دشنت أمس حركة “مواطنة” خطوتها العملية وخرجت للشارع تعبيرا عن رفضها لشعار “الإستمرارية “الذي أعلنت عنه أحزاب الموالاة في سيناريو يعيد للواجهة حركة “بركات” التي نشطت سنة 2014 وكانت رافضة للعهدة الرابعة غير أنها فشلت في مسعاها وصارت في خبر كان قبل أن تعود جبهة الرفض بمسمى آخر، بحيث توعدت هذه الأخيرة بتصعيد لهجتها وتوسيع نشاطها لخارج العاصمة في محاولة منها لتجنيد أكبر عدد ممكن لما أسمته بسياسة الأمر الواقع والإستمرارية التي ستفرض على الجزائريين، لتنقسم المعارضة أكثر بين من تبنوا خيار الشارع وآخرون يروجون لمبادراتهم.
تمكنت أمس مصالح الأمن من إجهاض الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها حركة مواطنة بالبريد المركزي في أول خرجة لهم بعد اجتماعاتهم المرفوقة في كل مرة ببيانات دون أن تتبعها خطوة عملية، بحيث تم تفريق المحتجين واقتياد عدد منهم إلى مركز الشرطة بعد أن تم تجريدهم من هواتفهم النقالة ولافتات الاحتجاج التي كانوا يرفعونها.
وقال رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي والقيادي في حركة مواطنة: “الخروج للشارع كان ضمن أجندة حركة مواطنة غير أنها فضلت التريث حتى وضوح الرؤية فيما يتعلق برئاسيات 2019 لكن الضبابية زالت نوعا ما مع تعالي الأصوات المناشدة للرئيس للترشح لعهدة أخرى بمسمى “الإستمرارية” تلتها النداءات وانخراط عديد الأحزاب السياسية في المسعى وتجاوزتها حتى الإعلان عن الدخول في حملة انتخابية مسبقة، وهو ما يعتبر بالخرق الواضح للقانون، للدستور وقانون الانتخابات، الأمر الذي دفع “مواطنة” للخروج من سياسة “البيانات” للغة الشارع ولكن بطريقة سلمية بحثا عن الصالح العام والبلاد بعيدا عن أية مصالح ضيقة”.
وتابع: “إجهاض مصالح الأمن لوقفتنا لن يثبط عزيمتنا في مواصلة النضال ورفضا “للإستمرارية” وقطار الرئاسيات وحسم الأمور الذي دشنته الموالاة مبكرا”.
وأشار جيلالي سفيان إلى أن ما تدعو له حركة “مواطنة” ليس بالأمر السهل سيما في ظل التضييق الممارس على المعارضة وحرمانها حتى من حق التظاهر وإيصال صوتها.
“لا نريد فوضى بل تغييرا سلميا”
وأبرز جيلالي أن حركة مواطنة بنزولها للشارع ونيتها تبني لغة التصعيد ونقل مسعاها لولايات أخرى هو من باب توعية الشعب بأزمة البلاد وحالة الجمود التي تتخبط فيها وضرورة الخروج منها بالتغيير وتجسيد الإنتقال الديمقراطي السلمي بعيدا عن أية فوضى، وقال: “الجميع يريد تشويه حركة مواطنة واتهامها بالرغبة في إدخال البلاد في نفق مظلم وإعادة سيناريو التسعينيات للواجهة في الوقت أن أمن وإستقرارالبلاد يهم الجميع وليس حكرا على جهة دون أخرى”. وتابع “نحن نريد الخير للبلاد أيضا وإخراجها من حالة الأزمة والجمود التي تقبع فيها ومواجهة سياسة الأمر الواقع التي ستفرض في المرحلة المقبلة بمسمى “الإستمرارية”. وقال أيضا: “ننبذ الفوضى ونناضل لأجل جزائر مزدهرة وسيادة يصنعها الشعب بديمقراطية وبحرية، لا نريد فوضى بل تغييرا وانتقالا ديمقراطيا سلميا”.
“حمس” تريد العودة للحكومة من باب “التوافق الوطني”
وانتقد سفيان جيلالي مبادرة التوافق الوطني التي عرضتها “حمس” على الأحزاب السياسية بوصفها بالمبادرة الباحثة عن منصب وتموقع في الخارطة السياسية لما بعد رئاسيات 2019، سيما مع تغير الخطاب المتبنى من طرفها، فيعدما كانت تنادي بالإنتقال الديمقراطي وضرورة رحيل النظام الحالي تقترح – حسبه – مبادرة تعرض نفس الفكرة ولكن الجديد فيها هو ضمانة الجيش، وقال: “هناك من يحمل اسم المعارضة فقط دون أن يتبنى مبادئها، وهو نفس الأمر الذي تقوم به حمس التي تريد العودة للحكومة وتصنف نفسها في خانة المعارضة”، وأردف في السياق ذاته: “نادينا بالإنتقال الديمقراطي في تكتل المعارضة غير أن حمس تبنتها بمسمى آخر “التوافق” .
زينب بن عزوز