ربما تريد القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني والتي فشل أمينها العام جمال ولد عباس في سياسة لم الشمل واليد الممدودة التي أطلقها سنة 2016، العودة لهذه الأخيرة، ولكن بمسميات مختلفة، وهو الأمرالذي كشفت عنه ميلاد جمعية المنتخبين والمناضلين السابقين لدعم رئيس الجمهورية والتي تحوي في صفوفها العديد من القيادات المناهضة للأمين العام الحالي من وزراء سابقين كعمار تو ورشيد حراوبية ومحمد الصغير قارة وأشرف عليها القيادي في الحزب محجوب بدة، وهو الأمر الذي فهم على أن تحرك هذا الأخير جاء بإيعاز ولد عباس في محاولة لضم هذه الأخيرة لصفه، ولكن في جمعية بعيدا عن صفوف الحزب. غير أن القيادات السابقة والتي خرجت عن صمتها أمس وأبرزت أن ميلاد الجمعية سالفة الذكر فكرة قديمة تضم القيادات السابقة الداعمة للرئيس ولن تقبل بأن تجر أو تستغل لأغراض ضيقة للقيادة الحالية وما سمته “بسياسة لم الشمل بطريقة تخدمها”.
القيادي السابق في الأفالان قاسة عيسي:
“مع لم شتات الحزب ولكن لا نقبل أن يتم إستغلالنا لتحقيق أهداف خفية للقيادة الحالية”
اعتبر القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني قاسة عيسي أن ميلاد جمعية قدماء المنتخبين و القياديين السابقين ليست بالفكرة الجديدة و إنما طرحت فيما مضى سنة 2002 غيرأنه لم يكتب لها أن ترى النوربسبب الصراعات التي كانت دائرة وقتها لتعاد اليوم للواجهة السياسية وأبرز ذات المتحدث على أن الفكرة تخص القدماء فقط و ليست لها علاقة بالقيادة الحالية للحزب.
وقال في تصريح لجريدة ” الجزائر” أمس :”نحن قبلنا بالمبادرة التي هي ليست جديدة بل قديمة تضم القدماء و لن نسمح بأن تستغل من القيادة الحالية لإسكاتنا أو حتى تلهيتنا عن نضالنا من أجل إسترجاع شرعية الحزب طيلة خمس سنوات الأخيرة من رسائل للرئيس و لقاءات و غيرها من الوسائل التي من شأنها أن تعيد لجبهة التحريرالوطني هيبتها ومكانتها كحزب على الساحة السياسية بعيدا عن سياسة التهريج التي يغرف فيها كل يوم و التي أفقدت للحزب صورتها و خطابه و مواقفها ” و تابع :” فلقاء الأمس كان أوليا و إستشاريا وحضوربدة كان بصفة المناضل ولو كان بإيعاز من الأمين العام غير الشرعي جمال ولد عباس لكن رفضنا المبادرة جملة و تفصيلا ولن نقبل بأن يتم جرنا لما يريدونه هم لأن هدفنا واضح ولد عباس قاد مبادرة لم الشتات في السابق و شرع في اتصالات غير أنها فشلت وهو يتحمل المسؤولية لأن اليد الممدودة التي أطلقها عند إعتلائه الأمانة العامة و لم الشتات تحولت بين ليلة و ضحاها لسياسة إقصاء ممنهجة ليتم وأد هذه الأخيرة و العودة لنقطة الصفر “.
وأشارعيسي أن القيادات السابقة دعمت الرئيس سابقا و لا تزال على النهج ذاته غيرأنها تركت موضوع الرئاسيات لأوانه ولن تنخرط في مسلسل التهريج الذي يقوده الأمين العام غير الشرعي – على حد تعبيره- و قال :” مع سياسة لم الشتات ولكن لا نقبل بأن يتم إستغلالنا وجرنا لتجسيد أهداف القيادة الحالية بطرق ملتوية و نحن مع الرئيس ولكن مساندتنا له ستكون حين إعلانه الترشح و إستدعاء الهيئة الناخبة ولن نقبل بأن تستغل هذه الجمعية للصدى الإعلامي من طرف القيادة الحالية”.
رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة الموحدة للأفالان، عبد الرحمن بلعياط:
“جمعية قدماء المنتخبين والمناضلين لا علاقة لها بالقيادة الحالية”
ومن جهته أبرز رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط أن ميلاد جمعية قدماء المنتخبين و القيادات السابقة ليس لها علاقة بالقيادة الحالية سيما في ظل التأويلات التي تطلق حول رغبة من القيادة الحالية في كسب الود مع القيادات السابقة وضمها لصفها بطرق ملتوية وهو الأمر الذي لن تقبله هذه الأخيرة التي لا تزال تناضل من أجل إعادة الأفالان لسكته الصحيحة بإستعادة الشرعية التي إغتصابها سنة 2013 بتداول قيادات أوصلت الحزب لحافة الهاوية .
وقال بلعياط في تصريح ل ” الجزائر ” أمس :”نحن مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و جمعية المناضلين و المنتخبين القدماء ليس لها علاقة بالقيادة الحالية التي لا نعترف بها و بسابقاتها التي اغتصبت الشرعية منذ 2013 “.
زينب بن عزوز