كشف باسم الورتاني المندوب الجهوي للسياحة بمدينة سوسة التونسية عن قرب انشاء اربع مسالك سياحية بيئية وثقافية وصحراوية مشتركة بين الجزائر وتونس مخصصة للسياح في الدول البعيدة كالصين وروسيا لتمكينهم من قضاء عطلة في البلدين، ولفت المدير السابق لديوان السياحة التونسي في الجزائر الى ان المنافسة الكبيرة التي باتت تلقاها تونس من عدة دول تشكل خطرا على اقتصادها معتبرا الجزائر اول واكبر منافس في السياحة نظرا للامكانيات التي تحوزها والبرامج السياحية التي باتت تولي لها الحكومة الاهتمام، مشيرا الى ان الازمة المالية الأخيرة ستفيد البلدين في عدة جوانب.
كيف تقيمون اقبال السياح الجزائريي على تونس وتونس في الآونة الأخيرة؟
في الحقيقة انه بعد الثورة التي حدثت في تونس سنة 2011 ، كانت هبة كبيرة من الشعب الجزائري الذي وقف مع تونس وقال لا للارهاب حيث ساند بقوة تونس وكان عدد كبير من الجزائريين متواجدين في النزل التونسية، هذا العدد ظل يتزايد مع مرور الوقت وبقي متواصل حتى رجعت السياحة التونسية لسالف نشاطها، اليوم الجزائريون متواجدون باعداد هامة، حيث يقبع الجزائريون في صدارة الأسواق العالمية مع الروس، في وقت عادت الأسواق الاوربية كالفرنسية، وحتى الانجليز الذين كانوا من اصعب الأسواق رجعوا، وتواج السائح الجزائري في المراتب الأولى من ضمن هذه الأسواق اليوم ، معناها ان النزل التونسية هي جذابة وهذا ما يلبي تطلعات السياحة التونسية سواء كان السياح اوروبين او جزائريين فهم في نفس المستوى.
ماذا عن الاتفاقيات المبرمة بين البلدين التكوين فيما يخص التربصات او التكوينات في مجال السياحة؟
الاتفاقيات الثنائية بين البلديبن موجودة على اعلى مستوى، فعلى مستوى التكوين هنالك مكونين ومتكونين زاروا تونس، وكذلك العكس من تونس زاروا الجزائر لتبادل الخبرات، بالمختصر المفيد هنالك اربع تبادلات سنويا تبرم بين البلدين، كذلك يوجد تنسيق وتبادل في الخبرات على مستوى التشريعات السياحية، ربما لاخذ فكرة لتعديل بعض الأمور. كان فيه حديث في كثير من المرات على تحديد مسالك شراكة بيئية وثقافية وصحراوية للسياح الخاصة بالبلدان البعيدة كالصين وروسيا، وهو لازال قائما لتمكين السائح بقضاء عطلة في تونس والجزائر والعكس اعداد هذه المسالك جاري بين الحكومتيين من المنتظر ان تتوفر فيها مطاعم وأماكن راحة، عمل كبير يتم بين الطرفين سيكون جاهزا السنة المقبلة.
هناك من أشار الى ان الازمة المالية التي ضربت الجزائر اثرت في نسبة توافد السياح لتونس ما قولكم؟
انا شخصيا اراها بالعكس، على اعتبار ان المقارنة مع السنوات العشر الماضية، كان هنالك عزوف وعدم ثقة بين السائح الجزائري ووكالات الاسفار، اليوم اصبح اغلبية السياح الجزائري لا يتنقلون الا عبر وكالات الاسفار، اذن حتى وان كانت هناك ازمة ستبقى في صالح تونس والجزائر لربما الاعداد التي كانت تتنقل الى تركيا اصبحت تتوجه الى تونس بسب الأسعار التفاضلية، والتي تتناسب مع القدرة الشرائية للسائح.
كنت قد ذكرت سابقا ان اكبر منافس لتونس في السياحة هي الجزائر وليس تركيا او المغرب كيف ذلك؟
اول منافس للسياحة التونسية هي الجزائر لان هذه الأخيرة أصبحت تعطي اولوية كبيرة للسياحة من خلال فسح المجال ل انشاء وكالات للاسفار، حتى الخطاب الرسمي في الجزائر توجه نحو الاهتمام بالسياحة، لما نلاحظ اخر تصريحات لاخر ثلاث وزراء في الجزائر نجد ان خطاباتهم تتمحور حول الاهتمام بقطاع السياحة، من خلال إعطاء امتيازات كبيرة لبرمجة رحلات داخلية لتسويق صورة عن البلد، واليوم بكل بساطة لو نلاحظ العروض على وكالات السياحة والاسفار على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك يظهر لنا مدى التهافت على زيارة المدن الجنوبية مثل تيميمون وغيرها، وهو امر لم يكن موجود قبل اربع او خمس سنوات، كانت وكالات الأسعار تكتفي بتقديم عروضها، هناك تبادل بين اكبر مشكلة يعاني منها قطاع السياحة في العالم هو النقل الجوي. بين الجزائر وتونس هناك علاقة خاصة لان اكثر من 85 بالمائة من الجزائريين يزورون تونس برا، لذلك اكبر منافس لتونس ليس المغرب او مصر او تركيا، وانما الجزائر، هذا معطى هام لان الجزائر قارة بشمالها وغربها وجنوبها استطاعت ان تبني عدة نزل جديدة، حتى اني لما كنت متواجدا بالجزائر سمعت ان الحكومة بصدد انشاء حوالي 700 نزل هذا ما ييؤكد على ان عودة السياحة بقوة في الجزائر السياحية تشكل اكبر منافسة لتونس.
بحكم عملك في الجزائر لاكثر من 10 سنوات ما هو تقييمك للقطاع السياحي وماهي العوائق التي حالت في ان يساهم بفعالية في الاقتصاد الوطني؟
بحكم خبرتي المهنية التي بلغت 11 سنة في هذا البلد وعلاقاتي في الجزائر، اعتقد ان العشرية السوداء هي من اثرت على السياحة نوعا ما، فالبدايات في قطاع السياحة كانت مع بعضها بين تونس والجزائر، ليس من باب الغرور ان قلت ان تركيا كانت تأخذ دروس في السياحة من تونس والجزائر في السبعينات، اليوم الجزائر تحاول استرجاع مكانتها عبر انشاء مركبات ضخمة، لذلك اتظن ان العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر هي التي لم تسمح بتطور القطاع السياحي في الجزائر، بل اكثر من ذلك توقف كلية في هذه الفترة ، كانت سنوات صعبة على القطاع والدولة ككل، لكن اليوم الجزائر استعادت عافيتها اقتصاديا وسياسيا، حيث بدا الاهتمام نحو القطاع السياحي ما يفسر وجود تحسن ملحوظ، ربما االجزائريون لا يلاحظونه لكن المتوافدين للجزائر من خارج الوطن يلاحظون هذا التحسن، فالجزائر خطت خطوات كبيرة من خلال انشاء أماكن سياحيةة، إضافة الى الاهتمام بالتكوين، اظن ان هناك عمل كبير تقوم به الحكومة الجزائرية.
مبعوث الجزائر الى تونس: عمر حمادي