“كفن البروكار” مسرحية المسكوت عنه في الموروث الثقافي الإنساني”
ابرز الكاتب محمد الأمين بن ربيع، في حوار جمعه مع جريدة “الجزائر”، أن نصه “كفن البروكار” الذي توج به في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح، هو نص المسكوت عنه في الموروث الثقافي الإنساني.
وامتعض المبدع الشاب الذي يشق طريقه بخطى ثابتة نحو التألق والنجاح، من اللامبالاة التي قوبل بها تتويجه على الصعيد الرسمي، وعلى أصعدة أخرى، حيث قال بأنها مرت وكأنها “لا حدث”، رغم أن هذا التتويج هو تتويج للجزائر ككل وسط تنافس عربي محتدم.
وضرب بن ربيع موعده في القاهرة، حيث سيتم تكريمه في فعاليات الطبعة الحادية عشر من المهرجان العربي للمسرح 2019، المزمع تنظيمه من 10 إلى 16 من الشهر الجاري، مؤكدا أنه سيكون في مستوى التطلعات، وسيشرف الجزائر أحسن تشريف بمعية كل من المتوجين كنزة مباركي ويوسف بعلوج، حيث اثبت النص الجزائري جدارته وتألقه، على الصعيد العربي، في الوقت الذي يشتكي فيه العديد من المسرحيين في الجزائر من أزمة نصوص… فيما يلي نص الحوار:
بداية، كيف بدأ محمد الأمين بن ربيع الكتابة؟
محمد الأمين بن ربيع كاتب روائي وأكاديمي يحضّر أطروحة دكتوراه حول السينما الروائية الجزائرية، صدر له ثلاث روايات باللغة العربية هي: “عطر الدهشة”، “بوح الوجع” و”قدّس الله سري”.
بدأت الكتابة في سن مبكرة، إذ نشرت أولى نصوصي القصصية وأنا لا أزال طالبا في الثانوي على صفحات الجرائد التي كانت تخصص ملاحق للإبداع، ولم ألبث أن تخصصت في دراسة الأدب العربي في المرحلة الجامعية، مما أتاح لي فرصة تطوير موهبتي الإبداعية استنادا على أسس أكاديمية، وفي تلك المرحلة كتبت أغلب نصوصي القصصية التي كنت أنشرها على صفحات الجرائد أو المواقع الالكترونية، وفي عام 2011 كنت قد أنهيت كتابة أول نص روائي هو “عطر الدّهشة”، بعد أن اقتنعت أن النصوص القصصية لم تقل كلّ ما أريد قوله، وتوالت بعد ذلك رحلتي مع الكتابة الروائية مما جعلني أبتعد قليلا عن الكتابة القصصية وإن كان يشدني الحنين أحيانا إلى هذا الجنس الأدبي المتميز بالعمق والتكثيف.
تُوّجت الكثير من كتاباتي القصصية بجوائز وطنية هامة لعل منها جائزة فنون وثقافة، وجائزة عبد الحميد بن هدوقة وجائزة عبد الحميد بن باديس ومحمد العيد آل خليفة وجائزة المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب.
كذلك توجت كل رواياتي بجوائز هامة إذ نالت “عطر الدهشة” جائزة الرابطة الولائية للفكر والإبداع بوادي سوف، ونالت “بوح الوجع” جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي، وتوجت “قدس الله سري” بجائزة الطاهر وطار للرواية، ومؤخرا عدت إلى منصة التتويج ولكن من باب الكتابة المسرحية، إذ نال نصي المسرحي “موت الذات” الثالثة جائزة رئيس الجمهورية، كما نالت مسرحية “كفن البروكار” جائزة الهيئة العربية للمسرح.
هل بالإمكان معرفة المحور الرئيسي الذي يدور حوله نص “كفن البروكار” الذي توجت به في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح؟
“كفن البروكار” هي مسرحية المسكوت عنه في الموروث الثقافي الإنساني، فانطلاقا من المسلمات التاريخية تبدأ أسئلة التمحيص والشك داخل ورشة خياطة، حيث يلتقي كماتشو وروفيا وفنونة وعزدينة وخولان ليعروا المسلمات التاريخية، بعد أن يقدم كماتشو على الطعن في التاريخ المشرف لروفيا المناضلة ويطلب منها أن تسرد ما لم تكتبه كتب التاريخ من كليشيهات براقة، ويعرّضها لمحاكمة قاسية وهو يستنطقها لتبوح بما لديها من أحاديث لم تكن يوما مشاعة للجميع، بل تمّ طمسها والسكوت عنها، أو استبدالها بأحاديث أخرى تلمع صورة من ساهم في صنع محطات التاريخ..
“كفن البروكار” هو محاولة لدفن ذلك التاريخ الذي يبدو مشرفا ولكنه في الحقيقة مخيف بسبب الزيف الذي طاله ولا يزال يطوله.
بعد التتويج… كيف وجدت الاحتفاء على الصعيد الوطني؟
لقي تتويج نصي المسرحي بجائزة الهيئة العربية للمسرح صدى إعلاميا لا بأس به، خاصة على صفحات الجرائد أو المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، لكن على أصعدة أخرى مرّ كأنه لا حدث، رغم أن هذا التتويج هو تتويج للجزائر ككل وسط تنافس عربي محتدم، إلا أنني لم أتلق أي تهنئة أو شكر من جهة رسمية سواء أكانت محلية أو وطنية، مع ذلك مؤمن أن المبدع حين يبدع فهو لا يفعل ذلك طمعا في شكر أحد، إنما يفعله من أجل رفع اسم بلده في محفل دولي، كما يفعل ذلك رياضي أو منشد أو حتى سياسي.
ستكرم في المهرجان العربي للمسرح 2019، المزمع تنظيمه من 10 إلى 16 من الشهر الجاري، ماذا حضرت لهذا التكريم، وما هي رسالتك للمبدعين الشباب؟
مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح فعالية ثقافية دولية هامة جدا، تأتي هذه الأهمية من منطلق أنه مهرجان عربي، ولأنه مكرس من أحد عشرة سنة، ولأنه مهرجان يعرف انتشارا عربيا إذ تحرص الهيئة على إقامة فعاليات المهرجان كل عام في دولة عربية حرصا منها على نشر ثقافة المسرح التي هي في الأصل ثقافة التثقيف والتنوير.. لذا سأحرص على الظهور في هذا المهرجان كما يليق بالجزائر وسأسعى لأكون على قدر هذا الشرف الذي سأحمله بمعية الصديق الكاتب يوسف بعلوج والكاتبة كنزة مباركي.
كلمة أخيرة؟
أتوجه أخيرا بالشكر لك ولمنبركم الإعلامي “الجزائر” على إتاحة هذه الفرصة لي، وأرجوا أن يبادر الجميع إلى الالتفاف حول المسرح فهو خير وسيلة للارتقاء للنهضة والارتقاء بالذوق العام.
صبرينة كركوبة