تعاطت بعض الأطراف الصحراوية مع المبادرة التي أعلن عليها العاهل المغربي بخصوص فتح باب الحوار والتشاور مع الجزائر، حيث اعتبرت أن الدعوة المغربية التي تزامنت مع ذكرى احتلال المملكة لأراضي الصحراء الغربية تمثل “ضحك على ذقون” الشعبين الجزائري والمغربي.
قال الدبلوماسي الصحراوي محمد لغظف عوة أن “ملك المغرب، يعلم علم اليقين، أن الرياء سلوك منبوذ في كافة المعاملات العامة والخاصة بالنسبة للمسلم ولا شيء يبيحه في قواعد السياسة، كما يجب أن يعلم أن للجزائر مبادئ تؤطر تعاطيها ومعاملاتها في السياسة والدبلوماسية والاقتصاد، كانت ولازالت عصية على الترويض”.
ودعا الدبلوماسي الصحراوي في كلمة له نقلها موقع “الصحراوي” ملك الرباط أن “يتأكد بأن مجرد التفكير في ممارسة الرياء السياسي بغية إحراج الجزائر، وإخراجها من دائرة قدسية المبادئ، أمر مستحيل، لأنه بكل بساطة يتعارض مع شخصية الجزائر، وتاريخها، والمستقبل الذي ترنو إليه، وتتجه نحوه بثبات”، وأضاف قائلا “لقد جاء خطاب القصر الملكي عشية ذكرى تمثل أكبر خدعة عرفتها منطقة شمال أفريقيا، على مرمى حجر من الجزائر التي فوجئت بخيانة مسيرة الغزو المغربية التي عبرت على جماجم الصحراويين، ودنست أرضهم، بجريمة الاحتلال التي ما تزال مستمرة ضد كل القوانين الدولية”.
واعتبر محمد لغظف عودة أن المبادرة التي أعلن عليها عاهل المغرب، قبل أيام “جاءت من نظام مغربي معروف بممارسته الخديعة كنهج ثابت في ممارسته السياسية، وتملصه دون أي حرج من التزاماته الدولية، نظام يسعى منذ زمن بعيد إلى توريط جواره الجغرافي في آفات الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة، ومتورط كما يعلم الجميع في تنفيذ أجندات أجنبية معادية، إسرائيلية وفرنسية بالخصوص، في المحيطين العربي والأفريقي”، وتابع يقول ” ورغم كل هذا التشكيك الذي نطعن به في نوايا النظام المغربي، إلا أنه لا بد في المقابل من التأكيد بأن هذا النظام مضطر أيضا للتودد للجزائر بسبب ما يعانيه من عزلة خانقة ومن ضيق هوامش المناورة بعد أن تم وضعه في حجمه الحقيقي، دولة تابعة للغرب، على شفير الهاوية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، تقترب كل يوم من الإفلاس كما قال وزير خارجيتها الأسبق، إدريس جطو”.
إسلام.ك