كشف الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد أنه وجب التفكير في مستقبل المركزية النقابية والذي يحصي اليوم 2,9 مليون منخرط وهو ما يجعله القوة النقابية الأولى في البلاد وأبرز في السياق ذاته أن تسليم المشعل لن يكون بالشعارات بل في الميدان قبل أن يكشف أنه سيأتي اليوم الذي يغادر فيه الإتحاد سواء من شخصه أو من المؤتمر.
وقال خلال لقاء بهياكل المركزية النقابية أمس:”تسليم المشعل لا يكون بالشعارات بل في الميدان ولابد من التفكير في مستقبل المركزية النقابية أنا لن أخلد في منصبي وسيأتي اليوم الذي أغادر فيه قيادة المركزية النقابية سواء بقرار من نفسي أو بقرار من المؤتمر”.
هذا وتعرض الأمين العام للمركزية النقابية لانتقادات ومحاولات الإطاحة من قبل المنشق حمارنية الطيب والذي أسس لجنة تصويب المسار النقابي للإتحاد العام للعمال الجزائريين وسعى برفقة بعض الأعضاء السابقين بشتى الطرق لتنحيته غير أن محاولاتهم باءت بالفشل وتلقى الرد خلال المؤتمر الثاني عشر الذي عقده الإتحاد والذي جدد الثقة في أمينه العام ووصف مساعي الإطاحة به بالمحاولات اليائسة .
“لا علاقة لي مع الكيان الصهيوني ومنحة التقاعد من حقي”
واستغل سيدي السعيد الفرصة ليرد على ما وصفه بالإشاعات التي طالته مؤخرا وقال في هذا الصدد: “بعض الأشخاص حاولوا ربطي مع الكيان الصهيوني وهذه افتراءات إلى جانب حصولي على الجنسية الفرنسية وهذا كذب أيضا” غير أن رده كان مخالفة فيما يتعلق بطلبه الحصول على منحة التقاعد بحيث أكد أنه تقدم بطلب لتقييم مساره المهني وذكر:” منحة التقاعد من حقي غير أن البعض استغل الأمر لإحداث البلبلة والفتنة داخل المركزية النقابية غير أن الأمر سار عكس ذلك لأن ثقافة الثقة موجودة داخل الإتحاد” سيدي السعيد لم يرد على الإشاعات فقط بتفنيد البعض وتأكيد أخرى بل تجاوزها ليكشف عن حقيقة مرضه ويقول: أنا مصاب بالسرطان وهذا ليس عيبا” وأضاف :” لا أخفي على أحد أني مريض بالسرطان وأنا أعالج حاليا ورغم هذا فأنا موجود كنقابي للدفاع مع الشركاء عن العمال وعن الجمهورية الجزائرية “وخاطب منتقديه بالموازاة مع ذلك: “لن أرد عليكم الميدان شاهد على الجهود التي يبذلها الإتحاد لحل مشاكل العمال فرديا أو جماعيا في إطار معادلة الموازنة بين الدفاع عن حقوق العمال والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي للبلاد.”
“لا وجود لسياسة بني عمي في المركزية النقابية”
وهدد سيدي السعيد بفصل كل مسؤول نقابي يتضح أنه استغل منصبه ونصب ابنه أو أحد من معارفه في مركز قيادي بالمركزية النقابية بطرق ملتوية وقال :”للتوريث للمناصب في المركزية النقابية ولا يوجد “بن عمي” ولا أخي أو ابني ولا مكان للمحسوبية داخل الاتحاد والعمل النقابي ليس وراثة بل الصندوق هو الفيصل الوحيد ويعطي الحق لأي نقابي بتولي منصب في الهياكل” وتابع:”الفيدراليات لها كافة الصلاحية لتنفيذ القانون دون انتظار أي تعليمات من الفوق وسأقف ضد أي محاولة لتوريث المناصب في المركزية النقابية وسأتدخل في حال تعيين أي شخص لأحد أقاربه في مناصب داخل هياكل المركزية وسأعمل على تنحيته من منصبه”.
“عهد الزعامات النقابية ولى”
خرجة الرجل الأول في المركزية النقابية حملت معها انتقادات لاذعة للنقابات المستقلة والتي قال إنها تبحث عن مصلحتها فقط وتختار أسهل السبل للتعبير عن مطالبها بترجيح خيار الإضراب وتفتقر للغة الحوار والنقاش والذي هو الطريق الأمثل لحل المشاكل والنزاعات وذكر :” بعض النقابات المستقلة تختار لغة الشارع والإضراب والعنف قد يؤدي في النهاية إلى تكسير النقابة والعمال وسنعمل على تغيير أسلوب العمل النقابي والابتعاد عن الصراعات” وأضاف في السياق ذاته :” أوضاع البلاد جد صعبة نحن مستهدفون من الخارج ولحمتنا الداخلية بحاجة لتماسك أكثر لصدها وقد تؤدي أي إضراب أو حركة غير محسوبة إلى نتائج وخيمة اجتماعيا الجميع سيتحمل مسؤوليتها وتابع مخاطبا النقابيين قائلا :”حذار من اللجوء إلى العنف والإضرابات هي بوابة العنف والإنزلاقات والحوار هو المفتاح الحقيقي لمعالجة المشاكل” واعتبر ذات المتحدث أن الكثير من الإضرابات أو الرغبة في إثارة الفوضى- على حد تعبيره- هو أمر يسعى من خلاله بعض المسؤولين النقابيين المستقلين للزعامة فقط وقال :”بعض النقابيين المستقلين يبحثون عن الزعامة وراء الإضرابات لا مطالب عمالية ولا نقابية ولا هم يحزنون غير أن اليوم على الجميع التحلي بالمسؤولية والأخلاق المهنية والنقابية لحل مشاكل العمال وحلها بلغة الحوار لا الشارع “.
وعاد سيدي السعيد ليكرر أن لغة الإضراب لن تِؤتي أكلها من باب تجربة الإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي ندم من ترجيح كفة الإضراب في السابق ليختار بعدها لغة الحوار مع الحكومة والشركاء لحل مشاكل العمال.
“الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي أولوية الجميع”
وشدد سيدي السعيد على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تنعم به البلاد منذ سنوات وجعل الأمر من الأولويات لدى الجميع سيما في ظل استمرار المحاولات الرامية لضرب استقرارها من الخارج بعدما صنعت الاستثناء من الربيع العربي سنة 2011 و ذكر : “بعض الأطراف الخارجية لا يعجبها الاستقرار الاجتماعي الموجود في الجزائر وعلينا كنقابيين الوقوف ضد كل محاولات تخريب البلاد” وتابع : “هذه الأطراف تريد استهداف الجزائر من باب النقابات والجميع يعلم أن هناك أربع نقابات عمالية في أمريكيا وألمانيا وبريطانيا واليابان تستحوذ في دولها على المشهد النقابي بينما تحاول فرض التعددية النقابية في دول أخرى بإملاءات عن طريقة تحركها ونشاطها وهي محاولات خفية لضرب استقرار البلاد .”
“مع استمرارية الرئيس”
وجدد الإتحاد العام للعمال الجزائريين مرة أخرى دعمه ومساندته لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة وقال: “على الرئيس أن يستمر في المسؤولية وهذا خارج عن قناعة اختيار ثوري ومناضل لعبد العزيز بوتفليقة” وتابع :”نساند الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في حال ترشحه لعهدة جديدة الرئيس بوتفليقة رجل يصنع التاريخ في الجزائر ولابد من خلق نسيج من الثقة والمفاهمة فيما بينهم ورئيس الجمهورية لديه هذه الثقة”.
زينب بن عزوز