أقامت أمس الجمعية الثقافية الجاحظية ضمن إطار نشاطات نادي القصة والرواية لقاءً أدبيا مع الروائي “إبراهيم سعدي”، للحديث عن روايته الأخيرة “الآدميون”، حيث نشطها الأستاذ الروائي بشير مفتي، الأستاذ الدكتور سعيد عبداللي الذي قدم قراءة للرواية موضوع اللقاء.
الأستاذ د.محمد تين رئيس الجمعية الثقافية الجاحظية، رحب بالحضور في بداية اللقاء، ليكون الجمهور بعدها على موعد مع دردشة بشأن الرواية وتجلياتها بين منشط الجلسة الأستاذ بشير مفتي وصاحب الرواية، هذا الاخير الذي أعرب عن شغفه في أن يكون مفتش شرطة، وهو مادفعه لكتابة رواية بوليسية، فالآدميون تتحدث عن بداية الشر، مشيرا في معرض حديثه، أن الوجود البشري قائم على القهر.
فتح المجال بعدها للحاضرين من أساتذة ومهتمين للإدلاء بكلمات وتساؤلات عن رواية “الآدميون” على غرار الأستاذ الدكتور عثمان بدري، الأستاذ الدكتور بومنير كمال، الروائي العيد بن عروس، الروائي سعيد هاشمي ،
في سياق آخر، جاء على ظهر الغلاف الخلفي لرواية “الآدميون” الصادرة حديثا عن منشورات ضفاف٬ ومنشورات الاختلاف: “عشت دائما في عزلة عن البشر٬ وحيدا في مملكتي المترامية الأطراف داخل دماغي. أتردد علي مقهي مغلق الآن بسبب الحرب٬ جالسا عند مدخله٬ إلي نفس الطاولة دائما. حتي النادل لا أكلمه٬ يضع فنجان القهوة المعتاد قدامي٬ أدفع ثمنه في الحين فيتناوله وينصرف. منذ يوم ألقي علي السلام ولم أرد عليه لم يعد يخاطبني٬ وهذا بالضبط ما رميت إليه. أنا أعيش وحيدا في مملكتي منذ نشأتها في قرون غابرة”.
يذكر أن ابراهيم سعدي، أستاذ بجامعة تيزي وزو منذ سنة 1982، وقد اشتغل بمعهد اللغة والأدب العربي إلى غاية 2008، وبعد ذلك تحول إلى قسم الفلسفة الذي فتح في السنة الجامعية 2009- 2010. ورغم تكوينه الفلسفي، إلا أن جل إنتاجه يتعلق بالأدب، إبداعا ونقدا. وقد نشر إلى حد اليوم عدة روايات، ومؤلفا يضم مساهماته في مجال النقد الأدبي يحمل عنوان “مقالات ودراسات في الرواية” يضم عموما مجمل ما نشره في الصحف والمجلات أو شارك به في الملتقيات في مجال الأدب. وقد اشتغل أيضا في الصحافة، إذ تعامل لمدة حوالي ثلاث سنوات مع الملحق الأدبي” آفاق” التابع لجريدة ” الحياة” اللندنية، وكذلك مع جريدة “الشروق” الجزائرية لبضع سنوات أيضا، حيث كان ينشر مقالات أسبوعية حول المجتمع الجزائري والمجتمع العربي عموما في الثقافة والمجتمع والسياسة، جمعها في كتابين أحدهما يحمل عنوان “مقالات ودراسات في المجتمع العربي” وآخر بعنوان “مقالات ودراسات في المجتمع الجزائري وثقافته”، ترجم “صيف إفريقي” لمحمد ديب من الفرنسية إلى العربية وكتابا لمولود قايد حول تاريخ البربر، إضافة إلى ترجمة نصوص دراسية في مجالات مختلفة.