دفع الوضع الحرج في الحدود الجنوبية للجزائر، الحكومة والجيش لمواجهة هذا الخطر خاصة بعد اكتشاف دخول جماعات إرهابية ضمن قوافل المهاجرين على الحدود مع ليبيا ومالي ونيجر، هذا واستنفرت وحدات الجيش الوطني الشعبي كل قواتها في الأيام الأخيرة على الشريط الحدودي لدول الجوار بالجنوب التي تشهد انفلاتا خطيرا خاصة مع تحرك تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في ليبيا وفشل الجهود الجزائرية في إرساء حلول سياسية على الفرقاء في المنطقة.
من جهتها تحركت الحكومة بطاقم وزاري ضخم تنقل لولاية تمنراست منذ ثلاثة أيام بالمنطقة ممثلة في وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي ووزير النقل عبد الغني زعلان، ووزير الطاقة مصطفى قيطوني، وممثل عن وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي، أين يتواجد الطاقم الحكومي منذ بداية الأسبوع في ولاية تمنراست وتم معاينة عدة نقاط، وأطلق فيها الوزير نور الدين بدوي رسائل قوية تحت عنوان”أمن الجزائر خط أحمر” وقال في رد على المفوض الأممي الذي اتهم السلطات الجزائرية بترحيل قصري لمهاجرين عرب عبر الحدود، وأكد بدوي بهذا الخصوص بأن أمن واستقرار البلاد يمثل “خطا أحمر.”
ويشار إلى أن السلطات الجزائرية قررت منع كل المهاجرين العرب القادمين عبر الحدود الجنوبية النيجر ومالي، من دخول التراب الجزائري، وأكدت أنه قرار لا رجعة فيه وهذا بعد ثبوت محاولة تسلل إرهابيين قادمين من سوريا واليمن وفلسطين، حسب معطيات قدمتها مصالح الجيش، وهو ما يؤكد أن الجزائر باتت اليوم أمام ظاهرة جديدة تتمثل في تسلل إرهابيين عرب ينتحلون صفة المهاجرين وتؤطرهم جماعات مسلحة.
وموازاة مع الجهود الدبلوماسية الرامية لتغليب الحلول السياسية لأزمات المنطقة يستنفر الجيش الجزائري وحداته العسكرية على الشريط الحدودي تحسبا لكل السيناريوهات ودفاعا عن سيادة الإقليم البري والجوي.
وحمل خطاب وزير الداخلية، ومن قبله تصريح لوزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش،أحمد قايد صالح، في أقصى الحدود الجنوبية مفردات تصعيدية غير مسبوقة تعكس تواجد الجيش الجزائري على أهبة الاستعداد لأي طارئ على الشريط الحدودي ومنه دعوة الوزير بدوي المواطنين للالتفاف حول الجيش الوطني الشعبي ووضع كافة ثقته فيه لحماية البلاد.
ويشار أن قوات الجيش، ترابط على طول الشريط الحدودي البري الممتد على أكثر من 7 ألاف كيلوا متر بالإضافة إلى الزيارات المكثفة لقائد أركان الجيش التفقدية للنواحي العسكرية الحدودية مع دول الجوار في أقصى الجنوب وهو ما يؤكد قلق الحكومة على الوضع الأمني عبر الحدود وتسلل الجماعات الإرهابية وتهريب السلاح .
وبالعودة للغة الأرقام كشفت حصيلة الجيش مؤخرا تسجيل أرقام مرعبة عن عمليات حجز للأسلحة المهربة عبر الحدود الجنوبية، إلى جانب توقيف تسلل أفراد ينتمون لجماعات الإرهابية وحتى المخدرات، إثر عمليات متفرقة بكل من عين قزام وبرج باجي مختار وتمنراست.
الحصيلة العملياتية للجيش الوطني الشعبي
هذا وتكشف الحصيلة العملياتية للجيش التي جاءت تنفيذا لتعليمات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، الرامية إلى تعزيز الجهود واليقظة والاستعداد الدائم، بغرض التصدي لكل محاولات المساس بأمن واستقرار البلاد والذود عن سيادتها، حيث تميزت سنة 2018 بالسنة الحمراء في مجال مكافحة الإرهاب والتهريب والمتاجرة بالأسلحة والمخدرات والجريمة المنظمة، وذلك من خلال القضاء وتوقيف عدد كبير من الإرهابيين وتفكيك عدة خلايا دعم وتدمير عدد معتبر من المخابئ التي كانت تستعمل من طرف الجماعات الإرهابية، كما شملت هذه العمليات المنظمة والمنسقة بين مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، توقيف عدد كبير من المهربين واسترجاع كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة والمخدرات والوقود والسلع المحظورة،في مجال مكافحة الإرهاب وكللت مختلف العمليات المنفذة من طرف وحدات الجيش الوطني الشعبي في إطار مكافحة الإرهاب بالقضاء على 32 إرهابيا و توقيف 25 آخرين و132 إرهابيا سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية، مع توقيف 170 عنصر دعم للجماعات الإرهابية،و22 فردا من عائلات الإرهابيين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية،وكشف و تدمير 499 مخبأ للإرهابيين و 8 ورشات لإعداد المتفجرات واسترجاع 707قطعة سلاح منها 231 كلاشنيكوف، 388 بندقية ، 25 مسدسا، 48 رشاشا، 15 قاذف صواريخ ،واسترجاع 399 مخزن ذخيرة، 52 شريط ذخيرة، 94764 طلقة نارية من مختلف العيارات، 42 قنبلة يدوية، 143حشوة دافعة، 160مفجر، 457 كبسولة خاصة بالمتفجرات و498 مقذوف،وكذا كشف وتدمير 512 قنبلة تقليدية الصنع، 61 لغم، 32 جهاز اتصال مفخخ، 2224.2 كغ من المواد المتفجرة و 1695.87 كغ من مواد كيميائية لصنع المتفجرات.
وفي مجال مكافحة التهريب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية تمكنت قوات الجيش من توقيف 611 تاجر مخدرات و1800مهربا لمختلف المواد والسلع،وتوقيف 6834 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة .
رزاقي.جميلة