حسمت أحزاب الموالاة موقفها فيما يتعلق برئاسيات 2019 بالكشف عن مرشحها وإطلاق نداءات ومناشدات الإستمرارية له، وتجاوزتها بالحديث عن حملة إنتخابية رسمية حتى قبل أن يكشف هو عن قراره، وقبل حتى انتهاء عهدته ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين التي تحدد مدة الحملة الإنتخابية بـ 21 يوما قبل يوم الإقتراع لتفرض بذلك أحزاب الموالاة منطقها وسياسة الأمر الواقع بعد أن أدارت ظهرها لمن يخالفها الرأي ممن عرضوا عليها مبادرات التوافق والإجماع الوطني، رادة عليهم بأن الإستمرارية هي عنوان المرحلة المقبلة ولا شيء غير ذلك وأغلقت اللعبة وتركت المعارضة تتخبط في”المكابرة” “والتمسك بموقفها” لا خيارات كثيرة أمامها إلا تكرار سيناريو مزافران أو تقديم مرشح إجماع لها.
وأجمع محللون سياسيون أنه لا توجد معارضة حقيقية في الجزائر لتطرح الخيارات على آخر السبل المتبقية لديها بعد أن أغلقت الموالاة عليها الطريق للكيفية التي ستخوض بها غمار الرئاسيات المقبلة ما عدا دور “الأرنب المنافس” لمرشح السلطة أو تبني خيار “المقاطعة” الذي تعودت عليه.
المحلل السياسي عبد العالي رزاقي:
“المعارضة لن يكون لها دور ما عدا إضفاء المصداقية بمرشحها الديكوري”
وعبر المحلل السياسي عبد العالي رزاقي، عن إمتعاضه من الحديث عن معارضة في الجزائر في وقت أن الأمر يتعلق بلاعبي أدوار خادمة للسلطة ومشوهة لصورة المعارضة الحقيقية الذي تتوفر نظيرها في الخارج على بديل ومصنفة حقيقية في خانة المعارضة الحقيقية.
وقال رزاقي في تصريح لـ “الجزائر” أمس: “لا توجد هناك معارضة حقيقية والحديث عن معارضة في الجزائر هو كلام فارغ، هي مسيرة ومكلفة بأداء دور وهو الأمر الذي أبانت عنه خرجاتها الأخيرة بطرح مبادرات تحمل معها بذور الفشل، غير أن أصحابها مستمرون بالتمسك بها أمام علامات الإستفهام التي تطرح عن المغزى من ذلك إن لم يكن أداء لدور ؟”، وتابع “قبل أن نسأل عن السيناريوهات المنتظرة أمام المعارضة قبل رئاسيات 2019 نتساءل في كل مرة هل هناك معارضة حقا في الجزائر أم مسميات لأصحاب مصالح يجتمعون متى يريدون وعندما تأتي المصلحة الضيقة يفترقون؟ فأي معارضة نتحدث عنها في الجزائر، لا لون لها ولا خطاب ولا برنامج، فهم دمى في يد السلطة”.
وقال أيضا: “حتى المبادرات التي تطرحها بين الفينة والأخرى وتجتر تصريحاتها حولها أنها متمسكة بها ولن تتنازل عنها في حقيقة الأمر هي مجرد تهريج وكلام موجه للإستهلاك الإعلامي أكثر منه مبادرة حقيقية تبحث عن مصلحة البلاد وإخراجها من الأزمة العميقة التي تتخبط فيها”.
المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط:
“المعارضة أمام خيارين.. المقاطعة أو الأرنب السياسي”
وسار المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط على النهج ذاته للأستاذ عبد العالي رزاقي بالتأكيد على أنه لا توجد معارضة حقيقية بقدرما هي معارضة “الواجهة” بالنظر لمواقفها التي لا تنطبق عليها مسمى” المعارضة الحقيقية وفي الجزائر لم يبق لها سوى أن تستقيل هي من الحياة السياسية لأنها مجرد رقم لا تأثيرله ولا موقف واضح له لأن من يبحث عن مصلحة البلاد – على حد تعبيره- لا يذهب بمبادرته لأحزاب السلطة أولا بل الشعب أولى بذلك إذا ما كان هدفها إخراج البلاد من حالة الأزمة التي تتحدث عنها”.
وأشاربن شريط، إلى أن المعارضة وبعد إن استنفدت كافة محاولاتها في خيار المعارضة والتي باءت بالفشل رجحت في الوقت الحالي كفة المغازلة، وهي الحل الوحيد الذي بقي لها في محاولة للظفر بحصة من الخارطة التي ستفرزها رئاسيات 2019 والتي حسم أمرها بما يتم الترويج له من سياسة الإستمرارية والتي وجدت في طريقها مبادرات أقل من يقال عنها إنها بحث عن مصالح وتموقع، أكثر منها رغبة في تجسيد محتواها أيا كان مسماها من “الإجماع الوطني” إلى “التوافق الوطني” و”الجزائر للجميع” و”المجلس التأسيسي لحزب العمال”، وقال : “المعارضة هي من وضعت نفسها في الموقف المحرج الذي هي عليها اليوم، تشتت وضعف ولا مواقف ثابتة وتلون في المواقف وحضور مكثف في المواعيد السياسية”، وتابع: “المعارضة الحقيقية هي من لديها بديل وليس أن تعارض من أجل المعارضة لا برنامج واضح ولا خط واضح”. وتابع: “فالمعارضة للأسف لم تتمكن من تشكيل جبهة قوية على الأقل لتقديم مرشح إجماع لها ينافس مرشح تيار الموالاة، وهذا ضعف ولا ينطبق عليها اسم المعارضة الذي تستخدمه كغطاء فقط”.
زينب بن عزوز