السبت , سبتمبر 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / فيما أحدث الوباء حالة استنفار في الأوساط الشعبية :
انتقادات للاتصال الحكومي حول “الكوليرا”

فيما أحدث الوباء حالة استنفار في الأوساط الشعبية :
انتقادات للاتصال الحكومي حول “الكوليرا”

• ناصر جابي: “وباء الكوليرا زاد من ارتباك الحكومة”
• سفيان صخري “الحكومة لا تملك مخطط اتصال للوضعيات الطارئة”
شكل غياب اجتماع الجهاز التنفيذي عن تطمين المواطنين حول وباء الكوليرا الذي يحدث لحد الساعة رعبا منقطع النظير في البلاد عدم رضا الكثير من المتابعين، في ظل عدم قدرة المسؤولين في وزارة الصحة أو مدير معهد باستور في طمأنة المواطنين الذين يعيشون “فوبيا” الكوليرا في كل مكان.
وبعد أكثر من خمسة أيام من ظهور وباء الكوليرا في البليدة وتيبازة والعاصمة، يبرز من حكومة الوزير الأول أحمد أويحيى وزير الصحة وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي لمقابلة الجزائريين وتطمينهم و”تطعيمهم” بخطوات عملية ومعلومات رسمية إضافية لمواجهة مشكلة صحية عويصة لم تمس إلا البلدان الغارقة في الفقر والحروب والأزمات الاقتصادية الحادة مثلما قارن مدير باستور استفحال الوباء في الجزائر باستفحاله في دول أخرى كالنيجر واليمن والتشاد.
وكان قد تحدثت عدة مصادر إعلامية أن الوزير الأول أحمد أويحيى، سيعقد مجلس حكومي من النقاط المدرجة في جدول أعماله، “مناقشة استفحال وباء الكوليرا في عدة ولايات”. ووفقا لموقع “كل شيئ عن الجزائر” الذي أورد المعلومة أنه “تم تحديد موعد اجتماع مجلس الحكومة منذ عدة أيام”، ويؤكد هذا الأخير أيضا أن “أويحيى سيستمع إلى محضر الوزراء ويستعرض تقارير مختلف الإدارات بشأن الكوليرا، كما ينتظر أن يتم الطرق أيضا إلى مشروع قانون المالية 2019″، ووفقا لذات المصدر “لا ضرائب جديدة في نسخة المشروع الذي سيتم مناقشته في المجلس الحكومي”.
ورغم نية تحرك حكومة أحمد أويحيى في هذا الوقت الحساس لطمأنة الرأي العام، فإن صمتها لأيام متتالية والغياب الميداني للحكومة وعدم تحقيق نجاعة في الاتصال الرسمي، حتى عندما تحدث وزير الصحة وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي كان كلامه متأخرا نوعا ما، في حين يظل زملاءه من الوزراء المعنية مباشرة قطاعاتهم بالوباء كالموارد المائية والداخلية والجماعات المحلية، غارقين في صمت رهيب لا تفسير له، وضع وصفه الكثيرون بأنه يدخل في خانة “الارتباك الحكومي” وهناك من غلفه بغطاء سياسي يرجعه أساسا إلى طبيعة نظام الحكم الحالي الذي يحبس الوزراء داخل زوايا مغلقة ولا يترك لهم هامش التحرك إلا عند تنفيذ الأوامر والتعليمات.
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور ناصر جابي في تصريح لـ “الجزائر” أن عدم تعامل حكومة أحمد أويحيى بالسرعة اللازمة مع ما يحدث من مستجدات على الساحة الوطنية من جراء استفحال وباء الكوليرا في عدة ولايات من الوطن يثبت “مشكلة النظام السياسي في الجزائر الذي يعاني من اضطراب بحيث لا يترك مساحة واسعة للحكومة أو الوزير الأول للتحرك”، ووصف ناصر جابي النظام السياسي في الجزائر بأنه “نظام مفرط في رئاسيته”. قبل أن يستطرد الدكتور جابي معتبرا أن هذا الأمر سبب من الأسباب العامة للظاهرة.
وانتقد ناصر جابي في حديثه تعامل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي مع قضايا حساسة تمس قطاعه، حيث اعتبر بأنه “رجل لا يملك قدرات كبيرة في التواصل وتبين الأمر خلال تعامله مع أزمة إضراب الأطباء المقيمين وقضية الكوليرا”، مشيرا إلى أنه وزير لا يظهر إلا في نهاية الأمور بعد حل المشاكل. مؤكدا في السياق ذاته وجود عطب لدى حكومة أويحيى يمنعها من التحرك في الوقت المناسب.
ويوضح ناصر جابي أن الوزير الأول أحمد أويحيى كان من الضروري عليه التحرك وطمأنة الرأي العام في الوقت المناسب، خاصة أن وباء الكوليرا لديه تداعيات على سمعة البلاد، في حين يرى جابي أن الوزير الأول أويحيى “تم تقليص مساحة المناورة لديه لأسباب سياسية”، ويذهب جابي للإشارة إلى وجود جهات داخل النظام “لا تريد لأويحيى الظهور اليومي”. في حين أن وزير الداخلية نور الدين بدوي، يقول جابي “مسموح له بالبروز والتحرك أكثر من الوزير الأول” ملخصا ذلك إلى “خلل داخل السلطة” على حد قوله.
وأشار ناصر جابي إلى أزمة الاتصال الحكومي التي تبرز إلى السطح مع كل قضية تمس الوضع العام للبلد، مرجعا الأمر إلى شخصية المسؤولين في الدولة، بحيث أنهم من نوعية “الصامتين الذين لا يتقنون لغة التصريحات وأن الانفجار الإعلامي من بروز قنوات تلفزيونية خاصة هو من فرض عليهم مخاطبة الرأي العام”.
من جهته، يعتقد المحلل السياسي سفيان صخري أن وباء الكوليرا أسقط من الحسابات مصداقية خطاب “الأمن والاستقرار” الذي تروجه الحكومة عادة. ويشير الأستاذ صخري إلى انتشار حالة من الهلع العام و”الفوبيا” وسط الجزائريين بسبب وباء الكوليرا من دون أن يستطيع المسؤولون طمأنتهم بالتأكيد المستمر على تحكمهم في منبع الداء.
ويرى سفيان صخري وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن رد سكان منطقة احمر العين بتيبازة بالشرب من المنبع وتصوير فيديوهات وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي من المكان الذي قالت وزارة الصحة أنه بؤرة فيروس الكوليرا، دليل على “تحدي المواطنين للدولة ويثبت للجميع أن لا أحد يصدق المسؤولين في الجزائر”.
وأبرز سفيان صخري أن المعالجة الاتصالية قضية حجز كيلوغرامات الكوكايين من ميناء وهران ووباء الكوليرا “أثبتت غياب مخطط اتصال حكومي”، ويعتبر ذات المحلل السياسي أن كيفية تعامل وزراء الجهاز التنفيذي مع أزمة الكوليرا يبرهن “عدم قدرة الحكومة على مواجهة حالات طارئة مثلما هو الحال اليوم”.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super