انتهت الزيارة التي قادت وزير الخارجية عبد القادر مساهل إلى كل من الدانمارك وفنلندا حيث تباحث مع نظيريه إضافة إلى برلمانيين من هذه الدول، وتركزت اللقاءات حول موضوع التعاون الأمني بين الجهتين كما اغتنم مساهل الفرصة للقاء الجالية الجزائرية المقيمة في هذا البلد.
تحادث وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، هذا الجمعة في هلسنكي، مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الفلندي التي يترأسها الوزير الأول السابق، ماتي فانهانن، وذلك في إطار زيارته إلى فنلندا، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية وكذا السبل والوسائل الكفيلة بإعطاء ديناميكية جديدة للتعاون الجزائري- الفلندي وكذا دور برلماني ونواب البلدين في تطوير التبادلات بين البلدين.
وأبدى المسؤول الفلندي وأعضاء اللجنة وفق وكالة الأنباء الجزائرية “اهتماما خاصا”بمسائل مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف وكذا الوضع في منطقة الساحل الصحراوي، وهي مسائل تعقد بشأنها لجنة الشؤون الخارجية والبرلمان اجتماعات منتظمة وجلسات تفكير”.
وفي مستهل اللقاء أطلع مساهل أعضاء الوفد الفلندي على”جهود الجزائر والإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل تدعيم مؤسسات الدولة والحفاظ على إستقرار البلاد في محيط غير مستقر يطبعه انتشار تهديدات الإرهاب والجريمة المنظمة”.
كما تطرق إلى الوضع في المنطقة، مؤكدا بأن الجزائر”تتابع باهتمام تطور الوضع في المنطقة لاسيما في مالي وليبيا وتشجع ترقية حلول سياسية وسلمية تحفظ الوحدة والسلامة الترابية لهذه البلدان”، وركز وزير الشؤون الخارجية على”رفض التدخلات الأجنبية في ليبيا التي تعقد التوصل إلى مسار التسوية الذي تقوده الأمم المتحدة وتدعمه الجزائر”.
وبخصوص قضية الصحراء الغربية، ذكر مساهل أن هذه القضية مدرجة في جدول أعمال منظمة الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، كما جاء في مختلف قرارات محكمة العدل الأوروبية التي تعتبر الصحراء الغربية إقليما غير مستقل، وأضاف مساهل أن الجزائر تساند جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، الرئيس السابق لألمانيا هورست كوهلر من أجل التوصل إلى حل يقبله كلا الطرفين ويضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية. ومن هذا المنطلق-يقول مساهل- شاركت الجزائر في الطاولة المستديرة بجنيف التي جمعت طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو والبلدين المجاورين الجزائر وموريتانيا.
من جهة أخرى، أكد فانهانن أن لجنة الشؤون الخارجية “تقدر حق تقدير التبادل الذي جرى مع مساهل ودور الجزائر لصالح السلم والاستقرار في المنطقة وخارجها”، ودعا أعضاء لجنة الشؤون الخارجية أثناء هذا اللقاء إلى”تعميق النقاش والتشاور السياسي الثنائي لمواجهة التحديات والتهديدات الراهنة معا التي يتقاسم بشأنها البلدين التقدير والإرادة للتصدي لها”.
في السياق ذاته، سلم وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل الذي زار أمس فنلندا خلال استقباله بهلسنكي من طرف الرئيس الفنلندي السيد صولي نينيستو، سلم هذا الأخيرَ رسالةً من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وجدد مساهل التزام الجزائر بالعمل مع فنلندا لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والتشاور السياسي، منوها بنوعية الروابط السياسية بين البلدين منذ تاريخ طويل، يعود إلى مساندة فنلندا تحرير القارة الإفريقية.
وتطرق اللقاء أيضا للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبالخصوص الوضع في مالي والساحل وليبيا. وفي السياق ذاته، أشار مساهل إلى جهود الجزائر من أجل التسوية السلمية للنزاعات، وتمسّكها بمبدأ عدم التدخل. وتم التطرق أيضا خلال اللقاء، لمسائل الهجرة غير الشرعية، والتغيرات المناخية ومكافحة الإرهاب.
من جهته، نوه الرئيس الفنلندي بالعلاقات الجزائرية الفنلندية، وبزيارة وزير الخارجية التي سيكون لها انعكاس إيجابي على تطوير التعاون الثنائي لفائدة البلدين. كما أكد الرئيس الفنلندي على أهمية تطوير التعاون بين إفريقيا وأوروبا لمواجهة التحديات المشتركة، الرئيس الفنلندي كلف مساهل بتبليغ الرئيس بوتفليقة مشاعر التقدير والاهتمام التي يكنّها له، متمنيا الرقي والازدهار للشعب الجزائري.
والتقى السيد مساهل في إطار زيارته إلى فنلندا، نظيره الفنلندي السيد تيمو صويني. وتطرق اللقاء للعلاقات الثنائية، وسبل ووسائل تعزيزها أكثر لمصلحة البلدين والشعبين، ونوّه الوزيران بعلاقات الصداقة التقليدية والتعاون بين البلدين، ملتزمين بالعمل أكثر من أجل إضفاء ديناميكية جديدة على العلاقات الثنائية، وذكر مساهل بمبادئ السياسة الخارجية للجزائر، وبالخصوص عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، قبل أن يوقّع مع نظيره الفنلندي، على اتفاقيات تعاون بين البلدين.
وكان عبد القادر مساهل تحادث قبل ذلك، مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الفنلندي برئاسة الوزير الأول الفنلندي السابق ماتي فانهانن، ودارت المحادثات حول العلاقات الثنائية، وسبل ووسائل إضفاء ديناميكية جديدة على التعاون بين البلدين، ودور البرلمانَين والبرلمانيِّين في تطوير المبادلات بين البلدين.
إسلام.ك