهر بكونها جوهرة المتوسط تتوسط مدنها لافتات اشهارية تروج للسياحة بتونس، على مرأى السلطات المحلية، وهو ما يطرح التساؤل حول مستقبل السياحة في الجزائر و كيف لها أن تنهض في وضع مثل هذا.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super