أثارت تصريحات رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة غضب المعارضة، بعد دعوتهما جهارا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الترشح لعهدة خامسة.
ووصف نواب المعارضة ممن تحدثت اليهم ” الجزائر ” التصريحات بالسياسية الحزبية واللاديمقراطية، كما سجلت عدم احترام بوحجة للتعددية الحزبية.
النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، مسعود عمراوي:
خطاب بوحجة تجاوز التوقعات وغلب عليه طابع التحزب
صرح النائب عن الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء مسعود عمراوي ان تصريحات رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة خرجت عن النطاق وتجاوزت كل التوقعات، حيث انها مست بالمؤسسات الدستورية.
وقال عمراوي انه من واجبات الرجل الثالث في الدولة احترام التعددية الحزبية، لكن رسالته لنواب البرلمان خلال افتتاح الدورة العادية الثانية غلب عليها الطابع السياسي، مضيفا في هذا الشأن ” كان بامكان خطاب رئيس المجلس الشعبي الوطني ان يكون ديمقراطيا، لكن للاسف أتى في اطار حزبي ضيق غاب فيه النهج الديمقراطي، وغلب عليه خضوع الاقلية لراي الاغلبية”.
وافاد عمراوي ان نواب الحزب سجلوا ان خطاب بوحجة اراد ان يرجعم الى عهد الحزب الواحد، متأسفا لمثل هذه التصريحات التي تجاوزها الزمن.
النائب عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، فطة سادات:
بوحجة قيد السلطة التشريعية ومس بمبادئ الديمقراطية
صرحت النائب عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فطة سادات ان تصريحات الرجل الاول بقبة البرلمان خطيرة كونها تمس بالدستور وبمبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية.
وقالت ان الخطاب كان على شاكلة حملة انتخابية كونه ثمن كل ما يعتبر انه انجز من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، واصفة اياه بالغير قانوني واللامشروع، خاصة وانه قيد السلطة التشريعية وخرج من المهام المنوطة للبرلمان، بالاضافة الى انه مس بشكل خطير المباديء الديمقراطية للبلاد ورغبات المواطن الجزائري.
النائب عن حزب العمال، رمضان تعزيبت:
بوحجة تجاوز الصلاحيات المخول بها
ندد النائب عن حزب العمال رمضان تعزيبت بتصريحات رئيس قبة زيغود يوسف، مشيرا انه تجاوز الصلاحيات المخول بها.
ووصف حزب العمال التصريحات الأخيرة لرئيس المجلس الشعبي الوطني بالانحراف السياسي، حيث نفى أن يكون رئيس الجمهورية قد فوض بوحجة للإجابة على مبادرة حزب العمال.
وفي ذات الصدد اعتبر نائب حزب العمال خطاب بوحجة دليل وجود مسؤولين يرفضون التغيير والتوجه نحو إصلاح شامل.
للتذكير، قال رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، إن المصلحة الوطنية العليا للبلاد تقتضي اليوم أكثر من أي وقت مضى تجديد الدعوة للرئيس بوتفليقة إلى الاستمرار في مواصلة المسيرة في نفس النهج والتوجه، داعيا إلى عدم إقحام مؤسسات الجمهورية ورموزها في الجدل العقيم الذي لا جدوى منه». وطالب من القوى السياسية إعادة تقييمها للأوضاع وترتيب أولويات نقاشاتها الظرفية ومطالبها المرحلية بما ينسجم والمصلحة العليا للبلاد
وشدد بن صالح، أن المصلحة الوطنية العليا للبلاد تقتضي اليوم أكثر من أي وقت مضى تجديد الدعوة للرئيس بوتفليقة الذي حقق الإنجازات وأعاد الأمن والاستقرار للبلاد وفتح أبواب المستقبل الواعد لشبابها وأرسى قواعد الدولة الحديثة وحصنها بمؤسسات دستورية تعمل بانسجام، إلى الاستمرار في مواصلة المسيرة في نفس النهج والتوجه.
من جانبه، دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، الأحزاب السياسية، إلى تغليب المصلحة العليا للوطن في القضايا الوطنية الكبرى، مؤكدا أن الجزائر خرجت من متاهة المرحلة الانتقالية والمجلس التأسيسي. مبديا دعمه لمبادرة رئيس الجمهورية بإنشاء جبهة شعبية قوية لضمان استقرار الجزائر. كما أثنى على موقف قيادة الجيش بعدم الزج بالمؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية، وقال إن الجيش يدين بالولاء للرئيس بوتفليقة.
وأضاف لدى افتتاحه الدورة العادية الثانية للمجلس، أن الوصول إلى السلطة بالجزائر يتم عبر المواعيد المنصوص عليها في الدستور ومن خلال إرادة الشعبي الذي لا جدال في سيادته. وقال بوحجة، أن الجزائر خرجت من العزلة الدولية وولى فيها زمن المخاوف والمتاهات الانتقالية، وهي اليوم دولة مؤسسات، حيث أنها استجمعت تمام سيادتها الشعبية، عن طريق الاحتكام إلى إرادة الشعب دون سواه.
واعتبر بوحجة، أن الحديث عن جمعية تأسيسية قد تجاوزه الزمن في إشارة إلى الأطروحات التي تدافع عنها بعض التيارات السياسية، وواصل القول أن بلادنا قد أرست نظاماً مؤسساتياً قائماً على الإرادة الشعبية والاحتكام إلى الدستوري، مؤكدا أن أحسن رد على الأصوات المتشائمة هو حشد العزائم ومواصلة تعزيز أركان دولة الحق والقانون.
وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن الإنجازات التي حققتها الجزائر في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بارزة للعيان في جميع الميادين ولا سبيل لأنكراها. وقال ان الوضع في البلاد عرف تـحسنا لا سبيل إلى نكرانه، مضيقا بالقول فمهما كانت الصعوبات القائمة، فإن الإنجازات التي حققتها الجزائر بارزة للعيان، من خلال برامج تنموية، متعددة القطاعات، على امتداد التراب الوطني.
نسرين محفوف