كان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد بالقاهرة فرصة لوزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل لتجديد دعوة الجزائر لتغليب المقاربة السياسية من أجل حل الأزمات في العالم العربي. هذا النهج الذي ثبتت عليه الجزائر منذ بداية ظهور الأزمات العربية مع بداية عام 2011.
وقد أكد مساهل في خطابه أمام الدورة العادية ال150 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري أن الدعوة إلى جمع الشمل وتوحيد الكلمة “نابعة من قناعتها بأن هذا هو السبيل الوحيد لصون أمن المنطقة العربية، والذي يمر حتما عبر انتهاج المقاربة السياسية والسلمية لحل الخلافات والأزمات والاعتماد على فضائل الحوار البناء والمصالحة بين الفرقاء بما يحفظ وحدة وسيادة البلدان العربية”.
وقد بينت تجربة المصالحة الوطنية في مالي بالرغم مما يعترضها من عقبات من حين لآخر أنها حققت تهدئة للأوضاع مكنت مالي من العودة إلى المسار السياسي تجاه حل جميع المسائل العالقة التي كانت مصدرا للأزمة والاضطراب وغياب الاستقرار السياسي والأمني بحيث انتقلت مالي من دولة مفلسة إلى دولة تبني مؤسساتها السياسية وتنميتها الاقتصادية في هدوء.
في ليبيا، بالرغم من الطبيعة المعقدة للأزمة إلا أن الجزائر رافقت بقوة جهود الأمم المتحدة المتواصلة لحل الأزمة في هذا البلد بالطرق الديبلوماسية والسلمية لاسيما الجهود التي يقودها المبعوث الأممي غسان سلامة. وتأتي دعوة الجزائر كرسالة إلى الأطراف الليبية لتغليب الحكمة والعودة إلى الحوار السياسي بعد الاشتباكات الأخيرة التي عرفتها ضواحي العاصمة طرابلس مخلفة العديد من القتلى والجرحى بما فيهم المدنيين، حيث أكد مساهل أنه “لا سبيل لحل الأزمة في هذا البلد الشقيق إلا عن طريق تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين، وتشجيع الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بينهم، بما يحفظ وحدة وسيادة وأمن واستقرار هذا البلد الشقيق ويلبي تطلعات الشعب الليبي في التنمية والازدهار”.
وفي سوريا كانت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011 تنادي بجلوس الأطراف السورية على مائدة الحوار السياسي وشاركت الجزائر في البداية في اللجنة التي انبثقت عن الجامعة العربية من أجل إيجاد حل سياسي في هذا البلد وقد اصطدمت جهود هذه اللجنة التي كان يمثلها عن الجانب الجزائري وزير الخارجية آنذاك مراد مدلسي بتباين أجندات البلدان العربية وعلى رأسها بلدان الخليج بشأن سوريا موقفها من النظام السوري الذي جمدت عضويته بالجامعة العربية عكس الموقف الجزائري الذي يرى أن الحل الدائم للأزمة لا يبنى بإقصاء أي طرف سياسي ومع مرور أكثر من 6 سنوات على الأزمة السورية لا تزال الجزائر تدعو على لسان وزير خارجيتها إلى “مواصلة تكثيف الجهود من أجل إنهاء هذه المأساة” من خلال تبني “حل سياسي والمصالحة الوطنية، في ظل احترام إرادة الشعب السوري الشقيق”.
وتشكل اليمن البؤرة التي صار اعتماد المقاربة السياسية صعبا مع تدخل تحالف عسكري عربي في الأزمة مباشرة وهو التدخل الذي زاد من تفاقم الأزمة وجعل حظوظ الحل السياسي ضئيلة وهي الجهود التي يبذلها ممثل الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث”، ومع ذلك عبر الجزائر عن أملها في أن “يتوصل اليمن إلى توفير الظروف المناسبة لاستئناف الحل السياسي بما يضمن وحدة اليمن وسيادته وأمنه و يجنب ما يرتكب من مجازر وانتهاكات في حق الشعب اليمني الشقيق”.
وبالمقابل ترى الجزائر أن التمكين للحل السياسي لأزمات المنطقة العربية لن يرى النجاح إلا بتوحيد الجهود وتوجيهها نحو مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة العابرة للحدود وهي ظواهر تتغذى في المحيط السياسي المضطرب والأزمات التي تعرفها المنطقة.
ا.خ
الرئيسية / الحدث / أكدها أمام مجلس جامعة الدول العربية:
مساهل يؤكد وفاء الجزائر للحلول السياسية للأزمات العربية
مساهل يؤكد وفاء الجزائر للحلول السياسية للأزمات العربية
أكدها أمام مجلس جامعة الدول العربية:
الوسومmain_post