لانملك ثقافة الاجندة، نحن بحاجة لقانون يحمينا وشخصيا أنا ضد الشخصنة
انتفض الممثل إبراهيم رزوق على الواقع البائس الذي وصل إليه الفنان الجزائري، والذي دفع بعض الأطراف، إلى انتهاج أبشع الوسائل للتشهير به، مؤكدا أن الوقفة التضامنية السلمية التي نظمت مؤخرا، كانت لدعم الفنان كمال بوعكاز، طالبنا من خلالها عدم التشهير واحترام الخصوصيات، مشيرا أنها لم تكن أبدا محاولة للضغط على العدالة الجزائرية.
ابراهيم رزوق وفي حوار له مع جريدة “الجزائر”، قال أن الفن الجزائري بحاجة ماسة إلى قانون ونقابة للفنانين، مشيرا أن الفنان الجزائري لايملك أجندة لبرمجة أعماله، مبرزا في سياق آخر أنه ليس ضد أي شخص على الإطلاق، وإنما ضد الشخصنة… فيما يلي نص الحوار:
أقمتم مؤخرا مع مجموعة من الفنانين، وقفة سلمية تضامنا مع الفنان كمال بوعكاز… هل لك أن توضح لنا هذه الخطوة؟
قبل أن أتطرق إلى الوقفة، أقول أتمنى من الخالق إطلاق سراح كمال بوعكاز، وإرجاعه لأهله سالما معافى، الوقفة السلمية التضامنية، هي ابسط شيء يقوم به الفنانون ضد التشهير، فكمال بوعكاز أعطى الكثير للفن الجزائري، دخل بيوت كل الناس، خدم الثقافة الجزائرية، ماعز في نفسي هي تلك الطريقة التشهيرية التي مورست عليه، طبعا نحن لسنا ضد التوقيف، وإنما الصورة التي وصلتنا وطريقة الاعتقال.
لكن هناك من اعتبر هذه الوقفة محاولة للضغط على العدالة الجزائرية؟
لا أبدا، أعيد وأكرر أننا لسنا ضد التحقيق والاستجواب أو حتى الاعتقال مع أي كان، إذا ماكان في ملفهم أمر يستدعي على ذلك، نحن فقط ضد طريقة الاعتقال، والتشهير التي قامت بها قناة إعلامية، ليس منصفا أن الفنان كمال بوعكاز الذي كان يبدع حتى في سنوات الجمر، سنوات التسعينات، وكان ينشط ويتنقل ولا يدري حتى إن كان سيصل إلى منزله آنذاك أم لا، أن يلقى هذا المصير؟
في خرجة المسؤول الأول على الوسيلة الإعلامية التي نقلت اعتقال الفنان الكمال بوعكاز، تبرأ من هذه الخطوة، معتبرا أن القناة لا دخل لها في قضية الاعتقال؟
بصراحة لن أدخل في هذه المتاهات، قلتها وأعيدها نحن ضد التشهير بتلك الطريقة، وأتساءل كيف أن يحترموا الإرهابي، والمهرب، وحتى خاطفي الأطفال ومغتصبيهم وينقلوهم لنا من ظهورهم، ولانراهم، وحين تعلق الأمر بالفنان نقلوه بتلك الطريقة البشعة، على الأقل أن يحترموا زوجته، بناته، عائلته وجمهوره، أما فيما يخص باقي القضية فالعدالة هي الفيصل.
جاء اسمك في قائمة الموقعين على بيان تغيير الوضع الثقافي، المنتقد لسياسة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وهناك من شكك في مساعي البيان، فيما اعتبر الوزير أن هذه الخطوة تدخل في حيوية المشهد… مارأيك؟
نعم كنت من بين الموقعين على البيان الذي يدعوا لتصحيح المسار الثقافي، البيان تضمن نقاط معينة تدعوا للتغيير الايجابي لا السلبي، لنرتقي، ومن كان ضد أو مع البيان هو حر في نفسه، لكن الالتفاتة للفنانين والمثقفين
أنا اليوم ويعد مشواري المتواضع، لا أجد أي فائدة في أن أقف مع فلان أو علان، فقط نريد أرضية للجيل القادم من الشباب، تكون أكثر وضوحا واحترافية، لست ضد أي كان شخصيا، بل أنا ضد الشخصنة، وأعيب من البعض الذين وصفونا بأننا “شرذمة”، أنا وقعت عن قناعة كاملة لأن ماجاء في البيان أراه مناسبا، وإن كنت غير مقتنع أنسحب بشرف.
بعيدا عن كل هذا، وفي ظل غياب تنظيمات خاصة بالفنان الجزائري… مالمطلوب اليوم لتوحيد الصف، و الخروج بالقطاع الفني من عنق الزجاجة؟
المطلوب هو قانون فنان، قانون يحمي الفنان الجزائري، نقابة للفنانين حرة مثل مايوجد في الدول العربية، حتى لا أضرب المثل بدول أخرى.
بحاجة ماسة لقانون ونقابة تهدف لخدمة الثقافة والفن وتحميهم من الدخلاء على الفن، ومن هذا المنبر، أقول الدخلاء هم من يتزعمون المواقف لكن محتواهم فارغ.
ظهرت مؤخرا ظاهرة اقتحام عارضي الأزياء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي للأعمال الدرامية والسينمائية وهناك من امتعض من الأمر… كابراهيم رزوق كيف ترى هذا الظاهرة؟
بصراحة، المجال مفتوح لكل موهوب ومبدع، ولايمكن بأي شكل من الأشكال غلق الأبواب أمام الشباب، فقط أن لا يشارك كل من هب ودب، أكيد سنقف مع الشباب، لأننا وجدنا من يقف معنا في صغرنا، فقط الشرط الوحيد، أن لايكون ذلك على حساب فنان قائم بحد ذاته.
وعندما نتحدث عن الإنتاج، أقول لايوجد هدف ولا رسالة، وأغلبها انتاجات غوغائية، وكأنك في خطابات أحزاب سياسية، ومن هذه النقطة نشدد على ضرورة قانون ونقابة تحترم الفنان وتنظم القطاع مثل أشقاءنا في البلدان العربية، فمن غير المعقول هناك أعمال نجد في الجينيريك أسماء كل العائلة، في حين يهمش الذي درس واشتغل.
في الأخير، هل من جديد؟
الفنان الجزائري لايملك أجندة لبرمجة أعماله، وهنا أقول للأسف في الجزائر ليس لنا ثقافة الأجندة.
صبرينة كركوبة