بعد تصريحاته التي وصفها الأئمة بالاستفزازية وبخاصة قوله إن الأئمة ينتهجون الابتزاز والمساومة فيما يتعلق بالمطالبة بحقوقهم وتجاوز الوصاية للرئاسة ورفضه التام لرفع أجور الأئمة بمبرر أن الحكومة لم تأذن بعد لا بمراجعة القانون الأساسي ولا رفع الأجور تراجع وزير الشؤون الدينية عن تصريحاته وقرر فتح باب الحوار في وجه الأئمة بعد سنه من صد الباب في وجوههم.
بعد تهديد الأئمة بتبني لغة التصعيد رضخ المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية محمد عيسى للأئمة وقرر فتح باب الحوار وغلق ما أسماه بباب التأويلات وسد الطريق لمناقشة ملف الأئمة خارج إطارها الذي ينبغي أن تناقش فيه غير أن منشوره ذكر بالاسم النقابة المفتوح أمامها باب الحوار وهي التنسيقية الوطنية لموظفي الشؤون الدينية لأمينها جلول حجيمي وتجاهل المجلس الوطني المستقل للأئمة لرئيسه جمال غول الأمر الذي من شأنها أن يحدث ضجة ورد فعل كبير من الثانية التي ستعبر الأمر بمثابة إقصاء لها في الوقت الذي ينبغي أن تدرج في الحوار وتسوية المطالب العالقة.
وأورد في منشوره أمس عنوانه” مرحبا بحوار يحفظ للسادة الأئمة هيبتهم وكرامتهم” أمس :”قرأت بكل اهتمام ما تمكنت رصده من آراء السادة الأئمة في مختلف صفحات “المساجد الافتراضية”، وفِي فضاءات حواراتهم المهنية وفِي النسخ الالكترونية لصحافتنا الوطنية حول المنشور الذي أبرقتُ به يوم أمس ويبقى أهمّ هذه الآراء في نظري هو رسالة السيّد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة في أحد تصريحاته والتي عبر من خلالها عن دوام استعداد تنسيقيته لمواصلة الحوار مع الوزارة ” وتابع :”وإني أرحب باستئناف هذا الحوار الاجتماعي الذي تعطّل أكثر من سنة أملا في غلق باب التأويلات، وسدِّ الطريق أمام مناقشة خصوصيات السادة الأئمة خارج الأطر التي تحفظ لهم هيبتهم وكرامتهم وستتصل أجهزة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيقية لتحديد الموعد الذي يناسب طرفي الحوار.
الأمين العام للتنسيقية الوطنية لموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي:
“نريد حوارا جادا يستجيب لمطالبنا وإلا لغة الشارع”
ثمن الأمين العام للتنسيقية الوطنية لموظفي الشؤون الدينية جلول حجيمي خطوة فتح باب الحوار لنقابته التي كشف عنها وزير الشؤون الدينية و الأوقاف عبر منشور له أمس وأبرز أن منشوره تضمن اعترافا واضحا بأن الوصاية هي من عطلت الأمور وتسببت في وقف الحوار بين الجانبين لمدة سنة دون مبررات تذكر لتغلق الأبواب مرّة واحدة في وجه الأئمة الذين لا يزالون يعانون التهميش وهم حامو المرجعية الدينية ومطفئوا نيران الفتنة التي شهدتها البلاد.
وأضاف حجيمي في تصريح ل “الجزائر” أمس أن الأئمة يريدون حوار جادا وبناء يضفي لنتائج إيجابية والاستجابة لجملة المطالب التي رفعوها للوصاية والمدونة في المحضر الموقع بين الطرفين سنة 2015 بعيدا عن حوارات الديكور أو ما ذهب إليه الوزير في منشوره من سد باب التأويلات وقال :”بالرغم من أننا نثمن كتنسيقية تراجع الوزير الأول عن تصريحاته الاستفزازية تجاه الأئمة بالقول إنهم ينتهجون سياسة الابتزاز والمساومة في المطالبة بحقوقهم غير أننا نريد حوارا جادا وهادفا وحقيقيا تتم فيه مناقشة مطالب الأئمة وكيفية الاستجابة لها لا حوار الديكور دون الفائدة الخادمة للوزارة لا الأئمة والترويج لحوار موجه للاستهلاك الإعلامي تحاول الوصاية من خلاله تبييض صورتها والترويج أنها راعية للحوار بشكل صوري” وتابع :” نريد حوارا للاستجابة لمطالبنا أم الاجترار والقول إن الحكومة لم تأذن هذا كلام مستهلك ولا نريد سماعه من الوزير ” وأردف في السياق ذاته “المستغرب في أمر الوزير وتصريحاته المتناقضة أن الشخص ذاته وقع معنا محضر سنة 2015 لمطالبنا المرفوعة له ولم يقل أن الأمر من شأن الحكومة فلماذا اليوم وبعد مرور 3 سنوات يقول إن الحكومة لم تأذن؟ لماذا نعم بالأمس واليوم لا نريد مبررات واقعية لا تصريحات لا معنى لها الأئمة يعانون ولا تراجع عن مطالبهم “.
وعن السر الكامن وراء تراجع الوزير وفتح أبواب الحوار وهو الذي اتهم الأئمة بالأمس القريب بالابتزاز والمساومة قال حجيمي: “الوزير على علم أننا نقابة قوية ولدينا ممثلون ونقابة معترف بها منضوية تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين و”قادرين على شقانا ” والجميع يشهد على سلسلة الاحتجاجات التي قمنا بها وكنا من خلالها وسيلة ضغط” وأضاف: ربما تلقى تعليمات بتسوية ملف الأئمة “.
وأبرز ذات المتحدث أن نقابته ستلبي دعوة الوصاية للحوار وستقرر موقفها بناء على مخرجاتها وقال: “طالبنا بفتح باب الحوار الوصاية فتحته ولكن سنستجيب على أساس أن النقاش سيكون على مطالبنا والاستجابة لها وعكس ذلك سنجند الأئمة ولغة الشارع هي الرد إذا كان هناك حوار ديكور ” وعن تضمن منشور الوزير لتنسيقية الأئمة وفتح باب الحوار في الوقت الذي لم يذكر اسم المجلس الوطني المستقل للأئمة لرئيسه جمال غول والذي كان قد طالب برفع أجور الأئمة ل 10 ملايين سنتيم مؤخرا وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة قال حجيمي :” والله نحن النقابة الوحيدة التي لها تمثيل بالمقارنة مع هذه الأخيرة والقانون يقول إنه من لا يملك تمثيلا ليس له حق المطالبة بحقوقه فهذا ليس إقصاء بل تعاملا وفق القانون وفقط .”
رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول:
“تطلب منا الصبر وأنت تتنعم براتب يفوق راتبنا بعشر مرات”
و من جهته أفاد رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول أن محاضر الاجتماع الممضاة من طرف مصالح محمد عيسى شاهدة على إخلاف الوزارة للوعود ومخالفتها كل المواثيق والعهود وقال جمال غول :”إنّنا لا ننتظر من الوزارة الكثير، والتي عجزت عن توفير أقل ما يجب توفيره من الحد الأدنى للوزير فكيف لها تحقيق مطالب الأئمة” و تابع :”الرائد لا يكذب قومه ولكنه يجوع معهم إذا جاعوا، وعيب عليه أن يأمرهم بالصبر وهو متنعم براتب يفوق راتبهم بعشرات المرات” مجددا التأكيد على تمسكهم بمطالبهم المهنية خاصة فيما تعّلق رفع أجور الأئمة ومطالبا إياه بإيجاد الحلول الحقيقية لقطاعهم واقتراح البدائل الإيجابية التي ترقي منظومة التسيير والتأطير وذكر :”إن الوزير الناجح هو الذي يجعل من الموظفين شركاء وليس بالضرورة أُجراء”.
زينب بن عزوز