تواصل الجزائر مد يديها للقضية الفلسطينية التي شهدت منعرجا خطيرا غير مسبوق في 2018 والذي وصف بعهد التطبيع وشهد تطورا متسارعا في العلاقات العربية الاسرائيلية ولاسيما الخليجية وظهر مستوى التطبيع الكبير في الأشهر الأخيرة من خلال الزيارات السياسية والاقتصادية وحتى الرياضية والتي وصفتها منابر إعلامية عبرية بمقدمة للوصول إلى تطبيع كامل مع الشريك العربي.
وفي الوقت الذي تتحدث تقارير عربية وعبرية وحتى غربية عن مستوى هذه العلاقات والتي لم تعد سرية بين عديد الدول العربية وبين تل أبيب، تجدد الجزائر تمسكها بالقضية الفلسطينية على لسان حكومتها، وعبرت عن موقفها الثابت بخصوص دعم القضية الفلسطينية ودعت إلى ضرورة الوحدة والتلاحم نصره لهذه المسألة الجوهرية ولكافة الشعوب الإسلامية، وقال وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة، عقب لقاء جمعه مع السفير الفلسطيني بالجزائر، لؤي عيسى، أمس الأول الاثنين 31 ديسمبر، إن القضية الفلسطينية هي قضية جزائرية، مشيرا إلى أنها تحظى بإهتمام وعناية الرئيس بوتفليقة، من جانبه، أشاد لؤي عيسى بدعم الجزائر اللامشروط للقضية الفلسطينية معربا عن سعادته لطبيعة علاقات الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين وقيادتهما. ويأتي هذا الاعتراف لفلسطيني في وقت دخلت فيه دول عربية مرحلة جديدة من التطبيع حسبه .
وإضافة لما هو معلن، فقد تحدثت تقارير غربية وعربية وعبرية عن علاقات سرية متينة بين تل أبيب وعواصم عربية، وهو ما عززه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإعلانه مؤخرا عن وجود تطور كبير في العلاقات مع الدول العربية، واصفا الوضع الحالي بـغير المسبوق وقال “إن التطبيع مع العرب يتواصل دون تسوية مع الفلسطينيين” وقال “إن ما يحدث بعلاقاتنا مع الدول العربية غير مسبوق لم يتم الكشف عن حجم التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل.”
وللإشارة وبعد الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى سلطنة عمان مؤخرا ، تحدثت تقارير إسرائيلية عن تقارب غير مسبوق بين إسرائيل وكل من البحرين، السعودية، والسودان فيما تحدثت تقارير أخرى عن زيارة وشيكة لعاصمة عربية لم تكشف عن إسمها.
ومن أبرز الزيارات التي قام بها نتنياهو لدول العربية وشكلت أكبر تطور في العلاقات الخليجية الإسرائيلية، جسدته الزيارة الرسمية التي أجراها نتنياهو نهاية أكتوبر إلى سلطنة عمان،وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن الزيارة جاءت تلبية لدعوة من السلطان قابوس عقب اتصالات مطولة أجريت بين البلدين، وأكد نص البيان المشترك، الذي صدر في ختام الزيارة، أن اللقاء تناول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، كما تم خلاله بحث قضايا ذات اهتمام مشترك تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة،وبعد نتنياهو بأيام وصل وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى مسقط، للمشاركة في مؤتمر النقل الدولي المقام خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر حسب وسائل إعلام إسرائيلية،ووصف كاتس الزيارة بأنها تاريخية ستحسن العلاقات بين إسرائيل وسلطنة عمان ،وفي نفس السياق لم تختلف الإمارات عن هذه الأخيرة حيث استقبلت وفود من وزراء إسرائيل إذ وصلت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف، دولة الإمارات في 27 نوفمبر ، على رأس وفد رياضي للمشاركة في بطولة عالمية للجودو أقيمت بالعاصمة أبوظبي، ونشرت “ريغيف” عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، تسجيلا مصورا تظهر فيه وهي تقوم بجولة في مسجد الشيخ زايد بالعاصمة الإماراتية، وتبع ذلك زيارة أجراها وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، إلى إمارة دبي بالإمارات في 30 أكتوبر الماضي، وألقى فيها خطابا أمام مؤتمر دولي حول أمن المعلومات والاتصالات كما شارك فريق دراجات إماراتي في سباق جيرو دي إيطاليا، الذي جرى بمدينة القدس المحتلة مطلع ماي الفارط،هذا وشاركت البحرين بدورها في ذات السباق بفريق رياضي أيضا، وقد نشر جندلمان عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للفريق البحريني، وأعرب عن ترحيبه به،ولم يختلف الوضع كثيرا عن دولة قطر ووصل تطور العلاقات العربية الإسرائيلية كان لقطر نصيب منه أيضا، فقد استضافت في مارس فريقا إسرائيليا شارك في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد، بحسب صفحات إسرائيل بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعي،فريق رياضي إسرائيلي آخر وصل العاصمة الدوحة، نهاية أكتوبر الماضي، للمشاركة في بطولة العالم للجمباز، والتي اختتمت في 3 نوفمبر وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ولا يمكن الحديث عن التطبيع العربي الإسرائيلي دون الحديث عن الأردن ومصر وهما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تربطهما معاهدات سلام مع إسرائيل، خلال العام الجاري بشكل طبيعي، ففي الأردن استقبل الملك عبد الله الثاني، نتنياهو بالعاصمة عمان في جوان وناقش معه عدة قضايا كان على رأسها القضية الفلسطينية، وفقا لبيان نشره الديوان الملكي الأردني، والجانب المصري ومنذ سنة 2018 أجرت اتصالات مكثفة بين القاهرة وتل أبيب جلها تتعلق بالأوضاع في قطاع غزة.
رزاقي.جميلة