الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / في ظل غياب التامين و شروط الوقاية:
“ورشات الموت” تحصد أرواح العمال وتشرد عائلاتهم!

في ظل غياب التامين و شروط الوقاية:
“ورشات الموت” تحصد أرواح العمال وتشرد عائلاتهم!

تعتبر ورشات البناء أو الأشغال، هي تلك المساحة المخصصة لإنجاز لمشروع ما سواء كان يتعلق بإنجاز سكنات أو مرافق خدماتية أو عمومية، و تحتوي على عتاد الورشة من عمال ومواد المشروع، في حين يبقى من الضروري توفر السلامة و الأمن في الورشة من خلال أخذ الحيطة و الحذر و بتوفير كامل ظروف العمل المناسبة.
هذا ويعيش العديد من العمال بورشات البناء ظروف جد صعبة و مزرية خاصة في ظل غياب التامين و شروط الوقاية و السلامة إذا يتم تسجيل حوادث الوفيات في كل مرة بسبب السقوط من علو مرتفع أو سقوط بعض الآلات الثقيلة على البنائين، وللأسف لا يقابل تلك الواجبات المفروضة أدنى الحقوق من خلال الممارسات التي يتكبدها عمال الورشات والغبن والحقرة التي يتعرضون لها على أيادي بعض أرباب العمل الذين غابت معاني الإنسانية والرحمة عن بعضهم.
و تنتشر ورشات البناء على مستوى القطر الوطني وفق ما تحكم به المشاريع السكنية الضخمة التي سطرها فخامة رئيس الجمهورية في إطار برنامجه الضخم، وتفرض تلك الورشات كما يعرفه الخاص والعام تشغيل عمال متخصصين في البناء والترصيص والكهرباء بما تتطلبه تلك المشاريع، وعادة ما تقف على رأس تلك المشاريع شركات خاصة قد تكون أجنبية أو محلية، بحيث يتكفل المقاولون بجلب عمال وتشغيلهم على مستوى تلك الورشات وتناط بهم مسؤوليات كبرى لإنجاز واستكمال المشروع في ظرف قياسي تلك الواجبات التي لا تقابلها في معظم الأحيان حقوق، والواقف على أوضاع تلك الورشات التي تنتشر هنا وهناك تظهر له الوضعية المزرية التي يتخبط فيها العشرات من العمال.

عمال يعيشون في خطر
كل هذه الوقائع التي يعيشها هؤلاء البناءون أمام جشع المقاولين جعلهم ينادون بصوت واحد لتحرك المسوؤلين و تشديد الرقابة على ورشات البناء يحدث هذا في ظل غياب أدنى حقوق العمال ألا وهو غياب التامين ما جعلهم يعيشون ظروف عمل مزرية ورقابة غائبة وغيرها من وسائل الوقاية ما يجعل بمخاطر العمل تتربص بهم من كل جانب على مستوى الورشات، بحيث تسجل حوادث الوفيات في كل مرة بسبب السقوط من علو مرتفع أو سقوط بعض الآلات الثقيلة على البنائين، وللأسف لا يقابل تلك الواجبات المفروضة أدنى الحقوق من خلال الممارسات التي يتكبدها عمال الورشات التي يتعرضون لها على أيادي بعض أرباب العمل .
وكما يعمل الجميع أن العمل بورشة بناء يستلزم توفير أغلب المعدات التي تضمن سلامة العامل هناك لاسيما وأن ظروف الخطر تتربص بالعامل من كل جانب، فتوفير الألبسة وقفازات البناء، وكذا القبعات التي تحمي العمال صيفا وشتاء والأحذية الثقيلة هي كلها وسائل من شأنها أن تضمن سلامة العمال على مستوى الورشات، إلا أنها وللأسف من الأمور التي تغيب على مستوى أغلب الورشات التي احتككنا بها، فغالبية العمال يعملون بملابس عادية وبسراويل الجينز والبذلات الرياضية وحتى الخفة (الكلاكيت) كانت حاضرة بقوة على مستوى أغلب الورشات مما يؤكد تدهور ظروف العمل والمخاطرة بالعمال واستغلال ظروفهم الاجتماعية لأجل انتهاك حقوقهم، من دون أن ننسى غياب طب العمل على مستوى بعض الورشات وهي الأمور التي أدت إلى تخليف حوادث مميتة على غرار السقوط من علو مرتفع نتيجة انعدام أحزمة الأمن وسقوط بعض الآلات الثقيلة على العمال وتخليف حوادث متفاوتة الخطورة قد تصل إلى حد الموت.

لجان مفتشية العمل .. حبر على ورق
رغم الظروف التي يمر بها العديد من عمال الورشات والتي تفسر الظلم والحقرة التي يتكبدها هؤلاء واستنفاذ قواهم من طرف أرباب العمل والاستغلال البشع الذي يتعرضون إليه من طرف بعض الشركات المسيرة لمشاريع البناء، نلاحظ نظير ذلك السبات العميق للجان مفتشيات العمال الذي أكد أغلب العمال أن دورها غائب في الميدان على الرغم من المهام المنوطة بها في الدفاع عن حقوق العمال المغلوبين على أمرهم، لكن الكل أكد أن دورها لا يتعدى المناسبات الدينية خلال العيدين ورمضان المعظم وتكون وجهتها أبواب الإدارة بدل التقرب من العمال من أجل الوقوف على حالتهم المزرية وظروف عملهم الصعبة على جميع الأصعدة.

وفاة مهندسة في ورشة بناء
و في سابق الأيام، تعرضت مهندسة بإحدى ورشات بناء التابعة لمؤسسة متعاقدة مع وكالة عدل بضواحي العاصمة، إلى سقوط مكعب من الطوب على رأسها من إحدى الطوابق العليا و الذي أدى إلى وفاتها عقب تحويلها إلى مستشفى بالبليدة، و أثارت الحادثة قلقل كبيرا و حديثا في الوسط الاجتماعي و حتى بين المهنيين حول مدى الأطر المتبعة في حماية العمال داخل الورشات، و هي الحقيقة المزرية التي يعيشها عمال الورشات ليس بالعاصمة و إنما على كامل أرجاء الوطن، و كان وزير السكن و العمران، عبد الوحيد طمار، قد أكد على اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذه القضية على ضوء التحقيقات التي باشرتها الجهات المختصة، و تم في نفس السياق تجميد نشاط الشركة الأجنبية التي تولت البناء.

وفاة 3 أشخاص بورشة بالرحمانية وإصابة اثنين آخرين
كشف مدير الحماية المدنية لولاية الجزائر، محمد تيغريستين، على وقع حادثة إنهيار ورشة بناء تابعة لشركة تركية لإنجاز مشروع سكنات عدل بالرحمانية، أن مصالحه تلقت النبأ في حوالي الساعة السابعة صباحا، وكشف مدير الحماية المدنية، عن مصرع أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في هذه الورشة، حيث كشف أن السبب وراء السقوط هو راجع إلى نزع الألواح من سقف حديث التشييد.
و قد حط وزير السكن و العمران، عبد الوحيد طمار، في ورشة الرحمانية و أمر بفتح تحقيق إداري وقضائي، لتحديد أسباب حادث انهيار ورشة بناء عدل ومتابعة المتسببين، كما طالب الوزير من مسؤولي الورشة، إخبار عائلات الضحايا المتوفين، وكذا من تعرضوا لإصابات، الذين تم نقلهم بصفة استعجالية إلى المستشفى.
و أكد عمال ورشة بناء سكنات عدل بالرحمانية بالعاصمة، أنّ حادثة الانهيار، التي أودت بحياة عمال الورشة، صباح أمس، سببها غياب شروط السلامة، و انتفض العمال تنديدا بغياب أدنى شروط العمل والسلامة داخل الورشة، و أكد العمال من جهتهم أنّ الشركة التركية صاحبة المشروع، لا تقوم بواجباتها لتأمين سلامة العمال.
و للتذكير، فإن مدير الوكالة المحلية للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء لذات الولاية، محفوظ إدريس، قد أفاد أن غالبية الحوادث تسجل بقطاع البناء والأشغال العمومية والكهرباء والغاز على اعتبار أن العمال الناشطين في هذا المجال لا يرتدون تجهيزات الحماية الفردية، على غرار خوذة السلامة ولباس الوقاية والحزام والقفازات وسماعات واقية وغيرها، و كان نوه محفوظ إدريس، أن ولاية الجزائر سجلت قرابة 3600 حادث عمل أسفر عن وفاة 31 شخصا أثناء العمل خلال 10 أشهر الأولى للسنة الجارية.

خبراء لـ “الجزائر”: سوء التسيير وغياب الرقابة سبب الحوادث
بوداود: “يجب فرض رقابة الدورية على ورشات البناء
عبر عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الوطني لخبراء المهندسين المعماريين، عن امتعاضه من الكارثة التي حلت أمس بورشة بناء ببلدية الرحمانية، و اعتبر أن الكل مسؤول عن هذه الكارثة ، كون أن من البداية يجب الوقوف على توفر كامل شروط السلامة ، فكيف يعقل أن يسلم مشروع لإنجازه دون تفقد لدفتر الورشة و المشروع، فيجب التأكد من توافر كامل الشروط عند المصادقة على تسليم إنجاز المشروع إلى الشركة المقاولاتية، و ما تحتويه من معدات و عمال تقنيين، على أن تتبع الورشة عمليات زيارة ميدانية يحددها العقد أو أن يتوفر مكان المشروع على مكتب الورشة، ويتم تدوين كامل النقاط المنجزة في دفتر الورشة أو تبقى أمام مرأى صاحب الورشة.

جمال شرفي خبير في الهندسة المعمارية: “الدور الرقابي مغيّب”
أكد جمال شرفي، خبير في الهندسة المعمارية، أنه من الآن يجب الوقوف وقفة صارمة من أجل تحديد الإشكال من العمق و اتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذه الحوادث و لضمان حياة العمال بالدرجة الأولى كونهم السباقون في دخول الورشة و بعدها ضمان على مدى مستقبلي حياة السكان و المواطنين الذين سيقطنون هذه السكنات فور الانتهاء من إنجازها، و أضاف المتحدث تساؤله عن مدى غياب المقاولاتية الجزائرية التي اضمحلت و أنها غير كفيلة بإنجاز المشاريع السكنية المليونية، و مع الاعتماد على الشركات الأجنبية أصبحت هذه الأخيرة بدون رقابة، كما نوه على أن العمل بوتيرة سريعة يكلف العديد من النتائج التي تكون في غالبها سلبية بحيث أنه لم يستفاد من التسريع لا بانتهاء الأشغال و تسليمها في موعدها المحدد و إنما أدت إلى أكثر من ذلك، و في الأخير اعتبر أن جميع القطاعات هي صاحبة مشاريع فعليها الوقوف على إنجازاتها بشكل كامل ، كما رفض شرفي تسليم المشاريع للمقاول دراسة وإنجاز معتبر ذلك سبب وقوع الكوارث.
صفحة من اعداد : فلة -س/ ياسين -س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super