دشن التحالف الحزبي الرباعي لدعم ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة مرحلة جديدة من التحركات السياسية حيث نشهد ما يشبه فرزا داخل دائرة المساندين للاستمرارية من خلال الاكتفاء بضم أحزاب أربعة فقط وهي حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية.
فحزب جبهة التحرير الوطني الذي قاد منذ 20 أوت الماضي مبادرة “الجبهة الشعبية الصلبة” يبدو أنه تخلى عن مجموعة الأحزاب التي انضوت فيها والتي تتجاوز 15 حزبا منها التحالف الوطني الجمهوري وحزب الكرامة وحزب التجديد الجزائري والحركة الوطنية للطبيعة والنمو وغيرها من الأحزاب بعضها لم يعقد مؤتمره منذ سنوات والبعض الآخر لا يملك الاعتماد الرسمي.
وبهذا التحالف يكون الأفلان قد طوى صفحة الجبهة الصلبة واتجه صوب الأحزاب التقليدية “الصلبة” التي شاركت في الحكومة لاسيما وأن أزمة البرلمان أثبتت هشاشة تلك المبادرة بعدما رفض رئيس التحالف الوطني الجمهوري الانضمام إلى الداعين إلى سحب الثقة من الرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة وذهب إلى حد التلويح بالاستقالة من المجلس بعد حادثة غلق مقر المجلس بالسلاسل والأقفال على يد نواب الموالاة.
ولم يكن موقف ساحلي الذي كان الناطق الرسمي للمبادرة السبب الوحيد لانفراط العقد إذ كانت تصريحات رئيس حزب الكرامة محمد بن حمو المطالب بالغنائم نظير الانخراط في الجبهة الشعبية الصلبة تلك القطرة التي أفاضت الكأس.
ولم يكتب لمبادرة ولد عباس عمر طويل ولم تجد النفس الضروري حيث لم يتعدد عدد نشاطاتها أصابع اليد الواحدة قبل أن يقرر صاحبها دفنها يوم أعلن انفراديا أن مرشح حزب جبهة التحرير الوطني هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة دون حضور الأحزاب والمنظمات المنضوية تحت لوائها وهي الرسالة التي فهمتها الأطراف الأخرى مفادها إعلان وفاة مبادرة لم تستمر أكثر من شهرين.
ومن مفارقات هذا التحول الأفلاني أن التحالف الجديد القديم ضم من بين ما ضم الحركة الشعبية الجزائرية التي يتزعمها عمارة بن يونس. هذا الأخير كان قد دخل في مناوشات سياسية مع ولد عباس وذهب هذا الأخير إلى حد نعت عمارة بن يونس ب”أغيول” التي تعني بالأمازيغية الحمار بعدما طالب بعدم احتكار حزب جبهة التحرير الوطني للرئيس بوتفليقة واعتبار هذا الأخير ملكا لكل الجزائريين. والأغرب في انضمام حزب عمارة بن يونس إلى هذا التحالف أن هذا الأخير ظل يردد أنه لن يعلن عن موقفه من العهدة الخامسة إلا بعد إعلان الرئيس عن رغبته في الترشح لها وأن قرار المساندة سينبع من دورة لمجلسه الوطني ستعقد لاحقا لفاجئ بن يونس الجميع بإعلانه الانضمام إلى التحالف دون المرور على هيئات حزبه ودون انتظار إعلان الرئيس مما يوحي أن إرادة ما من خارج هذه الأحزاب دفعت إلى عقد هذا التحالف في أسرع وقت في عملية استباقية لدفع الرئيس بوتفليقة لعدم التردد في خوض غمار الاستحقاق الرئاسي المقبل.
خلاص