دعا الإتحاد العام الطلابي الحر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى استدراك النقائص التي يتخبط فيها نظام “lmd” والذي سوق له على أنه سيدخل الجزائر في عهد جديد من الازدهار والتطور لكونه يربط الجامعة بالمحيط الإقتصادي والاجتماعي، غير أن هذه الأمور تبخرت – حسبه- في ظل استمرار ارتفاع نسب البطالة لدى الجامعيين. وأورد في بيان له أمس حازت “الجزائر” على نسخة منه : “ما الفائدة إذن من ملايين الشهادات التي تمنحها الجامعة دون الاهتمام بالجانب البيداغوجي والمرافقة للطالب بربطه بسوق العمل؟ فغياب تقييم حقيقي لهذا النظام بما يتماشى و خصوصيات البلد جعل من الكم الهم الوحيد بعيدا عن تكوين موارد بشرية أو نخب في ظل تراجع المستوى العام وبإقرار من الوزارة نفسها، فالسنوات الأخيرة كشفت عن أخطاء كثيرة من خلال فتح عشرات المسارات في التكوين العالي – قد تم التراجع عن بعضها – انتهت بشهادات تمنح لملايين الطلبة دون أن تؤهلهم للوظيفة في ظل عدم تطابق بعض التخصصات مع سوق الشغل، أضف إلى ذلك مهازل تضخيم العلامات خاصة في طوري اللسانس والماستر وأصبحت علامات 18 و 19 لصيقة ببحوث شكلية مستنسخة في الغالب ما يستدعي مراجعة شاملة لما يعتبر هرم التعليم.”
“نتأسف لتصريحات وزير القطاع”
وفي سياق منفصل، لم تشفع توضيحات وزيرالتعليم العالي والبحث العلمي الطاهرحجاروتداركه فيما يتعلق بقوله “لسنا بحاجة لجائزة نوبل”بالتأكيد أنه تم تأويل تصريحاته لتخرج المنظمات الطلابية وتأسف على ما أسمته بالسقطات المستمرة للوصاية وأورد بيانه :” سجلنا نحن الإتحاد العام الطلابي الحر و بكل أسف تصريحات صادمة لوزير التعليم العالي و البحث العلمي قللت من شأن الباحثين و كذا الطلبة المتفوقين فيما تعمل الدول التي تقدر الكفاءات على تخصيص ميزانيات ضخمة لإستقطابهم و تحقيق طموحاتهم و تجسيد أفكارهم يقابلها في بلاد المليون و نصف مليون شهيد تصريحات من إبن القطاع والرجل الأول فيه مخرجاتها تثبيط للعزائم ” و أضاف :”نتأسف لتصريحات تناقض توجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كرس تقليدا للنجباء والأوائل بتكريمهم و التكفل بدراستهم لتكوين نخب تواكب الحداثة و تعتلي أفضل المراتب هل هذه التصريحات تناقض عرف الدولة الجزائرية وتترجم هذا الكم من الأدمغة التي إستقالت وهاجرت ؟ فعوض ان تفكر الوزارة في الاهتمام بالنوابغ وإنشاء أقطاب الامتياز التي نجحت في العديد من الدول بخلق نخبة قادرة على خدمة وطنها وتحريك عجلة التنمية و الإقتصاد مما يدفعنا للتساؤل عن غياب رؤية لتشجيع الكفاءات والمغزى من رفع الوزارة شعار” البحث العلمي “.
وأضاف:”فزيادة عن سقطات المسؤول الأول بالقطاع حول جدوى نيل الجزائر لجائزة نوبل في غير سياقها نجد إصرار في تصريحاته الإعلامية التي ابتغى منها التبريرعلى ” أنه لا مكان للإهتمام بالمتفوقين وأن الجزائر لا تملك معاهد متخصصة لهم ضف إلى ذلك حديثه بأن الجزائر تكون الإطارات و تصرف عليهم ملايير الدولارات و يستفيد منها غيرنا الأولى هو تحرك الوزارة بإعطاء حلول بدل “التباكي” و تطبيق برنامج رئيس الجمهورية الذي يشدد في كل مرة على ضرورة تحويل نتائج البحث و المعرفة من النطاق الأكاديمي إلى العالم الإقتصادي و الإجتماعي و تحيين مضامين المناهج الدراسية بمؤسسات القطاع وكذا إنتهاج أساليب عصرية في التسيير الإداري للجامعة .”
“كفانا هدرا للأموال على إقامات جامعية مهترئة”
وعرّى الطلابي الحر واقع الإقامات الجامعية والتي صارت- حسبه – غير مؤهلة لإستقبال الطلبة ” من انعدام الهيئة و غياب النظافة و تسرب المياه و أفرشة رثة “واعتبر أن عدم تهيئة الظروف المريحة للطالب تنعكس سلبا على تحصيله العلمي و تجعله يغرق في مستنقع ” الإقامات المهترئة”. ودعا الإتحاد الطلابي الحرالوزارة الوصية إلى الوفاء بإلتزاماتها من خلال الاتجاه إلى إصلاح عميق للخدمات الجامعية والتوجه إلى الدعم المباشر للطالب بفتح ورشات لدراسة البدائل و آليات الدعم والإبتعاد عن هدر الأموال الضخمة في صفقات لتموين الإقامات لا يستفيد منها الطالب لتدخل في خانة الفساد المالي جراء سوء التسيير و خير دليل على ذلك الفضائح المتكررة بالقطاع و عدد المدراء والمسؤولين المتابعين قضائيا .
زينب بن عزوز