جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
منحت الجزائر حوالي 36.7 مليون دولار لتمويل الميزانية المالية للاتحاد الإفريقي، وهو المبلغ المقدم من طرفها خلال السنة الحالية 2018، في الوقت ذاته، عبرت الجزائر على خشيتها من تأثير الممولين الدوليين على القرارات السيادية للمنظمة الإفريقية.
أفادت وثيقة عن الاتحاد الأفريقي أن الجزائر تغطي بمعية بعض البلدان الإفريقية مثل مصر ونيجيريا والمغرب وجنوب أفريقيا بالنسبة للسنة المالية 2018، أي 48% من ميزانية دول الاتحاد الأفريقي، حيث تشارك هذه الدول بشكل منصف بمبلغ 36.7 مليون دولار لكل منها، أي ما يعادل 183.9 مليون دولار (من أصل 318.2 مليون دولار)، بيد أن الواقع يظهر أن ميزانية الاتحاد الإفريقي تغطيها مساهمة الدول والشركاء الدوليين، وبالنسبة لعام 2018، ساهم هؤلاء الشركاء بمبلغ 451.1 مليون دولار، أي أكثر من جميع الدول الأعضاء الـ55 مجتمعة.
وقد عبرت الجزائر على لسان الوزير الأول أحمد أويحيى عن خشيتها من أن تصبح مسألة التمويل المالي وسيلة أخرى للضغط على الاتحاد الأفريقي، حيث قال أويحيى خلال مشاركته في القمة الأخيرة، بأديس أبابا، إن “الهيئة يجب أن تبقى تحت الرقابة السيادية للدول الأعضاء فيه”، معتبرًا أنه “بهذه الطريقة سيمثل الشعوب الأفريقية أحسن تمثيل”.
وكانت القمة الاستثنائية الأخيرة الـ11 للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا بإثيوبيا، أعادت إطلاق صندوق للسلم موازاة مع جهودها في حل النزاع الليبي، وسط مساع من دولها لتحقيق “الاستقلال المالي” للاتحاد والتخلص من التبعية للتمويل الخارجي.
وأشارت الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي في ختام قمة استثنائية خصصت لدراسة مشروع الإصلاح المؤسساتي، وجرت يومي 17 و18 نوفمبر بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، إلى مخاوف من انعكاسات استمرار التبعية للتمويل الخارجي على حل النزاعات والتوترات في إفريقيا بشكل صحيح سواء في ليبيا والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال مفوض الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقي، إسماعيل شرقي، في تصريحات للصحفيين على هامش القمة، إن إعادة إطلاق صندوق الاتحاد الأفريقي للسلم يعد مبادرة قيمة من البلدان الأعضاء في المنظمة، مضيفا أن هذا “القرار سيمكنهم من استرجاع كامل المبادرة في الاتحاد الأفريقي والتخلص من تبعية الدعم الخارجي، كما سيوفر في المقابل إسهامًا أكبر في الوقاية وحل النزاعات من الناحية الإنسانية”، وأضاف شرقي أنه تقرر “إطلاق عمليات الحفاظ على السلام في الاتحاد الأفريقي قصد التدخل في حال نشوب نزاع في دولة عضوة فيه”، وغالبا ما يتم تمويل دعم السلام أو عمليات حفظ السلام في أفريقيا من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات أو المؤسسات الدولية الأخرى، وسطر الاتحاد الأفريقي هدف تمويل صندوق حفظ السلام بمبلغ 400 مليون دولار في آفاق 2021، لكن منذ 2016، ساهمت الدول الأعضاء بمبلغ 60 مليون دولار.
إسلام كعبش