على نفس منوال الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، انتقد “الأرسيدي” مسارعة الحكومة الجزائرية للترحيب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سيقوم بزيارة رسيمة إلى الجزائر يوم غد الأحد، في ظل عدم ترحيب شعبي دولي بالنظر إلى الاتهامات الموجهة إليه في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وكذلك الحرب في اليمن.
قال التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في بيان عقب اجتماع الأمانة الوطنية للحزب، في دورتها الشهرية العادية أمس، بالجزائر العاصمة، إن “السلطة الجزائرية التي قالت على لسان دبلوماسيتها بأنها تثق في العدالة السعودية في قضية التهم الموجهة لولي العهد، محمد بن سلمان، في قضية اغتيال الصحفي خاشقجي، لا تنتظر حتى نتائج هذه العدالة لتبرئة ساحته”، وتابع الحزب المعارض “لم يكن على ما يبدو لضعف تبادلاتنا الاقتصادية مع المملكة الوهابية، وكل المناورات التي تسببت في انهيار أسعار المحروقات، وتقرب هذا الأمير من الحكومة الإسرائيلية التي تعد الأقل استعدادا للحوار مع الفلسطينيين، أي أثر على الإسراع في فرش البساط الأحمر لقائد سياسي يشار إليه بأصابع الاتهام في واحدة من أبشع الجرائم”.
وفي موضوع مغاير، انتقد حزب محسن بلعباس غياب الرد من طرف الجزائر على المبادرة المغربية حول فتح آلية حوار مباشر بين البلدين، مرجعا الأمر “يحمل دلالة واضحة على غياب قائد جوق شرعي ومسموع ومرئي يتولى بملف بهذا الوزن في المستقبل القريب”. مؤكدا في السياق ذاته بأنه “لا مخرج من الأزمات التي ترهن مستقبلنا من غير بناء صرح إقليمي ديمقراطي”.
واعتبر “الأرسيدي” أنه إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي، هناك تصدع كل أركان الحياة الاجتماعية التي سدّت بسبب ذلك آفاق وتطلعات جيل بأكمله، مبرزا بأن “الأرقام التي تصدرها الهيئات الحكومية حول التشغيل والتضخم تبقى عاجزة أمام واقع البطالة الجماعية في أوساط الشباب، والتدني الرهيب للقدرة الشرائية للطبقات الوسطى والكادحة، بالتزامن مع تنامي الثراء الفاحش”.
وتابع بيان الحزب “ففي الوقت الذي يفر الشباب بالآلاف وغالبا في ظروف أليمة، إلى آفاق أرحب يطمحون لبناء مشروع حياتهم فيها، يتفانى المسؤولون في محو القليل من المصداقية التي لا تزال تتمتع بها مؤسسات الدولة، وبالتالي على محو كل أمل في المستقبل، فيما يواجه المتعاملون الاقتصاديون والمستثمرون القادرون على خلق مناصب شغل وتنشيط النسيج الاقتصادي بيروقراطية متربصة، هذا إن نجوا من القرارات الحكومية الجائرة”، مستطردا في السياق ذاته إن حزبنا “الذي يعمل بلا كلل من أجل تأطير وتكوين الشباب، يتعاطف مع الأسر التي يهلك أبناؤها في عرض البحر وسط لامبالاة رسمية مقيتة”.
وحول الانتخابات الرئاسية المقبلة، أشار “الأرسيدي” أن الشعب الجزائري “أقصي منها من الآن”، من خلال “تفانى المسؤولين في محو القليل من المصداقية التي لا تزال تتمتع بها مؤسسات الدولة” وبالتالي على محو كل أمل في المستقبل”.
إسلام.ك