تخوف كبير تعيشه الحكومات في الدول العربية خوفا من انتقال عدوى “الخريف الأوربي” الذي ضرب فرنسا وبلجيكا وهولندا، ويهدد ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، خاصة بعد استغلال أطراف تحسب على “السترات الصفراء” فضاء التواصل الإجتماعي لنشر التحريض في الدول العربية تحت عباءة المساندة والانتفاضة في وجه الحكومات تحت ذريعة غلاء المعيشة وارتفاع الضرائب.
حذرت منظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من انتقال عدوى الفوضى التي تشهدها فرنسا إلى بعض الدول العربية، وأكدت أن أطرافا تحسب على “السترات الصفراء” تحرض على العصيان والفوضى في الدول العربية تحت شعار مساندة “السترات الصفراء”.
وتوقع تقرير لمنظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، انتقال حركة السترات الصفراء لعدة دول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا،على رأسها مصر التي رفعت أسعار الوقود بما يزيد عن 50% وتونس والمغرب والجزائر والأردن والعراق.
وأكد الناطق الرسمي للمنظمة، زيدان القنائى، القيادي بمجلس المعارضة المصرية أن حركة السترات الصفراء حركة شعبية قد تنتقل إلى دول الشرق الأوسط خاصة مصر والأردن بسبب رفع أسعار الوقود وحزمة الضرائب الكبيرة التي فرضتها الحكومة المصرية والأردنية.
وتوقع تقرير المنظمة انتقال السترات الصفراء إلى تونس في ظل تردى الأوضاع الاقتصادية وكذلك المغرب والجزائر التي تعانى من أوضاع اقتصادية سيئة وإضرابات فئوية لقطاعات واسعة من الطبقات المتوسطة.
وأكد زيدان القنائى أن سيناريو الفوضى الشعبية يهدد الدول العربية في ظل تدهور أوضاع الاقتصاد والفشل السياسي والاقتصادي للحكومات وتدهور الأوضاع المعيشية بها.
كما توقعت المنظمة، التي تراقب الأوضاع السياسية والاقتصادية لدول العربية وحتى الأوربية ، انتقال “السترات الصفراء” لعدة دول أوروبية تأتى على رأسها ألمانيا وايطاليا وبريطانيا بسبب ارتفاع تكلفة الوقود والضرائب الكبيرة على الطبقات المتوسطة بأوروبا.
ويأتي هذا التحذير في ظل دعوة “السترات الصفراء” إلى الاحتجاج مجددا اليوم السبت بثلاث دول، واستغل الغاضبون من ماكرون مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التعبئة إلى مظاهرات اليوم في كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا، وحسب ما كشفت عنه جهات إعلامية أكدت بأن ناشطين وجهوا دعوات لتنظيم احتجاجات في جميع مدن الدول الثلاثة، سيما العاصمة الفرنسية باريس، وبالتزامن مع ذلك، دعت الحكومة الفرنسية إلى عدم التظاهر على خلفية هجوم استهدف سوقا لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ أوقع 3 قتلى وعدة مصابين.
ويشار أن سياسيين وممثلين عن “السترات الصفراء”اتهموا الحكومة بافتعال هجوم ستراسبورغ، لإخماد الحراك الاحتجاجي، المستمر منذ أسابيع، هذا ولم تفلح التدابير الاجتماعية، التي أعلن عنها الرئيس إيمانويل ماكرون، قبل أيام، في إخماد الاحتقان الشعبي، الذي توسع إلى حد المطالبة برحيله.
وفي بلجيكا، ذكرت وسائل إعلام أن منظمي احتجاجات “السترات الصفراء” تقدموا بطلب إلى الشرطة للحصول على تصريح بتنظيم مظاهرات في ميدان “لوكسمبورغ” وسط العاصمة بروكسل، وفي هولندا أيضا، يعتزم ناشطون تنظيم مظاهرات مماثلة ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء مارك روته.
وللإشارة أكد العديد من الخبراء أن رقعة الاحتجاجات ستضرب عدة دول أوروبية للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة ويشار أن الخريف الأوربي انطلق من فرنسا وطالت كلا من هولندا وبلجيكا وإسبانيا وبلغاريا وصربيا والمجر، ويهدد رقعة ألمانيا وإيطاليا وحتى بريطانيا.
رزاقي.جميلة