الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / "الجزائر" تستطلع مخاطر الظاهرة وتبحث في حلولها:
الحرب على استغلال الأطفال في شبكات التسّول

"الجزائر" تستطلع مخاطر الظاهرة وتبحث في حلولها:
الحرب على استغلال الأطفال في شبكات التسّول


يبدو أن ظاهرة التسول في المدن والأحياء الكبرى، عادت بقوة في الأيام الأخيرة من طرف المتسولين الجزائريين، بعد خلو الساحة من اللاجئين الأفارقة وغيرهم، حيث عمد العديد من “بزناسية” التسول المحليين إلى سد الفراغ الذي تركه الأجانب، الأمر الذي يزيد من تشويه المنظر العام للمدن الكبرى خصوصا العاصمة، وسط تعامل محتشم من قبل السلطات مع هؤلاء، رغم تسطير برامج صارمة ضد كل المتسولين الذين يستعملون الرضع والأطفال لاستمالة قلوب المتصدقين.
وتشهد ظاهرة التسول في الجزائر استفحالا وتزايدا كبيرين خلال الفترة الأخيرة، حيث يتموقع المتسولون بمختلف الشوارع والأماكن العمومية والأسواق الشعبية وغيرها من الساحات، وهو الأمر الذي وقفت عليه “الجزائر” في جولة استطلاعية للعديد من أحياء العاصمة وضواحيها، حاولنا تسليط الضوء على الظاهرة التي عرفت انتشارا كبيرا خاصة في الفترة الأخيرة، حيث تحتجز أبواب ومداخل المساجد من طرف متسولين يغتنمون الفرصة للتحرش بالمصلين، إما للاسترزاق أو الربح السريع، وذاك هو حال الأسواق الشعبية، وأبواب المستشفيات والشوارع التي تكثر بها الحركة، مع تركيز غريب على الطرق السريعة.
ومن الملاحظ أنّ النسبة الكبيرة من المتسولين يستعملون أساليب استجداء مصطنعة وغير حقيقية، مثل ادعاء المرض أو الإعاقة، وحمل أوراق مزورة تفيد بإصابة المتسول بأمراض أو مشاكل صحية جسيمة، وكذلك استخدام الأطفال في محاولة لكسب عطف الناس، وقد تصل في بعض الأحيان إلى تشويه أنفسهم عمداً للحصول على المال.

استعطاف لا يقاوم وإياك أن تكتفي بمنح القليل
وحسب حديث أحد المواطنين عن هذه الظاهرة فقد أكد لنا أنه وفي أحد المرات لم يكن أمامه من خيار سوى أن يفتش في جيوبه الخاوية عن بعض القطع النقدية ليعطيها لسيدة تحمل بين يديها طفلا رضيعا تسألنه صدقة لتشتري بها كما قالت الدواء لزوجها الذي يعاني من مرض خبيث، مشيرا إلى أن بعض المتسولين باتوا يحتقرونك بنظرات مستهزئة إن لم تمنحهم صدقة معتبرة.
ويشير تصريح المواطن المذكور إلى البعد الذي أخذته ظاهرة التسول في البلاد، حيث صارت الممارسة عادية بعض الشيء، لكنها صارت جد مقلقة، حيث ينتشر المتسولون في عدة فضاءات بشكل كبير وملفت للانتباه، والأمر يبرز عبر سائر أرجاء البلاد. ويصطدم المتجول بأعداد هائلة من المتسولين الذين ينتشرون في كل مكان، في الشوارع الرئيسية والأزقة، في الحدائق والساحات العمومية، عند إشارات المرور وفي مفترقات الطرق، وبوسط طريق المدينة عند ازدحام السيارات، يستوقفك متسولون من الجنسين، ومن مختلف الفئات العمرية، أطفال، نساء، رجال، شيوخ وعجائز، وحتى الشابات وعموما فإن الظاهرة استفحلت بشكل لافت للانتباه في العاصمة وباقي الضواحي المجاورة .

الأسواق والمساجد … التراموي الأماكن المفضلة للتسول
وإلى جانب ذلك، يستهدف المتسولون، أيضا، الأسواق الشعبية لكونها الأماكن التي يكثر عليها إقبال وتوافد المواطنين، وتجد أبواب المساجد ومداخل الأسواق الشعبية والمستشفيات “محجوزة” من طرف أشخاص متسولون. ولا يكاد يخلو أي مكان من قوافل المتسولين، حتى أصبح البعض يعتبره مصدرا للرزق الوافر، وبعباراتهم التي تهز القلوب وبهندامهم الرث وأحيانا بأطفالهم الرضع اللذين يحملونهم، يكون المواطن مجبرا أحيانا على التصدق بعد وابل من الأدعية وعبارات الاستعطاف والترجي، فالتسول يلجأ إليه البعض لمن لا معيل له، خاصة إذا لم يجد الشخص ما يقدمه لعائلته وأولاده، فيلجأ إلى “الطلبة” لإعالة عائلته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super