الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / بسبب الاكتظاظ في الأقسام :
الترحيل بالعاصمة نعمة على الأولياء ونقمة على التلاميذ

بسبب الاكتظاظ في الأقسام :
الترحيل بالعاصمة نعمة على الأولياء ونقمة على التلاميذ

تزامنت عملية الترحيل رقم 24 التي شرعت فيها مصالح ولاية الجزائر مع ، انطلاق الموسم لدارسي ومرور شهر من الدارسة ، وهو ما قد يُؤثر سلبا على تركيز التلاميذ المرحلين في دراستهم ويشوّش عليهم أفكاره، خاصة من تم ترحيلهم لأحياء بعيدة جدا عن مؤسساتهم التربوية السابقة.
تزامن انطلاق الموسم الدراسي مع مشروع مصالح ولاية الجزائر في استكمال عملية الترحيل رقم 24 والتي مست أحياء عديدة،وهي: القصبة، بولوغين، باب الوادي، بوزريعة، سيدي محمد، الشراقة، جنان السفاري، المرادية، واد السمار، واد الحراش، زرالدة، براقي، السويدانية، الدويرة.
والعملية وإن كانت أثلجت قلوب العائلات المرحلة والتي استفادت من سكنات جديدة ولائقة، لكنها أدخلت في نفوسهم خوفا وحيرة، بشأن تركيز أبنائهم في الشأن الدراسي والإشكال في الموضوع، أنّ العائلات والتي تمّ ترحيلها إلى أحياء بعيدة خاصة بالدويرة لا تستطيع الرجوع إلى مؤسساتهم التربوية السابقة الدارسة ، والأمر قد يؤثر على تركيز المتمدرسين.

أولياء متذمرون من اكتظاظ المدارس .. والتلاميذ في ترقب
تعيش العديد من بلديات العاصمة أزمة حقيقية بعد تدشين الأحياء السكنية الجديدة من دون استكمال المنشآت المدرسية بها، ليتم توجيه التلاميذ المرحلين إلى المؤسسات المجاورة والتي تعرف هي الأخرى اكتظاظا، الأمر الذي خلق حالة استياء واسعة من طرف الأولياء، لأن هذه المدارس بعيدة عن مقر سكنهم في ظل انعدام النقل المدرسي على مستوى البلديات، على غرار الدويرة و الكوريفة وغيرها ، التي استقبلت أكبر نسبة من المرحلين، حيث لا يزال مشكل نقص المرافق والمؤسسات التربوية مطروحا بها ومعاناة المتمدرسين مستمرة في ظل غياب المؤسسات بالمنطقة، وإن وجدت فهي تعرف اكتظاظا داخل أقسامها، في الوقت الذي تعهدت السلطات المعنية بالتكفل بهذا القطاع على أحسن وجه واستكمال المشاريع التي كان من المفترض استكمالها، الأمر الذي يكبّد التلاميذ عناء التنقل لمسافات طويلة أو التوجه إلى البلديات المجاورة، مما يزيدهم إرهاقا وتعبا وتأثيرا سلبيا على مردودهم الدراسي.
هذا و بعد الإعلان عن موعد عملية الترحيل 24 من طرف والي ولاية الجزائر و التي ستكون غدا ، في هذا الوقت يتساءل العديد من الأولياء عن مصير أبنائهم المتمدرسين على اختلاف أطوارهم خاصة و أن عملية الترحيل سنكون في قادم الأيام و التلاميذ في وقت التمدرس، فكيف سيكون الترحيل، و ما مصير هؤلاء التلاميذ من هذه العملية و هل سيؤثر تحويلهم إلى أحياء جديدة في تحصيلهم الدراسي؟ و هل أخذت مصالح ولاية الجزائر، و على رأسها، عبد القادر زوخ، كامل الإجراءات و الاحتياطات في هذا الخصوص ؟

“سنة 2018 أسوأ سنة من حيث الاكتظاظ”
كما كشفت تقارير نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ عن حقائق صادمة لظروف تمدرس التلاميذ، حيث صنفت سنة 2018 كأسوأ سنة من حيث الاكتظاظ، إذ تحوّلت الأقسام إلى محتشدات حظر فيها كل شيء وغاب العلم، ما أثر على التحصيل الدراسي للتلاميذ الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن استيعاب ما يقوله المعلم، في أقسام يتقاسم فيها أربعة تلاميذ طاولة واحدة ويدرس آخرون بالتناوب..، ما دفع الكثير من الأولياء إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية لإنقاذ أبنائهم من الرسوب في حين لجأ آخرون إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة بعدما فقدت المدرسة قيمتها..

الأحياء الجديدة بين نقص المؤسسات وعدم جاهزيتها
ستكون العديد من العائلات بالعاصمة على قرب ملازمة سكناتها الجديدة، و التي سيستفيدون منها من خلال عملية الترحيل التي تعرفها الولاية، في حين أن الأولياء يهتمون على حالة أبنائهم المتمدرسين خاصة، في حين خلق هذا الملف العديد من المشاكل في وسط العائلات، إذ يتوقع الكثير على احتواء هذه الأحياء الجديدة على المؤسسات التربوية و المكتملة من جميع النواحي و المرافق التي تحتاجها، غير أن الكثيرين يعيشون في حالة شك و ذعور حول فرضية عدم توفر هذه الأحياء الجديدة على مراكز التمدرس، أو في جهة أخرى توفرها غير عدم جاهزيتها، انطلاقا من هنا فإن قلة المؤسسات التربوية و عدم جاهزيتها أصبح الأمر يرهق الأولياء و الذين صعب أمورهم تجاه أبنائهم، و يتساءلون كيف ستكون وضعية أبناءهم، فالعديد يبحث عن تسجيل أبناءهم في المدارس القريبة منهم والتي قد يجدون صعوبة في إيجاد مقاعد بيداغوجية لأبنائهم، أو إبقاءهم في المؤسسات المتواجدة ببلدياتهم الأصلية، خوفا من اضطراب مستواهم و نتائجهم الدراسية، كون البعض منهم مقبلون على امتحانات رسمية في نهاية السنة، مثل الطور المتوسط و الثانوي، من جهة أخرى المشكل الذي يؤرق الأولياء هو بقاء التلاميذ في مدارسهم الأصلية و بعدها عن السكنات الجديدة و أين سيقضي أبنائهم أوقات الاستراحة التي تفصل بين الفترة الصباحية و المسائية في حين كان الأولياء يزاولون عملهم طيلة اليوم. في المقابل يزيد قلق بعض الأولياء حول إمكانية عدم جاهزية المدارس في الأحياء السكنية الجديدة، ما سيجعلهم مضطرين إلى تقبل أعباء تنقل أبناءهم يوميا.

الترحيل في وسط السنة الدراسية يهدد التحصيل الدراسي
تتسبب عملية الترحيل بعد انطلاق الموسم الدراسي الجديد في خلق حالة من القلق و الذعر و اللا استقرار خاصة عند التلاميذ الذين ستمسهم عملية الترحيل، كون أن التلاميذ سيتوجهون إلى مدارس جديدة، ما سيجعل الأساتذة مطالبين بإعادة شرح البرنامج الدراسي و تدارك التأخر لدى التلاميذ الجدد، في المقابل سيأخذ وقتا من أجل استيعاب الأمور و هو ما يجعل البرنامج الدراسي يتأخر عن موعد إنهائه، مما يجعل الأستاذ مطالبا في تسريع وتيرة الدراسة و يعود سلبا على التلاميذ في استيعاب الدروس.

أحمد خالد: “الترحيل في منتصف السنة الدراسية يتسبب في رفع نسبة الرسوب”
صرح رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أحمد خالد للجريدة “الجزائر”، على أن الجمعية قد نبهت وزارة التربية و التعليم و كذا مصالح ولاية الجزائر، حول خطورة الترحيل في منصف السنة الدراسية، خاصة و أن المدرسة الجزائرية تعرف العديد من المشاكل، و أن عمليات الترحيل تسبب تذبذب و اضطراب في المستوى الدراسي للتلاميذ وهو يشكل عائق نفسي بحد ذاته، و تحويل التلاميذ إلى مؤسسات جديدة يخلق نوعا من الفوضى و الإكتظاظ في الأقسام و هو المشكل الذي عانت بسببه عملية الدخول المدرسي لهذه السنة، غير ذلك فإن تغيير الأساتذة له لواحقه السلبية.
و أضاف خالد، منذ سنوات و نحن ننادي بدراسة عمليات الترحيل على مستوى العاصمة حيث أننا بهذا نساهم في نسبة الرسوب الدراسي و أبدينا موقفنا بخصوص تنظيم هذه العمليات في أوقات العطل كالعطلة الصيفية مثلا، و بالتالي نكون ساهمنا في إسعاد كلا الطرفين، العائلة بانتقالها لمسكن جديد و التلاميذ زيادة على فرحة النتائج الإيجابية لآخر السنة مع الانتقال لحياة جديدة. و عن الحلول التي يمكن طرحها لمعالجة هذه الحالة، أجاب نفس المصدر، على أجُندة وزارة الداخلية و السكن و مصالح ولاية الجزائر العمل تفادي و حدوث أزمات الدراسية يكون ذلك عن طريق مراعاة ظروف الأسر و تجنب إلحاق الضرر بالجميع.

الأخصائية النفسانية أوبشير:
“تغيير المحيط له آثار سلبية على نفسية التلميذ”
في حديث لــ “الجزائر” مع أوبشير.ع، أخصائية نفسانية، حول تأثير عملية ترحيل العائلات المستفيدة من سكنات جديدة حول نفسية أبناءها المتمدرسين، أوضحت هذه الأخيرة أن عمليات الترحيل في جلها هي تغيير موطن و الانتماء لموطن جديد بمناخ جديد و بيئات مختلفة عن تلك المعتاد عنها، و يكون تأثير هذا التغيير في التلميذ على عدة مستويات، الأولى منها و التي تهم أولياءه، تحصيله و مستواه العلمي، إذ أن تركه للمؤسسة التعليمية و التي بدأ فيها سنته الدراسية و اعتاد على طريقة عمل أستاذه و رافق زملاءه طيلة أيام الدراسة،سيصعب عليه الأمر عند التحاقه بمدرسة جديدة تحت تأطير أستاذ جديد لا يعرف طريقة عمله و لا يعرف زملاءه الجدد من الصعب عليه أن يتأقلم في ظرف وجيز إذ على الأقل يحتاج لمدة تتجاوز الشهر من أجل التعود على مؤسسته الجديدة، و هو الذي يضعه في تأخر دائم من ناحية الإدراك و التعلم بالنسبة للآخرين و هو ما يركد مستواه الدراسي، من جهة أخرى فإن ترحيله إلى حي جديد يجعله يبتعد عن أصدقاءه ويضعه في وضع حرج تجاه أبناء الحي الجديد كونه يبقى بعيدا عنهم و يتجاهلهم في العديد من المرات في حين أنهم قد يبدؤوا بمضايقته من الحين لآخر، ما قد يسبب له أزمات نفسية تصل إلى حد التنمر، أو يتجه إلى العنف من أجل الدفاع عن نفسه متى أحيط و أحس بالخطر و هذا ما يجنّح سلوكه ليكون عدائيا في المجتمع، و نحن نبحث عن الوسائل الناجعة حتى لا نشهد ظواهر مماثلة في الأوساط المدرسية و لا حتى في المجتمع.
ياسين-س/ فلة س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super