أجمع عدد كبير من أصدقاء سـيدة الخشبة وسلطـانة المسرح الفنانة الراحلة صونيا، على القيمة الإبداعية والإنسانية للفنانة، مستذكرين أهم الأحداث التي جمعتهم مع الراحلة.
وفي ندوة فكرية حول منجز الفنانة الراحلة صونيا بقاعة امحمد بن قطاف، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي أول أمس، اعترف علي عيساوي، أن صونيا، قبلت أن تقدم شهادتها في فيلم تسجيلي بعنوان ”فضاءات المسرح”، وهي التي لم تكن تحب إجراء الحوارات، مؤكدا أن التوفيق في إقناعها إنجاز، والحوار اليوم للتاريخ.
من جهته استحضر الفنان عبد الحميد رابية، الحياة الفنية والإنسانية للراحلة، ليترك المجال للمخرج عمر فطموش، الذي قال أنها تحمل سر الإبداع والخيال.
ولم يخف جمال مرير، عن الحضور، سرا خفيا عن صونيا، حيث قال أنها تنازلت عن بيت أعطي لها بسكيكدة لحارس المسرح الجهوي، ليبرز الأستاذ غوتي، حرص الفنانة على إيصال الصورة الجميلة عن الجزار، فضلا عن تمكنها من إدارة النقاش في لقاءات نظمت على هامش دورات المسرح المحترف من 85 إلى غاية 87.
الفنان عبد الحق بن معروف، والفنان عبد الرحمن زعبوبي، أكدا أن جميلة الجزائر وفخرها، كانت دائمة التشبث بخدمة المسرح الجزائري، وحريصة على توثيق كل شيء.
الأستاذ سعيد المصري، كشف تعلق صونيا بالجزائر وهي التي رفضت أن تسافرها، بعدما تزوجت من الراحل فؤاد نجم، قائلة له ”إنهاحوتة لا تسبح إلا في المياه الإقليمية الجزائرية”.
وانطلق اللقاء بعرض فيلم وثائقي بعنوان ”جوهرة المسرح” للمخرج المعروف علي عيساوي، قدّم فيه محطات من حياة الراحلة وكذا بعض الأحاديث التي سجلها معها، كما تضمن صورا أرشيفية عرضت لأول مرة منها صورة للراحلة عندما كانت طالبة بمعهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان نهاية الستينيات.
سكينة مكيو المعروفة باسم صونيا فنانة تركت بصمات من ذهب في عالم التمثيل بالجزائر، ساهمت في المسرح تمثيلا وإخراجا وإدارة،وصنعت لحظات جميلة وفارقة للفرح في عالم أبي الفنون.
من دور صغير في مسرحية (السوسة) إلى الأدوار الكبرى في ( الشهداء يعودون هذا الأسبوع) و( قالوا العرب قالوا) و(العيطة) و( فاطمة) و( جحا باع حماره)، و( حضرية والحواس)، وقفت صونيا إلى جانب قامات المسرح الجزائري أمثال امحمد بن قطاف، عزالدين مجوبي، مصطفى عياد وغيرهم وصنعت هامة مجد شامخ في قلاع المسرح الجزائري.
تميزت صونيا بالصدق فظهر ذلك جليا في أدائها لمختلف الأدوار، وعرفت بالجرأة والمواجهة في حياتها فأحب الناس فيها تلك الصراحة وشهدوا لها بالإخلاص وقول الحقيقة دون خشية لوم اللائمين،وكانت حياتها على الخشبة كأدوارها في الحياة: الصدق والوضوح.
فارقت الحياة لتترك صدى جميلا في أروقة المسارح وقاعات العروض والمهرجانات، ومنجزا فنيا كبيرا يحوي أكثر من خمسين دورا مسرحيا. وهو رصيد معتبر تستحق صاحبته كل التقدير والاحترام والإشادة من لدن المخرجين والنقاد وكل أهل المسرح.
صبرينة كركوبة