لازالت الخطوة التي قامت بها الحكومة بفتح معبر حدودي بين الجزائر وموريتانيا تثير استياء المغرب، حيث اعتبرت عدة وسائل إعلامية محسوبة على المخزن أنها محاولة لمنافسة معبر “الكركرات” بين المملكة وموريتانيا، على عكس ما ذكرته الجزائر التي أكدت أن الخطوة تستهدف فتح أسواق جديدة وتحريك التجارة مع نواكشوط.
ولم يمر فتح معبر حدودي بين الجزائر وموريتانيا من دون أن يثير الانتباه في المغرب، حيث أبدت وسائل إعلام عدم رضاها على الخطوة التي أقدمت عليها الجزائر بعد أن نجحت في تجاوز الخلافات التي طبعت العلاقات مع موريتانيا في السنوات الأخيرة، من خلال فتح لأول مرة معبراً حدودياً مع موريتانيا للرفع من التبادل التجاري وتطوير حركة النقل بين البلدين، معتبرة أنها خطوة تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية عديدة.
وفي هذا الصدد، أبدى مراقبون مغاربة لدى تحليلهم للخطوة التي أقدمت عليها الجزائر تخوفهم من توجه الجزائر نحو عزل المغرب جغرافياً، عبر إغلاق حضوره في الجنوب، حيث تصبح المملكة مجرد جزيرة، فيما رأى محللون في الجانب الاقتصادي أن العلاقات التجارية بين المغرب وموريتانيا قوية ولا يمكن للجزائر أن توفر لنواكشوط احتياجاتها الكبيرة، وأضحت الحدود المغربية – الموريتانية، عبر مركز “الكركرات”، معبراً للسلع الغذائية، والنسيج والتجهيزات الكهربائية، كما أصبحت ممراً للسياح والمسافرين.
وعلى هذا الأساس، وفي ظل ما يعيشه البلدين من خلافات ديبلوماسية بسبب القضية الصحراوية أساساً، يربط الكثير من الخبراء فتح المعبر الحدودي بين الجزائر وموريتانيا بالحرب الديبلوماسية القائمة بين الجزائر والرباط.
وعكس ما يسوقه المغاربة تعتبر الجزائر افتتاح المعبر نقطة تحول كبيرة بالنسبة للبلدين، كونه لا يقتصر على مجرد التبادل والتواصل الثنائي بل يأتي كاستجابة لحاجة البلدين على كافة الأصعدة والمستويات الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، حيث تشدد الجزائر على ان المعبر بوابة نحو دخول أسواق دول غرب أفريقيا، والأهم من ذلك سيكون للجزائر منفذ بحري على المحيط الأطلسي حسب ما تم الاتفاق عليه بين البلدين، فيما يبقى الهدف الأول هو الاستحواذ على السوق الموريتانية التي تسجل احتياجات كثيرة فيما يتعلق بالمنتجات الصناعية والزراعية، وذلك قبل التوجه جنوباً نحو دول غرب القارة كالسنغال وغينيا بالإضافة الى سيراليون وليبيريا وساحل العاج.
ومعلوم ان المبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا ظلت محدودة عبر الحدود البرية، ويأتي هذا التطور لينهي قرابة سنتين من التوتر والفتور وصلا إلى حدّ القطيعة في العلاقات الديبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا، وذلك بعد قرار نواكشوط طرد المستشار الأول بالسفارة الجزائرية بنواكشوط بلقاسم الشرواطي قبل سنتين، وهو ما استقبلته الجزائر بنوع من الغضب والسخط، لتردّ من نفس الباب، وذلك بطرد أحد الديبلوماسيين بسفارة موريتانيا بالجزائر.
عمر ح
الرئيسية / الحدث / أطراف مغربية تعتبره سلاحا ديبلوماسيا:
المعبر الحدودي الجزائري مع موريتانيا يثير مخاوف المخزن
المعبر الحدودي الجزائري مع موريتانيا يثير مخاوف المخزن
أطراف مغربية تعتبره سلاحا ديبلوماسيا:
الوسومmain_post