الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / اختار أسلوب التهدئة بعد هجوم غير مبرر:
حفتر يتراجع عن تصريحاته المعادية للجزائر

اختار أسلوب التهدئة بعد هجوم غير مبرر:
حفتر يتراجع عن تصريحاته المعادية للجزائر

خرجت القيادة العامة لما يسمى الجيش الليبي الذي يترأسه اللواء حفتر لشرح تصريحات هذا الأخير ضد الجزائر، محاولة رمي الكرة في ملعب دول أخرى باتهامها بمحاولة إخراج كلام حفتر عن سياقه رغم أن كلمات المشير الليبي كانت مفهومة وواضحة وحملت تهديدا غير مبرر للجزائر واتهامات غير مؤسسة وعداء كبير لبلد بحجم الجزائر في المنطقة.
أفاد المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات التابعة للمشير حفتر العميد أحمد المسماري، مساء الاثنين، بأن الجزائر “دولة شقيقة ومصيرنا واحد، ويجب أن تكون علاقتنا قوية لمكافحة الإرهاب”، وقال المسماري في مؤتمر صحفي نقلته عدة قنوات عربية ومحلية، إن “الليبيين والجزائريين أشقاء في خندق واحد وتربطهم علاقات سياسية واجتماعية”، مؤكدا بأن تصريحات حفتر، هدفها “التنسيق مع الجزائر الشقيقة، وإن ليبيا لن تكون مصدر تهديد لجيرانها”.
وأضاف أن “القوات المسلحة اكتشفت دخول بعض عناصر الجيش الجزائري إلى الأراضي الليبية”، مضيفا أن “بعد التواصل مع السلطات الجزائرية تبين دخول عناصر من قوات الدرك بالخطأ إلى ليبيا”، وأوضح المتحدث الرسمي باسم القائد العام، أن “القوات المسلحة هدفها واضح وهو محاربة الإرهاب والإرهابيين أينما ظهروا”، مشيرا إلى “الدور الخبيث الذي حاولت الدوحة لعبه للوقيعة بين ليبيا والجزائر”. وتابع المسماري “العلاقات الليبية الجزائرية أكبر من قناة الجزيرة ومن دولة قطر، التي تروج للشائعات، لن نرضى، أن نكون مصدر تهديد لأي دولة شقيقة”.
وأشار إلى أن “القوات المسلحة عززت وحداتها العسكرية في منطقة الهلال النفطي، تحسبا لأي هجمات إرهابية محتملة في الفترة المقبلة”، مشيرا أن “قوات الاستطلاع بالقوات المسلحة تمشط المناطق، التي من المحتمل تعرضها لهجمات إرهابية، بالإضافة إلى استمرار الطلعات الجوية المكثفة في تلك المناطق”.
وشكلت تصريحات خليفة حفتر التي أطلقها ضد الجزائر، موجة كبيرة من الاستنكار على المستوى الداخلي الليبي، السياسي والعسكري حيث يقدر غالبية الليبيين الدور الجزائري المهم في حل أزمة بلادهم ومواقفها المبدئية من وحدة بلادهم وسلامة ترابها ورفضها لأي تدخل عسكري أجنبي بإمكانه صب المزيد من الزيت على النار، حيث أن الجزائر كانت الدولة الوحيدة في المنطقة التي رفضت تدخل حلف الأطلسي لإسقاط نظام معمر القذافي بالقوة وتجنبت بعد ذلك كل الدعوات والضغوطات التي حاولت إقحامها في الحرب الداخلية في ليبيا، متمسكة بالحل السياسي السلمي القائم على الحوار ومخرجات المصالحة الوطنية.
وفي الجهة المقابلة لحفتر، تبرأ وزير الخارجية الليبي طاهر سيالة من “التصريحات غير المسؤولة” للمشير خليفة حفتر والتي هدد فيها بـ “نقل الحرب الليبية إلى الجزائر في لحظات”، حيث اعتذرت الحكومة الليبية في طرابلس عن التصريحات التي أدلى بها المشير الليبي خليفة حفتر الخميس الفارط، مفادها أنه بإمكانه “نقل الحرب الليبية إلى الجزائر في لحظات”، ووصفتها بـ “غير المسؤولة”.
وأكد وزير الخارجية الليبي طاهر سيالة في مكالمة هاتفية مع عبد القادر مساهل، حرص بلاده على الحفاظ على “العلاقات القوية بين البلدين”.
من جانبه، وحسب ما أورده التلفزيون الوطني، طمأن مساهل نظيره الليبي بـ “أنه ليس بإمكان أي تصريح كان ومن أي نوع المساس بالعلاقات القوية والأخوية بين البلدين”، مضيفا “أن الجزائر تواصل جهودها لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، من خلال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها”.
وجاء في بيان للمجلس الاجتماعي الأعلى لطوارق ليبيا، المنتشرة في الصحراء الكبرى بليبيا والجزائر ومالي، أن قبائل الطوارق في ليبيا، تعرب عن “تقديرها عاليا موقف الجزائر الداعم لبسط الأمن والاستقرار في البلاد، ودعت القبائل إلى معالجة أي قضايا خلافية عن “طريق الحوار”، مع الحرص على عدم القيام بأية أعمال تزيد الأمر تعقيدا، لأن انعكاساتها ستكون “كارثية”.
وقال عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السياسي الليبي علي الصلابي، إن “تصريحات اللواء خليفة حفتر ضد الجزائر بنقل المعركة إلى حدودها لا تمثل الشعب الليبي العريق بجميع مكوناته الاجتماعية والفكرية”، وفي بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أكد علي الصلابي أن “الشعب الليبي حريص على علاقة احترام الأشقاء الجزائريين وحسن الجوار معهم”، وذهب الصلابي بعيدا حين اتهم خليفة حفتر بحمله “نزعة إرهابية دموية تواقة لسفك الدماء داخل ليبيا، ولو أتيحت له الفرصة نقلها إلى خارجها”.
وأوضح الداعية الليبي، أن “خليفة حفتر أصبح عائقا حقيقيا أمام المصالحة الوطنية في بلادنا ومهددا لأمنها واستقرارها، ومشاركاً في اضطراب الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية لأبنائها، وهو لا يملك أيَّ حاضنة شعبية في برقة، بل يسيطر على الساحة من خلال ميليشياته التي دعمتها الأنظمة الفاسدة”.
وأعرب عن يقينه بأن “الشعب الليبي العظيم سيقدم على رأس المؤسسة العسكرية من يكون حريصاً على السلام والاستقرار الوطني والإقليمي وعموم المصلحة العامة لليبيا وجيرانها”، في إشارة إلى احتمال تنحية حفتر من على رأس المؤسسة العسكرية الليبية
وحرص علي الصلابي على التأكيد بالدور الذي لعبته الجزائر في عملية السلام في ليبيا، وقال: “تصريحات حفتر بنقل المعركة إلى الجزائر توجب علينا إيصال صوتنا إلى الحكومة والشعب الجزائري العظيم بأننا لا نشك أبدا في حرصهم على أمن ومصلحة وخير الليبيين.. مع كامل تقديرنا للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل السلام في بلادنا”.
وفي هذا السياق قال إن “ليبيا تربطها علاقة تاريخية وثيقة بالجزائر لا يُكِنُ وأهلها قديماً وحديثاً، فهي من أرسلت قديما خيرة علمائها ومفكريها وعلى رأسهم المصلح الكبير محمد بن علي السنوسي صاحب الفضل بعد الله تعالى في نشر تعاليم الإسلام والوعي الاجتماعي والفكر السليم والقيم الروحية في ربوع بلادنا، وساهمت تعاليم الحركة السنوسية في التصدي للاستعمار الفرنسي والإيطالي”.
وأوضح بأن التاريخ المعاصر كتب حاضرا حرص الجزائر على “الحياد مع أبناء الشعب الليبي دون الانحياز لطرف على حساب آخر بل ودافعت عن القضية الليبية في المحافل العربية والدولية تحت عنوان: أمن ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالها”.
وأكد أن “معظم الليبيين يسعون إلى التسامح ويتخذون من المصالحة حلا عادلا لضمان حياة آمنة كريمة في المستقبل ولا يريدون حروبا لا مع مصر ولا مع أيّ من دول الجوار سواء البعيدة عنها أو القريبة، وأن إرادة الشعب الليبي بتوفيق الله تعالى ستنتصر في تحقيق القيم الإنسانية الرفيعة والتنمية المشتركة والشراكة الوطنية والإقليمية مع كل دول الجوار”.
إسلام.ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super