فند الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، احتمال حل البرلمان بالتأكيد على أن الفكرة غيرمطروحة بالمرة، وهي الفكرة التي تسعى بعض الأطراف للترويج لها بنسج ما أسماه بالأوهام السياسية، بدايتها حل البرلمان وعقد إنتخابات تشريعية مسبقة وتأجيل الرئاسيات عن موعدها، وقال: “الرئاسيات ستكون في موعدها أفريل 2019 والبرلمان لن يحل”.
وأوضح أويحيى خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بتعاضدية عمال البناء على هامش الندوة الوطنية السنوية لمناضلات الحزب، أن فرضية حل البرلمان غير واردة، وهون من الأزمة التي تتخبط فيها الغرفة السفلى والتي دخلت أسبوعها الثاني بالإشارة إلى أنها أزمة برلمان بين النواب ورئيس المجلس الشعبي الوطني المطالب بتغليب العقل وليست أزمة بلاد ولن يكون لها أي تأثير على قانون المالية لسنة 2019.
“لا دخل للرئاسة في أزمة الغرفة السفلى”
وأبرز أويحيى أن الرئاسة لا دخل لها في الصراع الجاري في الغرفة السفلى للبرلمان، في رد صريح على رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، الذي لا يزال متمسكا بتصريحه “من وضعني فقط له الحق في إقالتي ولم يصلني أي رد من الرئاسة”، وذكر: “سمعنا الكثير من التعاليق عن الرئاسة وتدخلها في أزمة البرلمان وأنا أقول إنه لا دخل لها ولا أحد تكلم من الهاتف، بوحجة انتخب من طرف زملائه ولكن مع الأسف وقع سوء تفاهم، ومع أن إجراء سحب الثقة غير منصوص عليه ولكن من انتخبوه أضحوا لا يرغبون فيه وهذا واقع، وليس هناك أزمة في البلاد، بل داخل البرلمان”، وتابع: “ليس هناك مشكلة على قانون المالية، المادة 130 من الدستور تحل الأمر بإمضاء الرئيس على النص الذي تقدمه الحكومة، هناك أكثر من 300 نائب وقعوا على لائحة سحب الثقة، نتمنى أن تحل الأمور بهدوء، بوحجة أخ محترم وكانت له أدوار في حياته النضالية وأملي أن يستمر في إبقاء صورته إيجابية ويرفع الإنسداد بإستخلاصه عبرا للرسالة الموجهة له من طرف أكثر من 360 نائبا”، ورد أويحيى على تصريح بوحجة الذي يصف ما يحدث له بالمؤامرة، قائلا: “أنا لا أدخل في مواجهة مع بوحجة، 360 وقعوا على لائحة سحب الثقة وحديثه عن وجود مؤامرة واللاشرعية كلام يخصه هو فقط، 3 أرباع النواب ضده ومن أعطاه الشرعية بالأمس هم النواب واليوم لا يريدونه، أتأسف لهذه الأزمة ومن منطلق وزنه وماضيه عليه تغليب العقل ومصلحة البلاد سيما وأننا نتحدث عن إنسان مجاهد قدم الكثير للبلاد دخل في مأزق مع جماعته ولا أظن أن بوحجة ماضيه ومساره يتركانه يغامر بإنسداد لا نهاية له”.
“فرنسا تمجد ثورتها واحنا نخونوا المجاهدين ونخدشوا في التاريخ”
وعن مسألة تخوين المجاهدين التي طفت على الساحة السياسية مؤخرا سيما مع تصريحات رئيس المالغ سابقا والذي عرج على هذه النقطة بالقول إن هناك مجاهدين عملوا في الخفاء وصنفوا في خانة “الخائنين أمثال صالح بوعكوير”، ذكر “لا أدخل في صراع كهذا، حاشا الثورة، وهناك مجاهدين خدموا الثورة الجزائرية في الخفاء في صفوف الإدارة الفرنسية بإيعاز من قادة الثورة، واذكروا موتاكم بالرحمة ماتوا في صالح البلاد”. وأضاف “في بلدان أخرى على سبيل المثال فرنسا تمجد ثورتها وأحنا لي يجي يهدم حيط”، وأردف في السياق ذاته: “كل الناس تتكلم عن التاريخ غير أن التاريخ العميق للثورة لم يدرس لأبنائنا واتركونا من خدش التاريخ”.
“قل ما شئت يا باجولي …. القافلة تسير والكلاب تنبح.. وليس هناك أزمة بين الجزائر وفرنسا”
وعاد أويحيى لتصريحات السفير الفرنسي السابق في الجزائر والتي أثارت ضجة مؤخرا، بالقول: “ليس هناك أزمة بين الجزائر وفرنسا وربما يكون من الإيجابي لو تمت قراءة كتابه الذي تكلم فيه عن محطاته الدبلوماسية في الجزائر 30 ورقة منه سم وحقد لا أكثر ولا أقل، فباجولي من الجماعة التي تريد تخريب العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وحديثه عن مسألة تغيير الأجيال أقول له بوتفليقة شايد فيه الشعب”، وأضاف أويحيى: “علاقة الجزائر مع فرنسا مبنية على مبدأ المعاملة بالمثل، ليست علاقة هدايا يحكمها تبادل المصالح بين البلدين وليس هناك أية أزمة بين الطرفين.” وتابع: “تصريحات باجولي كانت حدثا سيئا في تاريخ العلاقات بين فرنسا والجزائر، واحد من الأطراف التي تسعى إلى هدم العلاقات بين فرنسا والجزائر بسبب شحنة الحقد والكره التي يكنها للجزائريين على خلاف أطراف أخرى تعمل جاهدة على بناء هذه العلاقات وتمتينها. ويحضرني في هذا الصدد المثال الذي يقول وينطبق على الأمر، وهو القافلة تسير والكلاب تنبح”.
“الإحتجاجات الأخيرة.. حقيقة أم ورقة لدى البعض”
وفي سياق منفصل أدرج أويحيى جملة الإحتجاجات التي عرفتها بعض الولايات على السكن وكذا مسيرة معطوبي الجيش في خانة “الشغب” الذي يعود للواجهة في كل مرة على مقربة من الإستحقاقات المصيرية، وقال:”الإحتجاجات التي شهدتها بعض الولايات هي شغب وفوضى لأن هناك طرق أخرى للتعبير عن عدم الرضا من غير لغة الشارع التي هي فوضى وشغب، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الإحتجاجات تظهر في موعد المنعرجات السياسية، هل هم حقيقة يحتجون أم “يستعملوا فيهم؟ والتعبير عن المطالب لن يكون بالشغب”.
وعن الأسباب التي تقف وراء رفض السلطات العليا معالجة ملف متقاعدي الجيش، رد: “تقوم وزارة الدفاع كل سنة بدراسة جميع ملفات متقاعدي الجيش وأثبتت الإحصائيات أن هناك من هم مشطوبون في قوائم العسكر وليس لهم حق وهناك من هم معطوبون ولهم الحق في المطالبة بحقوقهم”.
“التغييرات الأخيرة على الجيش عادية ومن صلاحيات الرئيس”
وفي الوقت الذي أعطيت العديد من التأويلات على التغييرات التي أجراها رئيس الجمهورية على المؤسسة العسكرية، قال أويحيى إنها تغييرات عادية ومن صلاحيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القاضي الأول في البلاد ووزير الدفاع، وجاءت بمراسيم رئاسية موقعة منه وليس لها أي علاقة بما يثار حول علاقتها بما بات يعرف شعبيا بقضية كمال البوشي أو الرئاسيات أو غيرها مما يثار حول الموضوع.
“أحداث 5 أكتوبر 88 مناورة سياسوية أدت بالبلاد للفوضى وليس الديمقراطية”
كما عاد أويحيى لأحداث 5 أكتوبر88 وأكد أن الشباب الجزائري كانوا ضحايا لمناورة سياسوية أدت بالجزائرنحو الفوضى وبعدها لعدم الإستقرارومن ثم الإرهاب الهمجي، وهي أحداث- على حد تعبيره- نتيجة لأزمة داخل النظام أراد من خلالها جناح تكسير جناح آخر ما أدى ببلادنا نحو الفوضى وبعدها عدم الاستقرار، وقال: “أحداث أكتوبر 1988 ليست عفوية بل مناورة سياسوية وليس انطلاقة للمسار الديمقراطي في الجزائر ولا هم يحزنون كما يتم الترويج له، لأنها أدخلت البلاد في عشرية سوداء وفوضى وهمجية”. وأكد أويحيى في السياق ذاته أن البلاد عليها التغلب على 4 تحديات إذا ما أردت التنمية، أولها التغلب على الفوضى التي تولدت عن أحداث أكتوبر 88 وما رافقها من فقدان الحسّ المدني وتنكر لسلطان القانون ومحاولة فرض قرار الشارع والعنف الذي يعتبر من مخلفات الإرهاب ومعه الاعتداء وحتى الجريمة. ويتعلق التحدي الثاني بانتصار البلاد على الديماغوجية والشعوبية بالإضافة إلى تحدي الحفاظ على استقرار الجزائر في ظل بروز الطموحات والمناورات التي تعود – حسبه- عشية كل موعد سياسي هام، أما التحدي الرابع فهو الحفاظ على أمن وسلامة بلادنا.
“أعلم أنني أقلق الكثيرين ولكن التعديل الحكومي من صلاحيات الرئيس”
وعن ما يثارعن وجود تعديل حكومي، قال أويحيى إن الأمر من صلاحيات الرئيس وحده، إن أراد ذلك، وأضاف: “أعلم أنني أقلق الكثيرين، إذا كان فيه تعديل حكومي فالأمر من صلاحيات الرئيس”، وعلى غير العادة أشار أويحيى إلى أن الخوف اليوم ليس من المعارضة وإنما الخلاطين، وذكر: “لا نخاف من المعارضة وإنما الخلاطين والفاقدين للكراسي وعلى الكرسي يحرقون البلاد”.
زينب بن عزوز