توعدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس السبت، أولياء التلاميذ الذين حرموا أبناءهم من الدخول المدرسي دون سبب، كما هددت بالخصم من أجور كل العمال المضربين خلال السنة الدراسية.
ولدى نزولها ضيفة على منتدى يومية المجاهد، قالت وزيرة التربية الوطنية إن كل من يرفض أو يمنع التحاق أبنه بمقاعد الدراسة سيتابع قضائيا في أروقة العدالة، مذكرة بإجبارية التعليم ومجانيته والتي هي حق كل تلميذ من سن السادسة إلى 16 سنة، كما دعت في ذات الإطار أولياء التلاميذ للمساهمة في تحسين محيط التمدرس وهذا من خلال المشاركة في إيجاد الحلول بالمؤسسات التربوية.
كل إضراب يمس القطاع يقابله خصم من الأجور
وبلهجة الوعيد، هددت بن غبريط، بالقول إن كل إضراب يمس القطاع يقابله خصم من الأجور وفق عدد أيام الإضراب، حيث أشارت في هذا الصدد أن الإضراب الذي دعا إليه الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، كانت نسبة الاستجابة له قليلة جدا.
عدم استكمال المشاريع وارتفاع نسبة الولادات سبب الاكتظاظ المدرسي
أما بخصوص الاكتظاظ الذي ميز الدخول المدرسي الحالي فأرجعته الوزيرة إلى عدم استكمال المشاريع المبرمجة في آجالها سيما الابتدائيات وارتفاع نسبة الولادات بالجزائر.
وبخصوص الدراسة بالشاليهات فأوضحت أنه حل استعجالي فقط سيتم التخلص منها بمجرد استكمال بناء المدارس الجديدة.
قطاع التربية ضخم وحقيقته معقدة
وبلغة الأرقام قدمت وزيرة التربية إحصائيات أبرزت من خلالها أن قطاع التربية ضخم وحقيقته معقدة، حيث كشفت أنه يدرس بقطاع التربية 09 ملايين و300 الف تلميذ، نصفهم يتابع دراسته بالطور الابتدائي، حيث أشارت أن عدد المتمدرسين بالقطاع ارتفع من بمليون و300 الف تلميذ منذ سنة 2000.
ويضم القطاع حاليا – تضيف- نحو 27 ألف مؤسسة تعليمية، حصة المدارس الابتدائية منها 70 بالمائة، أما الموظفون فعددهم يقارب 750 ألف دون احتساب الاعوان التابعين للجماعات المحلية والمستخدمين التابعين لقطاع الصحة والعاملين بوحدات الكشف والمتابعة.
ويمثل الأساتذة والموظفون التربويون نسبة 90 بالمائة من مجموع موظفي القطاع، الذين يمثل النساء غالبيتهم بـ 63 بالمائة.
وقالت ان الطور الابتدائي يحظى بالأولوية في السياسة القطاعية سواء تعلق الامر بالهياكل القاعدية او هياكل الدعم او بعمليات الدعم المدرسي، مشيرة ان المدرسة الابتدائية تحظى بعناية خاصة باعتبارها المؤسسة القاعدية للتربية والتعليم.
76 مليار دينار لتسيير المؤسسات المدرسية
ولتحسين ظروف تمدرس التلاميذ، كشفت نورية بن غبريت عن تخصيص وزارة الداخلية لمبلغ 76 مليار دينار لتسيير المؤسسات المدرسية، نصفها رصد لتجهيز المدارس بالتدفئة، المكيفات، المطاعم المدرسية والنقل المدرسي، هذا الى جانب عمليات تكوين وتوظيف واسعة تخص عمال وأعوان المدارس، حيث تقرر توظيف 45 الف عامل في مختلف التخصصات.
الرداءة عدونا وسنحاربها
دعت وزيرة التربية الوطنية خلال ذات المنتدى الجميع الى وضع الأمور في نصابها، معلنة محاربة الرداءة سواء كان ذلك على مستوى التسيير آو على مستوى التعليم.
كما كشفت عن إعداد شبكات لتقييم أداء موظفي القطاع سواء كانوا مسؤولين أو منفذين، حيث ستمكن كل واحد من تقييم مستواه ومدى تحسن أدائه.
التكوين المهني إجباري على كل موظف
قالت وزيرة التربية الوطنية، إن كل موظف في قطاع ما عليه أن يمر بالتكوين المهني ولو لفترة قصيرة، حيث أشارت أن هناك عدد كبير من خريجي الجامعة يتوجهون الى التكوين المهني، داعية الأولياء في هذا الصدد الى محو عقدة التكوين المهني من أذهانهم.
لا تأخير في توزيع الكتب وأخرى جديدة الموسم المقبل
أكدت وزيرة التربية، أن الكتاب المدرسي متوفر في كل المؤسسات التربوية، مشيرة ان ما تتداوله بعض المصادر بخصوص عدم تواجد الكتب يعد استثناء ببعض الولايات التي عرفت تأخرا في التوزيع.
وأفصحت بن غبريط أن هناك كتاب جديد السنة المقبلة، بعد أخذ بعين الإعتبار بعض الأخطاء.
الفشل المدرسي غير موجود في المؤسسات التربوية
نفت وزيرة التربية الوطنية، أن يكون هناك مصطلح الفشل المدرسي في المؤسسات التربوية في الوطن، موضحة أن هناك بعض التلاميذ لديهم سوء النتائج في كشف النقاط، وهو ما يتطلب التكفل بهم.
وأشارت بالمناسبة الى أن نسبة إعادة السنة في الطور الثانوي بلغت 15 بالمائة, وأكثر من 17 بالمائة في الطور المتوسط و 8, 5 بالمائة في الابتدائي.
كما كشفت عن سياسة واضحة للمعالجة التربوية للتلاميذ الذين يتحصلون على سوء النتائج، وقالت في هذا الصدد ” أوراق امتحانات السنة الخامسة، كشفت نقاط الضعف لدى التلميذ، وهو ما يتطلب معالجة الصعوبات في وقتها حتى لا تتأزم أكثر فأكثر”.
كما أكدت في نفس السياق أنه حان الوقت لتغيير الذهنيات ومحاربة النظرة السلبية للتكوين المهني وعدم ربطه بالفشل المدرسي مضيفة أن التوجه الى معاهد التكوين لا يعتبر فشلا مدرسيا.
تعميم الأمازيغية على مستوى 44 ولاية
كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أن قطاعها لا يزال يواصل تعميم اللغة الأمازيغية بجميع ربوع الوطن، حيث أوضحت أن اللغة الأمازيغية اليوم أصبحت منتشرة في المؤسسات التربوية على مستوى 44 ولاية، بعد أن كانت مقتصرة على 11 ولاية سابقا، في انتظار أن تعمم على كافة المؤسسات التربوية في البلاد.
نسرين محفوف