ميز المحادثات التي جرت بين ممثل الجزائر، وزير الخارجية عبد القادر مساهل، ورئيس الدبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف، على مدار اليومين الفارطين توافق في عدة محاور أهمها مكافحة الإرهاب والتطرف والأزمات السائدة في المنطقة المجاورة للجزائر، منها أزمة ليبيا ومالي والصحراء الغربية وسوريا والساحل واليمن والقضية الفلسطينية، وتم مناقشة ظاهرة مكافحة الإرهاب والإستراتيجية التي يتبناها البلدان لرفع هذا التحدي فضلا عن إستراتيجية الأمم المتحدة في هذا المجال.
وتبادل الوزيران وجهات النظر وتحليل أوضاع الأزمات والنزاعات في هذه البلدان والتي أخذت حصة كبيرة من النقاش، وميز اللقاء أيضا تطابق وجهات النظر بين الجزائر وروسيا بشان ضرورة ترقية الحلول السياسية والتسوية السلمية لهذه الأزمات، في ظل احترام الشرعية الدولية والمبادئ المتضمنة في ميثاق الأمم المتحدة، سيما حق الشعوب في تقرير مصيرها بعيدا عن التدخل الأجنبي، وهو ما أكده مساهل وأعرب عن ارتياحه له وقال في هذا الخصوص إنه لقد لمس تطابقا في وجها النظر حول مبدأ احترام سيادة الشعوب واحترام السلامة الترابية واحترام قرارات الأمم المتحدة وتطبيقها سيما فيما يخص فلسطين و الصحراء الغربية.
كما سجل وزير الشؤون الخارجية تطابقا في وجهات النظر بين الجزائر وروسيا حول الوضع السائد في سوريا وفلسطين، مؤكدا أنه لا بديل عن الحل القائم على احترام إرادة الشعوب واحترام القانون الدولي.
وخلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أشاد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل بالعلاقات التاريخية والمتميزة القائمة بين الجزائر وروسيا مؤكدا إرادة البلدين في تعزيزها بشكل أكبر.
وفي الجانب الاقتصادي، عبر مساهل عن إرادة البلدين في تنويع مجالات التعاون الثنائي وزيادة المبادلات التجارية والاستثمارات، مؤكدا أنه تحادث مطولا مع نظيره الروسي حول ضرورة توسيع الجانب الاقتصادي في هذه العلاقة الثنائية حتى تصبح أكثر شمولية وتلبي فعلا تطلعات الشعبين والحكومتين.
وحسب رئيس الدبلوماسية الجزائرية، سيتم تحديد أولويات التعاون بين البلدين خلال الدورة التاسعة للجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية-الروسية المزمع تنظيمها بموسكو من 28 إلى 30 جانفي الجاري، مضيفا أن هذا اللقاء سيسمح بإعداد خارطة الطريق من أجل متابعة تطبيق الأهداف التي سيتم تسطيرها.
من جهته نوه وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بمستوى التعاون القائم بين الجزائر وفدرالية روسيا معتبرا أن الدورة القادمة من اللجنة المختلطة الاقتصادية الجزائرية-الروسية ستكون فرصة لدراسة الإمكانيات المتاحة للبلدين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بشكل اكبر سيما على المستوى الاقتصادي،وكد رئيس الدبلوماسية الروسية انه أجرى محادثات مفصلة و معمقة حول وضعية العلاقات الثنائية بين البلدين،كما أوضح أن المبادلات التجارية بين الجزائر وروسيا قد تجاوزت قيمتها 5. 4 مليار دولار مؤكدا أن لقاءه بمساهل شكل فرصة لدراسة القرارات الجديدة التي يمكن أن تسهم في الرفع من هذا الرقم.
وحول إمكانية تنظيم لقاء قمة بين البلدين، أكد الوزير أن الاتصالات ستستمر على جميع المستويات، مضيفا أن الجدول الزمني المحدد سيضبط تدريجيا، المؤكد أن ذلك سيتم بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري قريبا في الجزائر.
وحول إلغاء التأشيرة بين البلدين، أكد الوزير سيرغي لافروف، انه مستعد لكي يبحث مع نظيره الجزائري إمكانية إلغاء التأشيرات لأصحاب جوازات السفر العادية.
وللتذكير فإن رئيس الدبلوماسية الروسية، قد حل مساء الأربعاء بالجزائر في زيارة دامت يومين بدعوة من نظيره الجزائري عبد القادر مساهل، وتندرج هذه الزيارة في إطار الحوار السياسي المنتظم والتشاور الدائم القائم بين البلدين منذ التوقيع على الإعلان المشترك حول الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وفيدرالية روسيا سنة 2001،كما تندرج زيارة وزير الشؤون الخارجية الروسي في سياق التطور المستمر للحوار السياسي والتعاون بين البلدين و تأتي كذلك عشية الدورة الـ9 للجنة المختلطة الاقتصادية الجزائرية الروسية.
رزاقي.جميلة