كشفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، خلال مؤتمر صحفي
أول أمس أن تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب من شأنه أن يسمح للبلدين بالتصدي للقضايا الثنائية والإقليمية المشتركة، من قبيل الإرهاب والهجرة غير القانونية وتهريب المخدرات والاندماج الاقتصادي.
وذكرت الخارجية الأمريكية أن “حكومة الولايات المتحدة تحث الجزائر والمغرب على الإقرار بأن تحسين العلاقات سيسمح لكلا البلدين بالانكباب على القضايا الثنائية والإقليمية المشتركة مثل الإرهاب والهجرة غير القانونية والاتجار بالمخدرات والاندماج الاقتصادي “.
ودخلت الخارجية الأمريكية على الخط في متابعة تطورعلاقة البلدين الجارين ،ولم تبدي واشنطن أي موقف من الخلاف لكنها شجعت على مزيد من الحوار ،الذي كانت الجزائر تنادي به منذ سنوات طويلة في دعوة المغرب إلى الانفتاح على التباحث والحوار ودراسة الملفات العالقة التي تعيق تواصل البلدين.
ولم تنقطع علاقة الجزائر بالمغرب منذ 1994 على الرغم من تخفيض التمثيل الدبلوماسي إلى الحد الأدنى وتقليل الزيارات الرسمية .
وطالبت الجزائرفي عديد المرات بفتح قنوات حوار جدية يناقش فيها الطرفان مشاكلهما العالقة وفي مقدمتها إبعاد الجزائر عن ملف الصحراء الغربية
وتوقيف تهريب المخدرات على الحدود ووقف الهجمات الإعلامية المشوهة لصورة الجزائر ،دون تحرك رسمي من الرباط .
وعانت الجزائر من سنوات طويلة من إقحامها في نزاع المغرب مع الصحراء الغربية ،وجند الإعلام المغربي للترويج لهذه المقاربة التي ترفضها الجزائر.
كما طالبت الجزائر بوقف محاولة إغراق أراضيها بأطنان من الكيف المعالج.
ولاتزال الجزائر لحد الساعة لم ترد على خطاب ملك المغرب الذي خاطب السلطة في الجزائر لفتح باب للحوار، خلال نفس اليوم الذي صادف تاريخ اختلال الصحراء الغربية من طرف المغرب، وهو ما تراه الجزائر استفزازيا وغير جاد .
ويشكك خبراء ومراقبون في نوايا المغرب الذي يريد حشد الدعم الدولي قبيل الموعد الرسمي للقاء جنيف الذي سيجمعه والصحراء الغربية بحضور الجزائر وموريتانيا كطرفين مراقبين.
وكان العاهل المغربي محمد السادس قد وده في خطابه، دعوة صريحة إلى الجزائر، لتجاوز الخلاف التاريخي بين بلدين شقيقين، وقال الملك إن “المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين “.
وعلى خلاف عهده أظهر العاهل المغربي كثيرا من الإيجابية والتقارب مع الجزائر، مذكرا بالتاريخ المشترك .
ودعا ملك المغرب محمد السادس الجزائر إلى إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994، واقترح إنشاء آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور.
وأضاف إن مهمة هذه الآلية “تتمثل في الانكباب على دراسة جميع القضايا.
ووصف محمد السادس وضع العلاقات بين البلدين بأنه “غير طبيعي وغير مقبول”، وقال إن هذا الواقع “لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل التحرير والاستقلال إلى تحقيق الوحدة المغاربية “.
وأضاف أن “المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”، وأن مصالح الشعبين الجزائري والمغربي هي في الوحدة والتكامل والاندماج، دون الحاجة لطرف ثالث للتدخل أو الوساطة.”
ر.م