هاجم السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر بشدة الممثل الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة عمر هلال، واصفا إياه بـ “الدبلوماسي البلطجي” الذي لا يتقن إلا “لغة السب والشتم”، في إشارة إلى تصريحاته الأخيرة التي رفض من خلالها الجلوس على طاولة المفاوضات مع جبهة البوليساريو، مطالبا بوجوب الحوار مع الجزائر وحدها.
انتقد سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، السيد عبد القادر طالب عمر موقف المملكة المغربية الأخير الذي عبر عنه ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال عندما أطل بتصريحات جديدة، يوم تقديم المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية تقريره إلى مجلس الأمن، هاجم من خلاله الجزائر وطالبها بالتفاوض مع بلاده في مكان الصحراويين، كما وصف جبهة البوليساريو بـ “الكيان الوهمي”. حيث تساءل السفير الصحراوي على هامش ندوة تضامنية نظمها حزب التحالف الوطني الجمهوري في مقره الوطني، أمس، بالجزائر العاصمة، إن كان مبعوث المملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، “دبلوماسي أم بلطجي”. وتابع عبد القادر طالب عمر في السياق نفسه “يريدون فرض رأيهم على العالم” في إشارة إلى الشروط التي يظل يرفعها المغرب قبل الدخول في مسلسل المفاوضات الذي ترعاه الهيئة الأممية.
كما كشف سفير الجمهورية الصحراوية، مراوغات النظام المغربي وتنصله من التزاماته بخصوص حل قضية الصحراء الغربية، وتناقضاته المستمرة وازدواجية خطابه، حيث أنه من جهة يؤكد على عودته القوية لصرح الاتحاد الإفريقي وحصوله على دعم من الدول الإفريقية ومن جهة أخرى يرفض دخول الاتحاد الإفريقي على الخط للمساهمة في حل هذه القضية المشروعة. ووصف السفير الصحراوي هذا الأمر بالقول “خطاب المغرب في واد وسلوكاته في واد آخر”.
في الشأن ذاته، كشف سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر أن مجلس الأمن الدولي سيقوم يإرسال دعوات إلى الطرفين المعنيين بالصراع وهما جبهة البوليساريو والمملكة المغربية شهر سبتمبر القادم، للقدوم إلى المفاوضات ابتداء من أكتوبر المقبل، معبرا عن استعداد البوليساريو للدخول في مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة، وقدر الدبلوماسي الصحراوي بأن تماطل المغرب في الاستجابة لطلب المبعوث الأممي هورست كوهلر حول ضرورة التوجه للتفاوض المباشر “مضيعة للوقت”.
وسألت “الجزائر” السفير الصحراوي عبد القادر طالب عمر، حول رؤيته لخطاب الملك المغربي الأخير بمناسبة عيد العرش الذي لم يهاجم فيه كعادته البوليساريو ولم يتكلم عن الجزائر التي تظل مشجبة بالنسبة إليه يعلق عليها كل إخفاقات بلاده، حيث عبر السفير طالب عمر عن أمنياته أن يكون هناك تفكير على مستوى أعلى هرم الحكم في المغرب لمراجعة سياسة التعامل مع القضية الصحراوية، ولكنه تراجع للقول إنه “عندما نسمع تصريحات المسؤولين المغاربة فإن الأمر لا ينذر بأي تحول في المستقبل”.
وفي شأن آخر، نوه السفير الصحراوي بمجريات الطبعة التاسعة للجامعة الصيفية التي احتضنتها ولاية بومرداس لإطارات وكوادر جبهة البوليساريو، مؤكدا أن هذه الجامعة أثبتت تلاحم القوى السياسية الجزائرية في سبيل دعم القضية الصحراوية، مشيدا بمشاركة بعض الأحزاب السياسية الجزائرية في هذه الجامعة، قائلا إنها شكلت “دعما نفسيا ومعنويا للإطارات الصحراوية”، كما أشار السفير الصحراوي بالجزائر إلى نجاح هذه الجامعة الصيفية، معتبرا أن المغاربة قاموا بتطبيق المسعى نفسه من خلال جامعة صيفية لما أسموها بالمجموعات المدافعة عن الوحدة الترابية، للقيام بحرب إعلامية مضادة.
من جهته، أكد بلقاسم ساحلي الوزير المنتدب المكلف بالجالية سابقا والأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري أن حل القضية الصحراوية “سينعكس بإيجابية على استقرار المنطقة كما سيساهم في بناء المغرب العربي وسيوحد الجهود لمكافحة المجموعات الإرهابية والجريمة المنظمة المستفحلة في المنطقة”، كما انتقد المسؤول الحزبي ذاته، دعوات المغرب لإقحام الجزائر في الصراع الصحراوي المغربي، مطالبا الرباط بـ “الاستجابة للعقل” والدخول في مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة.