السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المجتمع / مع بداية العام الدراسي:
أولياء يوجهون أبناءهم نحو الدروس الخصوصية

مع بداية العام الدراسي:
أولياء يوجهون أبناءهم نحو الدروس الخصوصية

تنتعش بداية السنة الدراسية بـسوق الدروس الإضافية، ويصبح الإقبال عليها لافتا للانتباه، فهناك أولياء لا يترددون في مضاعفة الميزانية المخصصة لهذه الدروس، حتى وإن كان مستوى الابن لأبأس به، بغية الحصول على أعلى المعدلات، وهي ليست مرتبطة بمجتازي الامتحانات المصيرية فقط، بل أصبحت تمس حتى تلاميذ الابتدائي.

أحلام بن علال

والدوافع تختلف من طرف لآخر، فهناك من يبحث عن الامتياز والنجاح بأعلى المعدلات وهناك من يسعى وراء التدارك ليتجنب الرسوب، ويقبل على هذه الدروس حتى تلاميذ المدرسة الابتدائية، وهذا ما دفعنا أن نصفها بأنهاظاهرة اجتماعية، التي أربكت ميزانية العائلات وعرضت العملية التربوية برمتها إلى خطر محدق على اعتبار أن النجاح أصبح مرتبطا بها، وهذا أمام استغلال الأساتذة لأبنائنا حيث نجد المستغلين يرفعون سقف الأجور من أجل تحقيق الربح السريع.

لماذا يُقبل عليها حتى التلاميذ النجباء؟

يرى بعض الأولياء أنالدروس الخصوصية ضرورية بالنسبة للتلاميذ الذين يجدون صعوبة في مواكبة الدروس، وبالتالي فإن الاستنجاد بهذه الدروس يصبح ضرورة للتدارك، وعلى الرغم من موضوعية وجهة النظر هذه فإنها لا تفسر لماذا يقبل التلاميذ النجباء على الدروس الخصوصية، السيدة سمية تؤكد أن ابنتها مروى التي تدرس في السنة الثالثة ابتدائي تتلقى دروسا خصوصية في بعض المواد بالرغم من أنها تعد دائما من الأوائل، حدثنا سعيد أب لطفل يتلقى الدروس الخصوصية، ويكلفه شهريا ما يزيد عن 5000 آلاف دينار، قال في ذات السياقالأمر صار مفروضا عليه وأصبح وسيلة لتحقيق ابنه النجاح في ظل الضغوطات والمساومات التي يمارسها بعض الأساتذة على التلاميذ، لقد تحولت هذه الدروس إلى موضة سلبت عقول التلاميذ وأوليائهم وفتحت شهية الأساتذة والمعلمين وجيوبهم، وأصبحت مقياس النجاح في السنوات الأخيرة، ومؤشرا لمدى رفاهية العائلات وحتى مضمار للتنافس بينها حول من يخصص أكبر ميزانية لدروس الدعم.

حتى أصحاب المدارس الخاصة يقبلون عليها

لم تعد الدروس الخصوصية مقتصرة فقط على تلاميذ المدارس العمومية، بل أضحى تلاميذ المدارس الخاصة يقبلون عليها، وإذا ما نظرنا إلى ما تخصصه العائلات من ميزانيات لهذه الدروس والتباهي بالأمر بينها، تجعلنا نتساءل هل تلاميذ الجيل الحالي ذو ذكاءمحدود؟ أم أن الأستاذ أصبحبخيلافي عطائه داخل القسم إلى درجة تدفع التلاميذ إلى البحث عن بديل؟ خارج المدارس، وهل سنقول إن كثافة البرنامج الدراسي يصعب من مهمة استيعاب الدروس على التلاميذ؟ اعتبر أحد الأولياء أن الدروس الخصوصية هي وليدة حاجة لدى بعض التلاميذ، ويُضيف أنه لا يمكن الاستغناء عن هذه الدروس، لكنه لم يفهم لماذا يعجز التلاميذ عن فهم الدروس فهما جيدا في قاعات المدرسة خاصة وأن ابنه يدرس في مدرسة خاصة.

تعتبر الدروس الإضافية المهرب الوحيد للتلاميذ من أجل الاستعداد الجيد للامتحانات، وقد أضحت هذه الأخيرة حتمية لا يُستغني عنها، وأصبح الإقبال عليها متزايدا، السيدة نرجس تعلق آمالا كبيرة على الدروس الخصوصية من أجل ابنها الذي يدرس السنة الخامسة ابتدائي، قررت هذه الأخيرة أن تأخذ دروسا خصوصية له كونه متوسط، ومن خلال تصريحات أولياء التلاميذ الذين تم استجوابهم تبين أن بعض الأساتذة يلجئون إلى هذه السلوكيات اللاتربوية في أربع أو خمس مستويات بالابتدائي، يقول أحد الآباءحتى بعض أساتذة القسم الثاني ابتدائي يلحون على تلامذتهم للانخراط في الدروس الخصوصية، وهو ما ترك استياءا كبيرا لدى عدة أسر، خصوصا التي تعاني من وضع اجتماعي متدهور“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super